منشور على حافة الهاوية

إيثار البنا

” أجلس الآن على سريري دونَ حِراك ، تدور عيني في اللاشيء، تتسارع الثواني خلف الدقائق مقتربة من الثانية عشرة منتصف الليل،…
سكون يخيم على كل شيء عدا عقلي، ‏حروبٌ قائمة بينه وبيني، تضرب الذكريات فصوصه تلقيه أرضًا…
ووسط كل هذه الضوضاء يتعالى صوت اليأس من منتصف المعركة« أين نتاج كل هذا التعب؟!أين ما وصلتِ له رغم ما أصابكِ!! على أي شيء تحاربين وأنت هزيمة تتنقل في ربوع الأرض على هيئة فتاة…وتتعالى ضحكاته فجأة مردفًا استفهامًا سوداويًا؛ أي نجاح بلغتيه يستحق ما تعانيه الآن وحدك؟!!!!!!!…..
ينقبض قلبي فجأة؛ فأغمض عيني في تحمل..تتجمع العبرات في مقلتي محدثة حرقان في عيني لا أقواه..أخلع نظارتي وأمسح ما فر منها خلسة…
وأفكر في استفهامه متسائلة أين هذا النجاح الذي حققته أستطيع أن أعول عليه ما آل إليه حالي؟!! أين هذا الذي بسببه يمكنني المسامحة فيما أصابني؟!!!
أتحول بنظري إلى مكتبتي أبحث عن شيء ما وسط الكتب…
ها أنا وجدته: دوسيه شهائد التقدير الذي أصابه التضخم منذ سنتين فجأة وكان قبل ذلك شبه خاويا…
حملت قدمي وجررتها حيثه،نحيت ما فوقه من الكتب وأمسكت به بين يدي أتأمله…
مررت بأصبعي على قفله وفتحته، وجلست مكاني على الأرض،أُخرج ما فيه من الشهائد التي تخطى عددها حاجز المئة الرابعة بكثير…
أخذت أقلب فيها كثيرا، مسترجعة كل الذكريات الماضية خاصتهم، فكل واحدة من هؤلاء لها قصة، وفرحة، تعب، وسهر، وبهجة، وحزن، وخوف،وترقب، وأمل، ويأس……
أحاسيس كثيرة رغم اختلافها إلا أنها تحمل نفس الإشارة
«تقدير لجهودها » مقولة سئمتها ومللت سماعها،لا تحمل بالقدر الكافي ما يصف تعبي،روتينية لأبعد حد،…….
ومن دون أي سابق إنذار أشقهم جميعًا من منتصفهم، محدثين صوتًا يشبه عويل الأمل تحت أقدام اليأس عند أبعد نقطة للحرب….
عند تبدد نهار الأمل وبزوغ ليل اليأس،يتراقص القمر في السماء مخرجًا لسانه في غيظ…
أفيق فجأة وقد أمسكت بكومة كبيرة من الورق الممزق أو بالأحرى شهائد ممزقة لأشلاء أمسكها وأضعها في سلة القمامة.. هو ليس مكانها ولكن
‏لا شيء في مكانه الصحيح .. ولا حتى أنا…..”

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: