سِجَالُ السائرِين عَلَى دَربِ الخَلِيلِ

 
يقدمه الشاعر خالد سعد فيصل

عَلَى نَغمِ البَسِيطِ يَقُولُ رَبُّ السَّيفِ والقَلَمِ:

وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ فَرُبَّ فَتىً
أَلْقَى بِهِ الأَمْنُ بَيْنَ الْيَأْسِ وَالْوَجَلِ

وَلا يَغُرنْكَ بِشْرٌ مِنْ أَخِي مَلَقٍ
فَرَوْنَقُ الآلِ لا يَشْفِي مِنَ الْغَلَلِ

لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ دَخَنٍ
لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ

فَلا تَثِقْ بِوَدَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَةٍ
فَالْكُحْلُ أَشْبَهُ فِي الْعَيْنَيْنِ بِالْكَحَلِ

وَاخْشَ النَّمِيمَةَ وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا
يُصْلِيكَ مِنْ حَرِّهَا نَاراً بِلا شُعَلِ

كَمْ فِرْيَةٍ صَدَعَتْ أَرْكَانَ مَمْلَكَةٍ
وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

ما أعظمَ البارودي حين يقولُ:

فَإِنْ يَكُنْ سَاءَهُمْ فَضْلِي فَلا عَجَبٌ
فَالشَّمْسُ وَهيَ ضِيَاءٌ آفَةُ الْمُقَلِ

نَزَّهْتُ نَفْسِيَ عَمَّا يَدْنَسُونَ بِهِ
وَنَخْلَةُ الرَّوْضِ تَأْبَى شِيمَةَ الْجُعَلِ

هَيَّا أيُّهَا الشُّعرَاءُ لِمُعَارضَةِ رَبِّ السّٕيفِ والقَلَمِ فِيمَا لَا يَقِلُّ عَنْ أَربَعَةِ أَبيَاتٍ بنفسِ النغمِ وذاتِ القافيةِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشَّاعرُ:
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري. 1255-1322 هـ / 1839-1904 م أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان مولدُهُ ووفاتُه بمصرَ، تعلم بها في المدرسة الحربية. ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا. الأولى في ثورة كريت سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى منصبِ وزيرِ الحربية، ثُمَّ رئاسة النظار ( رئيس الوزراء)، واستقال. ولما حدثت الثورةُ العرابيةُ كان في صفوف الثَّائرِين، ودخل الإنجليزُ القاهرةَ، فقُبض عليه وسُجنَ وحُكِمَ بإعدامِه، ثم أُبدلَ الحُكمُ بالنفي إلى جزيرةِ سيلان. حيث أقام سبعةَ عشر عامًا ، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعُفِيَ عنه سنة 1317ه‍ فعاد إلى مصر. أما شعرُه فيصحُ اتخاذُه قاتحةً للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمنًا .
له ديوان شعر ( جزآن) ، ومختارات البارودي (أربعة أجزاء) .
رحمَ اللهُ رائدَ مَدرسةٌ النَّهضَةِ الشِّعريَّةِ بعدَ كَبوتِها، البارودي باشا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / يوسف الحملة:

1-مَـاذَا فَـعَـلْـتَ لِـدِيـنِ اللَّهِ وَالـرُّسُلِ؟
هَلْ قُمْتَ حَقًّا بِمَزْجِ القَولِ بِالعَمَلِ؟

2-خَـيـرُ الـعِـبَادِ هُـوَ العَبْدُ الَّـذِي فَمُهُ
لَمْ يَقْتَرِفْ أَبَدًا مِنْ جَلْسَـةِ الخَطَلِ-1

3-أَمْ كُنْتَ مِثلَ الَّذِي قَـدْ قَـالَ قَولَتَهُ
ظُلْمٌ بِــهِ قَـدْ أَضَـافَ السُّمَّ بِالعَسَلِ؟

4-فَـيَـا عَــبُــوثـاً وَلَا أَهْــوَالَ تَـرْدَعَـهُ
إِلَّا إِذَا ضَجَّ صَـحْـنُ البَـيْـتِ بِالعِلَلِ

5-مَـاذَا تَــقُــولُ لِــرَبٍّ أَنْـتَ تَـعْـلَـمَـهُ؟
أَكُـنْـتَ فِي غَفْلَةٍ أَوْدَتْ إِلَى الأَجَلِ؟

6-فَالإِفْـكُ فَاضَ وَغَـاصَتْ فِـيـهِ أُمَّتَنَا
وَالصِّدْقُ غَابَ وَغَابَ النُّورُ بِالمُقَلِ

7-مَـاذَا فَـعَـلْـتَ لِـدِيـنِ اللَّهِ يَا بَـطَـلًا؟
لِكَى تُـنَـادِي عَلَيكَ الـنَّـاسُ بِالبَطَلِ؟

8-أَقُمْتَ وَالنَّاسُ فِي لَهْوٍ وَفِي غَسَقٍ
وَكُنْتَ بَـيْـنَ مُلُوكِ الأَرْضِ كَالجَبَلِ؟

9-أَقُمْتَ تَدْعُـو إِلَي إِصْلَاحِ مَا فَسَدَوا
أَمْ كَانَ دَورُكَ رَتْـقِ الـثُّقْـبِ بٍالهَزَلِ؟

10-فَالحَرْفُ سَيفٌ وَسَيفُ الحَرْفِ مُتَّصِلٌ
بِـذِكْرِ رَبِّـكَ قُمْ سَـعْـيـاً إِلَـى السُّبُلِ

11-قُـمْ لِلـحَـيَـاةِ فَمِنْهَا الرَّوحُ عَـازِمَـةٌ
عَلَى الـتَّـوَاصُلِ بَيْنَ اليَأْسِ وَالأَمَـلِ

12-قُـمْ لِلصَلَاةِ فَفِـيـهَـا النَّفْسُ سَاكِنَةٌ
وَالعَزْمُ يَقْوَى كَمَا لَـمْ تَرْضَ بِالكَسَلِ

13-وَاتْرُكْ بَلَاطَ السََلَاطِينِ الَّتِي تَرَكَتْ
مَسْرَى النُّبُوَّةِ مَلْهَى الـدُّونِ وَالخَبَلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / إمام سراج:

تبكي القلوب وتبكينا على عجلِ
ونذرفُ الدمعَ هتانًا من المقلِ

هيهات من وجدها تهدا أضالعنا
فالقلبُ باكٍ على صرحٍ من الطللِ

يبكي حبيبًا جفا من بعد مقربةٍ
رغم اعتمال الأسى باقٍ على الزللِ

أواه من صبوةٍ قضَّتْ مضاجعَنا
واستعمرِ القلبَ منها كثرةُ العللِ

يا منية في شغاف القلبِ ساكنةً
كفاكِ هجرًا كفى إني عل أملِ

هل نلتقي منيتي في ساحةٍ عَمُرَتْ بالحبِ نحيا به وصلًا بلا مللِ

رباه إنا لنا قلبان قد خفقا
بين الضلوع بشوقٍ غير محتملِ

أنعم على من شكا جرحًا لخالقه
فالقلبُ رغم اعتمال البينِ لم يَمِلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / أبو مازن عبدالكافي:

عِشْتُ الْحَيَاةَ بِمَا فيهَا مِنَ الألمِ
في سَاحَةِ الصَّبرِ قَد حَلَّقْتُ بالأَمَلِ

إنِّي رَأَيتُ طَريقًا .. قُلتُ أَسْلُكُهُ
في أرْضِنَا نبتةٌ تُروَى مِنَ الْجُمَلِ

يَا وَاحَةَ الشِّعرِ بُشرَى مِنْ مُحِبِّكُمُ
قَد رَامَ مَجدًا يُوازِي قِمَّةَ الْجَبَلِ

تاقَتْ لِنَيلِ الْمَعَالي نَفْسُهُ أَلِقًا
في اليمِّ يَسْبَحُ نَشْوَانًا كَمَا ثَمِلِ

هَا قَد أتَى يَرتَدِي ثوبَ الْبَيانِ سَنًا
يَمْشِي الْهُوَينَى بَأوْزانٍ مِنَ الْحُلَلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر الدكتور / حسن سلطان:

يا نفس

العمْرُ يمضي سُدًى ركْضًا على عجَلِ
والقلبُ مِنْ همّهِ يبْكي على الطّللِ

يا نفْسُ لا أملكُ الأعْمارَ والقدَرا
إنّي تجرّعْتُ كأسَ اليأسِ والمللِ

يا نفسُ لا أحملُ الأحقادَ والحسَدا
فحاذري مِنْ سهامِ الغلِّ والجدَلِ

حاشاكِ يا نفسُ مِنْ بؤسٍ ومِنْ جزعٍ
لا تجْزعي لا، فأمرُ اللهِ في الأزلِ

يا زهْرةَ الروحِ ما يُرْضيكِ يُقْلقُني
وأنتِ أمّارةٌ بالسّوءِ والحِيَلِ

كفاكِ لهْوًا وهُزِّي المُزْنَ واغْتسِلي
فالطُّهْرُ لا يُرْتَجَى مِنْ غيْرِ مُغْتَسِلِ

واللهُ يُبرِىءُ مَنْ زكَّى براءتَهُ
واعْتلَّ مَنْ دسَّ جُرْحًا غيرَ مُنْدَمِلِ

إنَّ الحياةَ كمرْآةٍ وما عكَسَتْ
سوى سماتٍ بحالِ المرْءِ والمُقَلِ

إنْ كانَ خيْرًا فكُلُّ الكوْنِ في فرَحٍ
ودونَ ذلكَ، فالأجسادُ مِنْ هُبَلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / موسى وحد الله:
نق النوايا
………..
ما ميز الغر بين الجد والهزل
وعزز الفرقة الحمقاء بالمقلِ

أودت بك النية الرعناء هاوية
حاذر من العُجبِ قد يأتيك بالشللِ

فذاك في معجم التشبيه منقصة
يغزو بك الغيظ للأوحال والدغلِ

نق النوايا من الأحقاد محتسبًا
في صفحة الحق ما يغنيك عن زحلِ

فإن تقدم من قلت بضاعته
ضاعت مبادئ بين السهل والجبلِ

لقد أكلنا مع القثاء أفئدة
أولت ذئاب الفلا ما جاء بالمثلِ

وراح يجلد ظهر الحق مقتنعًا
بحيلة الذيب حين اغتر بالحملِ

فاجلس على شط نهر النيل منتبهًا
كمثل أسلافكم في الأعصرِ الأولِ

كيف ارتضيت بغرٍ يعتلي قممًا
وكيف تعدل من يأتي بمرتحلي

كان الأمير أميرًا صان مقعده
فكن على قدره من صفوة النبلِ

وقف على حجم ما ضيعته عرضًا
واترك معيبًا يرد القسط للعذلِ

وانفض وسادة بجاج بمظهره
يغتر في نفسه بالقول والعملِ

واجه بفكرٍ كأقرانٍ لنا ذهبوا
ولا تُواري لواء الصمت بالخجلِ

محضتك النصح إيمانًا وتزكية
أخشى عليك دعاة الزور والخطلِ

يا سالك الدرب يا من جاز أوله
إن التكبر مدعاةٌ إلى الفشلِ

مزق رداء الردى تحيا بلا علل
فالخير باق إذا ما سرت بالأملِ

أنت الحصيفُ وربُ البيت حاكمه
فاقبل كلامي ولا تنسَق إلى الجدلِ

درب الخليل وشوقي لا يساوره
خلط يوازي صريح الجد بالهزلِ

فذا وصولي وذاك الزهو كحله
وذاك ذئب يدس السم بالعسلِ

وذاك يكتب من نبض الفؤاد وقد
يسعد بما خطه داعٍ ومبتهل

حرف يغنى على أوتار شادية
ينساب في حسنه كالعارض الهطل

فاختر لنفسك ما ترضى به عوضًا
لسع الزنابير أم مندوبة الذلل

هذي شكاتي فكن للحق مأذنة
واقرأ طويلًا بلا ريبٍ على مهلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / محمد إبراهيم علواني:

أسرى بيَ الشِّعرُ بين الشهد و العسلِ
ما عُدت أُبصر غير الورد في المُقلِ

فالشعر قَطرٌ إذا ما سحّ عارضهُ
تهفو بسمعك للأبيات والجملِ

كأنه الطيرُ من قَشٍّ يحيك لنا
بيتًا رصينًا بلا عجزٍ ولا مللِ

إن يغشَ أرضاً أتاها كل ذي طلبٍ
كأنها كعبةُ الأديان والنِحلِ

قل لي بربك يا من زرت كعبته
هل طاف بالبيت من لم يأت بالرملِ !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / حسين أبوسيف:

اركض بشعركَ وامحُ اليأسَ بالأملِ
وانثرْ رحيقك في مائي ومغتسلي

فالطيرُ في روضهِ تشجيهِ غاديةٌ
والورد في شوكِه ينسابُ بالعسلِ

وانظرْ إلي الليلِ واستنفرْ سريرتَه
فالصمتُ يقطرُ من فوديهِ بالغزلِ

كن طاهرَ النفسِ مستورًا بعزتها
إنِّي فديتُ زكيَّ النفسِ بالمقلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / درويش جبل:

اليأسُ سُمٌ بَطيءُ
…………………….

مَاذَا أقُولُ وَرَبُ السيفِ قَائلُهَا
اليأسُ سُمٌ بَطيءُ القَتْل لِلرَجُلِ

إنَّ الرِّجالَ إذَا كَظَّتْ مَحَاجِرَهُمْ
فَذَاكَ دمعُ الأسَى يَكْتظُ بِالمُقَلِ

حِمْلٌ ثَقَيلٌ بِجَوفِ القَلبِ نَاءَ بِهِ
نَمَا عَلَى جَفْنِهِ في الأعْيُنِ النُجُلِ

تَحتَ الثِّيَابِ رَزَايَا لَسْتَ تَعْلَمُهَا
وَليسَ ثَمَّ امْريء خَالٍ مِنَ العَلَلِ

خَلفَ الجُدُورِ ينامُ البعضُ في أرقٍ
والليلُ سترٌ لَهُم منْ دَمعةِ الذَلَلِ

الحُزنُ في رَحْلِهم يَغْتَالُ أفْئِدَةً
تَبِين في رَهْطِهَا كالدُرِّ في الحُلَلِ

تَسِيرُ بينَ الوَرَى والنفسُ مُثْقَلةٌ
تُخْفى دُمُوعًا وَتَخْشَى وَقْفَةَ الخَجَلِ

إذَا رَأيتَ امْرَأً فَاضَتْ مَدَامِعَهُ
فَمثلُ ذَا صبرُهُ قدْ بَـاءَ بالفَشَلِ

وانْهارَ سَـدٌ مَنِيعْ خَـارَ قَائمُهُ
لمَّا اسْتَطَالتْ لهُ الأرْزَاءُ كالجَبَلِ

إنْ يَنْفَجِرْ ضَاحِكًا أوْ بِالبُكاءِ فَلَا
تَظُنُ في فِعْلِهِ ضَرْبًا من الخَبَلِ

فَمِثْلُ ذَاكَ الفَتَى أَرْدَى بِهِ زَمَنٌ
حَتَى اعْتَلاه الأسَى لمْ يُبْقِ منْ حِيَلِ

وَاليَأسُ حَبْلُ الرَدَى مَا انْفَكَ خَانِقَهُ
فَلَا انْفِكَاك لَهُ ، وَالحَبْلُ كالجَمَلِ

والصَوتُ مِنْ عَيِّهِ تَسْمَعْهُ حَشْرَجَةً
تَرَاهُ منْ قَهْرِهِ يَرْغُو كَمَا الإبِلِ

وَاعْلَمْ بِأنَّ الدَوَا مَا عَادَ يَنْفَعهُ
إلا الدواءَ الذِّى يُحْيِيهِ بِالأمَلِ

إنَّ الشِّفاءَ هُنَا ، (لا تَقْنَطُوا) وَبِهَا
إصْلاحُ ذاتِ الهَوَى منْ آفَةِ الخَلَلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعرة الدكتورة / دعاء رخا:

لعقةُ العسلِ
،،،،،،،،،،،،،،،،،

ليلُ الضّنى، كُحلُهُ من ذا سيدرِكُهُ؟
لا يُدركُ الكُحلَ أعمى أبيضُ المُقَلِ

ولن يُؤانسَهُ إلّا مُكابِدهُ
من كابَدَ النارَ، يُشوَى دونما وَجَلِ

الآهُ لليلِ صِنوٌ، يأتيانِ معًا
نَحرٌ بِلا رأفةِ -كَلّا- ولا عَجَلِ

يا من أتيتَ إلى الدنيا، وتلعنُها
من عاشَ يلعنُ عَلًّا زِيدَ بالعِلَلِ

العيشُ في عالمِ الإنسانِ أرهقَنا
صِنفان إنسانُنا .. الآنِيُّ والأزَلي

صنفٌ، بلا هدفٍ إلا معيشته
حَيٌّ، ومأمَلُهُ يبقى بلا أَمَلِ

والآخرُ -المُصطفى للهَمِّ- سِيْقَ لَهُ
كلُّ الهمومِ التي في الكونِ لم تَزلِ

يأتي ويذهبُ في الأشياءِ، يَفرِمُهُ ..
سَيْرٌ من الفِكْرِ عادٍ، لا بمُحتمَلِ

يعلو إلى مُزنةٍ حتى إذ ا ثَقُلتْ
يدنو إلى طينةٍ أضحتْ بلا بَلَلِ

ورغم هذا الذي عاناه، يحسِدُهُ
دُبُّ النُّهى، طمعًا في لعقةِ العَسلِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر / صبري الصبري:

دعاك للعقل بعض الشعر بالعمل
فافعل بذلك تحظى الخير بالمثل

وارفع لواءك بالأجواء سابحة
بمنتهى الجد ترقى منتهى الأمل

حاذر عدوك والأخطار داهمة
واملأ جرابك بالأوتاد والنحل

واعرف صديقا بالأحوال ساطعة
أدرك بعزم وصلا غير منفصل

واصرف همومك بالإقبال معتمدا
على الكريم إله العرش بالوجل

واعبده حقا تنال البر معتمدا
دوما عليه بحر العيش والظلل

تحوز فضلا مع الآيات تعمرها
عمارة الحق بالفرقان والحلل

معادن الناس بالترتيب قاصدة
مواقع الأرض بالتبديل للجمل

فسارع الأمر للمعروف متخذا
علاقة الخير في إلإجلال منتقل!!

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: