معالم شخصية الظاهر بَيْبَرس)٦٢٥ – ٦٧٦هـ) في مرآة الشعر المملوكي ( 1)

معالم شخصية الظاهر بَيْبَرس)٦٢٥ - ٦٧٦هـ) في مرآة الشعر المملوكي ( 1)

أ.د/صبري فوزي عبدالله أبوحسين

أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الذي جعل من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي جعل الإمام العادل في المرتبة الأولى من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وبعد:

فإن من الثابت في تاريخنا الإسلامي أن أمتنا لا تخلو في أي عصر من عصورها من الفرسان المؤمنين المجاهدين البَنَّائين المُعمِّرين الحكماء، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأدوا أعمالاً جليلة ونبيلة في مجالات حياتية متنوعة، فيها صلاح العباد والبلاد، وخير المعاش والمعاد، بجسارة وبسالة، ومناقب حميدة وسجايا طيبة، متنوعة: عسكريًّا ونفسيًّا وخلقيًّا…وقد كانت مصر، في العصر العربي الوَسِيط، قوة عسكرية وثقافية بارزة، لا سيما في العصر المملوكي(648-923هـ)؛ إذ وقفت في وجه الطُّغاة الهَمَجِيِّين، وحمَلت مِشعل الحضارة في هذا الزمان، فكانت القاهرة مَأْمَن الملهوفين ومُستَغاث الضِّعاف من كل صوب وحدب، والعاصمة المقصودة للثقافة العربية، وملاذ المثقفين حينئذ، وكان لأبطالها وسلاطينها وأهلها من الوُجَهاء والعُلَماء، الفضلُ الأول في الحفاظ على مصادر الثقافة العربية التراثية من الاندثار والضياع، عقب مأساة الغزو التتري الهمجي لبغداد والعالم الإسلامي.

وقد ظهر صدى هذه القوة المصرية الناعمة في فنون الأدب العربي المتنوعة، لا سيما فن الشعر، الذي ظهرت فيه مصر وبرزت مكانًا وإنسانًا، تاريخًا وحاضرًا، فكرًا ولهجةً، بجلاء وحَيَوِيَّة في أدب هذا الزمان! ولا أدل على هذه الحقيقة من تعرفنا على (معالم شخصية الظاهر بيبرس)٦٢٥ – ٦٧٦هـ) في مرآة الشعر المملوكي)؛ إذ إن من يقرأ دواوين الشعر ومجاميعه، ومصادر التاريخ والسِّيَر والتراجِم، يجد أن الشعر العربي قد تابع شخصية ذلكم القائد البطل في أهم مراحل حياته ومجالاتها، وقف على أبرز معالمها من اجتماعية وعسكرية وسياسية وتعليمية، عن طريق قالب إيقاعي فخم غالبًا، وبناء لغوي مباشر وتصويري، يتناصُّ مع الماجَرَيات المصرية تناصًّا حيًّا وفاعلاً وطريفًا وظريفًا وآسرًا؛ مما يجعل من الشعر وثيقة تاريخية، ذات حُمولة ثقافية مهمة في تسجيل الأحداث التاريخية؛ بما يحتويه الشعر من ذخائر حية تحفظ ذاكرة الشعوب بمختلف تحولاتها الحضارية، والفكرية، والسياسية، والاقتصادية والبشرية؛ انطلاقًا من كون الشعر العربي ديوان الإنسان القديم، فيه سجل حياته من أحداث ووقائع، ومن كونه يحتوي على الذكريات والبوح والانفعال وقدرة على التعبير السريع عن الموقف والحالة، بالتسجيل والتصوير والتعبير والنقد؛ فالعلاقة بين الشعر والتاريخ وطيدة، فهو يوثق مُجرَيات الحياة وأحداثها، والتاريخ يقدم مادة فكرية جاذبة للشعراء، ولذا لا تخلو كتب التاريخ العربي من قصائد ومقطوعات وأبيات شعرية خلال عرض كل حدث وعقيبه، ولا يخلو الشعر من توظيف التاريخ توظيفًا متنوعًا بين تسجيل، وتعبير، وتصوير، مدحًا أو نقدًا..

ومن ثم كان المنهج النقدي الأمثل والأنسب لدراسة معالم شخصية هذا البطل التاريخي المبهر الظاهر بيبرس)٦٢٥ – ٦٧٦ هـ)، هو (المنهج التاريخي)؛ إذ يوظف هذا المنهج في ميدان الدراسات الأدبية والنقدية؛ لتحقيق عدة أهداف، من أهمها الدراسة التاريخية للمبدعين لتبيُّن الأوضاع السياسية والدينية والاجتماعية والفكرية زمنَ إبداع النصوص وموقف المبدع منها تأثرًا وتأثيرًا، انفعالاً وفِعْلاً؛ لنصل إلى مدى كون الشاعر ابن بيئته، واختبار حقيقة أن النص الأدبي خلاصة لحظة في العصر الذي أبدع فيه وثمرة ثقافة مبدعه وتجاربه، ووثيقة تسجل كل ما جرى له ومعه وأمامه، ومدى ارتباط الشاعر بالحياة والأحياء، ومدى علاقة الإنسان في الشعر بالإنسان في الحياة! إنها علاقة تبادلية تأثرًا وتأثيرًا.

وما أجمل أن تجتمع كلمة الأدب شعرًا وسردًا، فصيحًا وشعبيًّا، على إعلاء قيمة إنسان بطل فذ مجاهد معمر كالبطل المظفر الظاهر بيبرس)٦٢٥ – ٦٧٦هـ)! هذا الذي نُعِت بأنه صاحب الفتوحات والآثار! وهو نعت يكاد يكون قد أوجز كل حركة هذا القائد التاريخي في وطننا مصر: دفاعًا، وفتحًا، وتعميرًا. وما أصدق قول الشاعر مخاطبًا إياه:

كسرتَ الطغاةَ جبرتَ العُفاةَ     قطعتَ الفُراتَ وصلتَ الخِلافةْ

إنه قاهر التتار والصليبيين، وقامع الباطنية والحَشَّاشين، والمُؤسِّس الحقيقي لدولة المماليك،  وباعث الخلافة العباسية من جديد، والمحيي للأزهر الشريف، والآمر بتعدد المذاهب الفقهية، وقد خاض، بشخصه وقيادته، في سبيل استقرار مصر والوطن العربي، معارك لا تُحصَى؛ دفاعًا عن الإسلام والمسلمين، وكفاه شرفًا وفخرًا بتلك الجهود والإنجازات، التي تجعله في عِداد الأبطال التاريخيين الحقيقيين، الذين يستحقون أن يُقدَّموا كقُدوات حسنة إلى الأجيال القادمة، في مصرنا والعالم العربي، عن طريق الكلمة المكتوبة، والمسموعة، والمشاهدة، مقاليًّا وسرديًّا!

ومن ثم كانت سعادتي في السُّهْمة بهذه الورقة البحثية في ذلكم المؤتمر العلمي النافع الماتع، الذي تقيمه سفارة كازخستان بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر، والمعنون ب(نهضة الحضارة الإسلامية في عهد الظاهر بيبرس)، المنعقد يوم الأحد٤/٦/٢٠٢٣م، وقد جعلتها بعنوان: (معالم شخصية الظاهر بَيْبَرس)٦٢٥ – ٦٧٦هـ) في مرآة الشعر المملوكي)، وأقصد منها تبيُّن موقف الشعراء في القرن السابع الهجري من ذلك البطل: تسجيلاً، وتصويرًا، وثناءً ومدحًا في حياته، ثم بكاءً وحزنًا وندبًا وتأبينًا عقب وفاته!

وأرى أن هذا الهدف يتحقق عبر تمهيد وثلاثة محاور، على النحو الآتي:

التمهيد: الظاهر بيبرس في مرآة المؤرخين

المحور الأول: الظاهر بيبرس القائد العسكري في مرآة الشعر المملوكي

المحور الثالث: الظاهر بيبرس الحاكم السياسي في مرآة الشعر المملوكي

المحور الرابع: الظاهر بيبرس الحاكم المُعمِّر في مرآة الشعر المملوكي

هذا، وتوجد دراسات سابقة عرضت لهذا الموضوع، منها:

1- مقال: (الملك الظاهر بيبرس في شعر معاصريه) للدكتور أحمد فوزي الهيب، المنشور في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، (مج75،ع2، ص259-290، نشر أبريل 2000م)، وهو عرض لأشعار تناولت هذه الشخصية، لم ينتهج فيه الباحث المنهج التاريخي، ولم يعرض لمحاور البحث الثلاثة في شخصية بطلنا المظفر.

2- بحث: (لغة الشعر المملوكي وتراكيبه قصائد مدح الظاهر بيبرس أنموذجًا)، للباحث/أحمد بن علي دوشي، منشور في حولية كلية اللغة العربية بجرجا، [ع22، 2843-2866، سنة 2018م]، وهو بحث ينحو منحى التحليل الأسلوبي فقط!

3-كتاب: (الخطاب السياسي في الشعر المملوكي في مصر، عصر السلطان الظاهر بيبرس نموذجًا) للدكتور عبدالرحمن حجازي،[طبع سنة 2018م]. وهو كتاب ذو منهج ومادة خاصة بالخطاب السياسي فقط، ولا تقتصر على شخصية بطلنا محور هذا البحث ومداره!

ومن الجهود المبكرة في عصرنا الحديث للتعريف بالسلطان بيبرس محاضرة الشيخ عبدالقادر المغربي التي ألقاها عن”الملك الظاهر بيبرس” في ردهة المجمع العربي بدمشق بتاريخ 21 كانون الأول سنة 1945م، ونشرت في حلقات ثلاث في مجلة المجمع العلمي العربي: الحلقة الأولى نشرت في مج 21 جـ3،4، سنة 1946م(ص133-140)، والحلقة الثانية في جـ5،6، سنة 1946م، (ص227-235)، الحلقة الثالثة في جـ 7،8، سنة 1946م(ص229-337)، كما كتب عنه أستاذنا الدكتور محمد رجب البيومي مقالاً بعنوان: “الظاهر بيبرس قاهر التتار والصلبيين”، ونشر في عددين في مجلة الحج والعمرة س10، جـ9،جـ10، ص598-6-02، 660-665، واللافت في محاضرة الشيخ المغربي أنه رأى أن بيبرس لم يكن يحفل بما يسمونه أدبًا وأدباءـ وشعرًا وشعراء، وأن شعراء عصره: الوراق والجزار وابن الخشاب، لم يكن لهم فيه مدح يذكر وشعر يؤثر”! (راجع الحلقة الثالثة ص335)، وهذا غير صحيح، ولعل النصوص الشعرية المستدعاة والموظفة في هذا البحث دالة على حركة شعرية طيبة كانت في بلاط السلطان الظاهر بيبرس وحول شخصيته، وهي تشير من طرف خفي إلى موقف إيجابي للسلطان بيبرس من الشعر والشعراء!

وفي ختام هذه المقدمة أقدم خالص شكري وتقديري إلى أستاذنا الدكتور إبراهيم صبري راشد-العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالمنصورة، والذي شرفت بزمالته في عضوية اللجنة العلمية لترقية الأساتذة في تخصص الأدب والنقد بجامعة الأزهر- الذي أكرمني بمراجعة عميقة دقيقة محققة لهذا البحث، وأوقفني فيها على ملاحظات قيمة، لا سيما في توثيق النصوص الشعرية الموظفة بالبحث وضبطها…

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

 

التمهيد: الظاهر بيبرس في مرآة المؤرخين

كانت شخصية الظاهر بيبرس شخصية تاريخية فذة حاضرة بقوة في الأحداث الفارقة في مصر منذ نهاية العصر الأيوبي وانطلاقة العصر المملوكي، ومرورًا بزمن سلطنته التي استمرت سبعة عشر عامًا، وانتهاءً بوفاته ورحيله خلال القرن السابع الهجري، بل إننا لنجد له حضورًا في كتابات المؤرخين في القرون التالية بالعصرين المملوكي والعثماني، وفي عصرنا الحديث، وقد تمثل هذا الحضور في التعريف بشخصيته نسبًا وميلادًا وحياة، ووقائع، وأعمالاً، وقرارات وإنشاءات. وفَذْلَكَةُ ذلك ومُجمَلُه في الآتي:

هو بَيْبَرس(ضبطه الأستاذ خير الدين الزركلي، في كتابه الأعلام، بفتح الباء، وضبط في النجوم الزاهرة 7/94، بكسر الباء، قال: وبِيبرس بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف، وسكون الياء المثناى من تحتها، ثم فتح الباء الموحدة، وسكون الراء والسين المهملتين، ومعناه باللغة الترقية: أمير فَهْد( )) العلائي البندقداري الصالحي، الملقب بركن الدين، والملك الظاهر، وصاحب الفتوحات والأخبار والآثار. عاش الظاهِر بَيْبَرْس في الفترة )٦٢٥ – ٦٧٦ هـ = ١٢٢٨ – ١٢٧٧م(، مولده بأرض القپچاق. وأُسِر فبِيع في سيواس، ثم نُقِل إلى حلب، ومنها إلى القاهرة، فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار، وبقي عنده، فلما قبض عليه الملك الصالح)نجم الدين أيوب( أخذ بَيْبَرس، فجعله في خاصة خدمه، ثم أعتقه. ولم تزل همته تصعد به حتى كان )أتابك) العساكر بمصر، في أيام الملك (المظفر) قُطُز، وقاتل معه التتار في فلسطين. وبعد قتل قطز، تولى)بيبرس( سلطنة مصر والشام، سنة ٦٥٨هـ، وتلقَّب بالملك (القاهر، أبي الفتوحات)، ثم ترك هذا اللقب وتلقَّب بالملك(الظاهر)، وهو رابع سلاطين مصر في عهد المماليك البحرية، خلفاً لقطز، ودامت سلطنته في الفترة(1260-1277م). وكان الظاهر بيبرس محبًّا لركوب الخيل ومغرمًا بالرياضة البدنية والتمرينات العسكرية ويقضى فيها معظم يومه، وبنى لذلك ميدانًا مخصوصًا بين المنزل القلعة وقبة النصر، وكانت نفقاته مما يغنمه فى حروبه بدون أن يثقل على الأهالي بدرهم .وكان شجاعًا جبًّارًا، يُباشر الحروبَ بنفسه. وله الوقائعُ الهائلةُ مع التتار والإفرنج )الصليبيين(، فكان واحدًا من قادة القوات المصرية التي واجهت الفرنج والمغول، وكان بيبرس في طليعة الجيش المصري أثناء معركة عين جالوت عام 1260م، والتي تعد أول هزيمة كبرى للجيش المغولي، ونقطة تحول في التاريخ.  وله الفتوحات العظيمة، منها بلاد)النوبة)، ودنقلة، ولم تُفتَح قبله مع كثرة غزو الخلفاء والسلاطين لها! وبعد أن استتب للظاهر بيبرس الأمر في البلاد، وفرض سلطته، عمل على إحياء الخلافة العباسية، التي سقطت مع سقوط بغداد في يد هولاكو في( 4 من صفر656هـ  =  10فبراير1258م) ولم يكن سقوطها أمرًا هينًا على المسلمين، وخيل لهم أن العالم على وشك الانتهاء، وأن الساعة آتية عما قريب، وذلك لهول المصيبة التي وقعت بهم، وإحساسهم بأنهم أصبحوا بدون خليفة، وهو أمر لم يعتادوه منذ وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم( ). وفعلاً نجح الظاهر بيبرس في استقدام أحد الناجين من أسرة العباسيين هو “أبو العباس أحمد”، وعقد في القلعة مجلسًا عامًّا في (9 من المحرم661هـ=  22من نوفمبر1262م( حضره قاضي القضاة وكبار رجال الدولة، وقرئ نسب الخليفة على الحاضرين بعدما ثبت عند القاضي، ولُقِّب بالحاكم بأمر الله، وبايعه الظاهر بيبرس على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم. ولما تمت البيعة أقبل الخليفة على بيبرس وقلّده أمور البلاد والعباد، وبذلك أصبح هو صاحب السلطة واليد المطلقة في إدارة شئون البلاد. ولم يكن للخليفة العباسي حول ولا قوة، بل صار واجهة دينية شرعية للسلطان المملوكي، ليس له سوى الدعاء على المنابر في صلاة الجمعة.. وبإقامة الخلافة العباسية في القاهرة يكون بيبرس قد تقدم خطوات واسعة في سبيل تأسيس الدولة المملوكية.وأتبع الظاهر بيبرس هذه الخطوة بأن مد نفوذه وسلطانه إلى الحجاز حيث يوجد الحرمان الشريفان!

وآثار الظاهر بيبرس وعمائره وأخباره كثيرة جدًّا، حيث تنسب إليه مجموعة ضخمة من الآثار العمرانية في مصر والشام والحجاز، تضم القلاع العسكرية، والجسور، والمساجد والمدارس، والمرافق العامة مثل الحمامات والمستشفيات والخانات وصهاريج المياه وخلجان الري والسدود، وكان يضع على المنشآت الوقفية لوحة رخامية فيها نص الوقف، ومن آثاره مدرسته الظاهرية وسبيل الماء ومدرسة للأيتام بين القصرين في القاهرة، وعمل على النيل جسرًا سمي بقناطر السباع لوجود تماثيل للأسود عليه، وعمل مسجدًا في أعلى منارة الإسكندرية، وعمل وقفًا للقطط في القاهرة اسمه غيط القطط، وفي سنة 666هـ أرسل إلى الحرم المدني منبرًا بديع الصنع بدل المنبر الذي تلف في حريق المسجد، وأنشأ سنة 670هـ المدرسة الظاهرية الجوانية بدمشق، وهي اليوم مقر دار الكتب الظاهرية الواقعة قبالة المجمع العلمي العربي بدمشق، ولما توفي دفن فيها ثم دفن فيها ولده الملك السعيد، كما بنى خانًا كبيرًا في القدس، وأوقف له أوقافًا كثيرة للإنفاق عليه، وأقام الكثير من الحصون والقلاع والجسور في بلاد الشام. وقد توفي في دمشق ومرقده فيها معروف، أقيمت حوله المكتبة الظاهرية( ).

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: