سجالُ السائرين على دربِ الخليل | يقدمه الشاعر الكبير خالد سعد فيصل

سواء كنت من مصر أم من بلاد الشام فأنت في بلاد تتسم بالعلياء والأمجاد والشرف والكرامة وكذلك الحسب القويّ النقيّ الأصيل . فأمّ هذه البلدان هي اللغة العربية (أم اللغات أجمع)،وهي سليلة آباء أشراف هم العرب. إذا أصابت الخطوب والكروب مصر، فإن الجبال في بلاد الشام تهتز وتضطرب حزنا وألما عليها
وفي حفل بفندق “شبرد “بالقاهرة قامت مجموعة من السوريين بتكريم الشاعر حافظ إبراهيم، وبهذه المناسبة نظم الشاعر قصيدته والتي هدف من خلالها بث روح الأخوّة والوحدة ما بين الشعوب العربية، كما عبّر عن الروابط القوميّة والتاريخيّة التي تجمع ما بين أبناء هذه الأمّة الواحدة، فلغتهم واحدة وكذلك تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم، فتلك أواصر غليظة عريقة من شأنها أن تجمع بينهم وتوحدهم، فيكون الجرحُ واحدًا والألمُ واحدًا مهما ابتعدوا بعضهم عن بعض من جغرافيًا سواء كان ذلك في المشرق أو في المغرب. إذن فالتوجّه في القصيدة قوميّ عربيّ.

وفي هذا يقولُ العظيمُ شاعر النيلِ، على نغمِ البسيط:

لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ
هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ

رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما
قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ

خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما
وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ

أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما
وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ

أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما
في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ

وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما
تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ

إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ
باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ

هيا يا شعراء القصيدة الخليلية لمعارضة شاعرِ النيلِ فيما لا يقلُ عن أربعةِ أبياتٍ بنفسِ النغمِ وذاتِ القافيةِ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ صبري الصبري:
ل(مصر) أم لربوع الشرق تنتسب
أم للمغارب فيها المجد يكتسب

فينا تجلى عطا الرحمن بارئنا
بالخير جاء مع الإسلام يحتسب

لاحت بعرب مع الإيمان مكرمة
فيها اعتزاز وفيها المجد يصطحب

لولا الشريعة كنا أمة شرعت
فيها الوجيعة والأعطاب والشعب

بمنهج الله جل الله خالقنا
نسعى بعزم وفيه الخلد والذهب

نريد فضلا من المعبود يرحمنا
بخلد روض به الجنات والعنب

وخير دار هي الروضات نقصدها
بعز فخر بها الآيات تقترب

فالعرب قوم مع الأعجام في رشد
بحكمة الله بالقرآن تصطحب

تبارك الله رب الخلق رازقنا
براعم المجد بالفرقان تجتذب

بسنة البر والمعروف وجهتنا
ويحضر العزم فيه النصر والسبب !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ درويش جبل:

وَلا لمصرَ ولا للشامِ أنتسبُ
بَلْ أنتَمِي للذِي دَانَتْ لهُ العربُ

فِى أىِّ أرضٍ بِهَا الآذانُ يُطْرِبُنِي
فَلِي بِهَا أخْوةُ فى الدِّينِ.مانَضَبُوا

فَتِلكَ أرْضِي وَخَيلُ اللهِ شَاهِدَةٌ
مَهْمَا اهتَرَى عِزُّها أو عَزَّتِ النُوَبُ

أيَّانَ تُتْلَى حُرُوفِ الضَّادِ يَجْمَعُنَا
كَلامُ رَبِّى بِقُرآنٍ هُوَ الأدبُ

تنزيلُ ربِْ العُلَا فى قلبِ أحْمَدِهِ
لا النَثْرَ منهُ دَنَا والشعرُ ما كتَبُوا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ إبراهيم حسان:

يا حافظ الود صار الشام ينتحب
وبعدك العُرْبُ قد أدمتهمو النُّوبُ
ما عاد يجري بمصر النيلُ مبتسما
كم فاض نورا على راحاته الذهبُ
تبدل الحال ضاعت أمتي هدَرا
ضاع الحسام فلا خيلٌ ولا عربُ
فكيف أفخر والأعداء تنهشنا
وكل مجد علا من بوقهم كذبُ

يا شام خطبك قد أدمى جوارحنا
فأين مجدك أين السبق والرتبُ
أين الخلافة إذ كانت تطالعنا
كتائبٌ الفتح والراياتُ والشهبُ
والعز للدين حتى الصين قد وصلوا
ويحملون الأماني أينما ذهبوا
لا مصر عادت ولا شام الهوى رجعتْ
فمن تخلى ومن في جرحها السببُ

يا حافظ الشعر هلَّا خبَّروك بأنْ
في كل خطب أرى الأعرابَ قد شجبوا
تفرقوا بعد دين جاء يجمعهم
وكل شيخ بهم قد غره النسبُ
تراهمو لصلاة الفجر قد هجروا
ونحو فيفي ودينا سيدي وثبوا
لا الشام مجدٌ ولا الأهرامُ في ألقٍ
ولم يعد يستفز العصبةَ الغضبُ

جئني بكأس ولهو حول غانيةٍ
واسكب لي الخمر صفوا مثلما سكبوا
واعزف على وتر الأشجان منفعلا
الشعر ما هزهم قد هزهم طربُ
فلا تؤرقْ سماعي عن مذابحهم
وحدي أكون؟ فأين العلية النخبُ
لا نخوة العرب ظلت في مفاخرهم
وليس من أوليات عندهم أدبُ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ مجدي أحمد:

مشاركتي في سجال الليلة:

يا حافظَ الشعر، إن الشعرَ ينتحبُ
ولْتسألوه..لماذا الحزن؟ما السببُ ؟!

ما بالُ أهلك في الأوطان قد فزعوا
هذي العراق بأيدي الغدر تُنتَهَبُ !!

والشام تجري على الخدين أدمعُها
ماذا جنى الأقصى؟ يُهان..يُغتصَبُ !

هل كونهم عربا يُغري بجلدتهم ؟!
فخرٌ عروبتنا… والويلُ مَن سلبوا.

مصرٌ تناديكم… والشام مشتعِلٌ
والمغربُ العربي أفعالهم لهبُ !

إن رُمتَ مفخرةً ..جزيرة العُرْب
الأصلُ معدنهم.. والموت إن ركبوا !

هذي العروبةُ تاجٌ في مفارقهم
يا أمة الضاد..هُبي اليوم نقتربُ .

واستنهضي عزما راياتُه سطعت
مثل الشموس على الآفاق تلتهبُ !

الحرفُ يجمعنا…والسيف صنعتنا
والمجد همَّتنا…والعمر َ قد وهبوا !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ صبري مقلد:

لما رأيـتُ هـلالَ الشـرقِ ينـتِـحـبُ
والدمعُ يجـري كمـا الأنـهارُ تنـسكبُ

طوَّفـتُ أسألُ عن أسبابِ لـوعـته
والوجهُ كادَ مِـنَ الأحزانِ يلتـهـبُ

لا الـعُربُ أهلٌ ولا الأوصال تجمعهم
تمزق الجسمُ ، ماتَ الأصلُ والنسبُ

تسابقَ الجـمعُ نحو الغـربِ منبهـرا
ومَـنْ تــأخَّــرَ…بــات الٱن يـقـتربُ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ موسى وحدالله:

دمع الأبية
…………
دَمعُ (الأَبِيَّة) فَوقَ الدَّهرِ يَنْسَكِبُ
عَلى ربوعٍ بِأَرضِ الشَّامِ تلتَهِبُ

لِي فِيكَ يَا شَامُ رَغْمَ البَينِ مَقَرَّبَةٌ
يَومًا سَتُرفَعُ فيمَا بَيننا الحجبُ

إِنْ كُنتِ يَا مصرَ نَبضَ القَلبِ لِلعَرَبِ
فَإِنَّمَا الشَّامُ رُوحٌ تَسكُنُ العَرَبُ

خَطبٌ أَلَمَّ بِهَا وَاغتَالَ فَرحَتَهَا
ولنْ يَدُوم عليكِ الْحُزنُ يا (حَلبُ)

إنِي أَرَى الصُّبح والأَنوار تَملؤها
والحُزنُ يَذهبُ والأَفرَاحُ تَقتَرِبُ

لكِنَّها رَغْمَ ليلٍ طَالَ شَامِخَةٌ
رغْمَ النَّوَائِبِ فِيهَا العِلمُ والأدبُ

يَا سَادَةُّ مَا أَلِفنَا غَيرَهَا سَنَدٌ
فِي سالفِ الدَّهرِ مَأوًّ حِينَ نَغتَرِبُ

(ومِصرُ) أُمٌّ وَحَضْنٌ ضَمَّ سَاكِنِهَا
وَذَاكَ حَقٌّ علينا بَعضُ مَا يَجِبُ

قَد جَائنَا مِنْ ربوعِ الشَّامِ مظلمة
يًّا (نيلُ)عذرًا فمِنكَ الصبرُ والعَتَبُ

وكمْ لهُمْ مِنْ أَيَادِي بِيض نَحفظُهَا
فِيمَا نَخَطُّ وقَد غَنتْ بِهِ الكُتُبُ

ويَعلمُ اللهُ مَا بِالروح مِنْ وجَعٍ
عَلى مُصَابِكُمُ والقَلبُ يَنتَحبُ

تظل فَوقَ جَبِينِ الدَّهرِ جوهرة
وفِي سَمَّاها يُغْنِي النَّجمُ والشُّهُبُ

وأَسأَلُ اللَّهَ أَنْ تَعلو مَآذنكم
وَأَنْ تَعُود بِهَا الأَشعَارُ وَالخُطَبُ

ويرجع المجد موفورًا بعزتها
وأن يَعودُ إِليها كُلُّ مَنْ ذَهَبُوا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ محمد الشريف:

يا درة التاج أنت الأصل والحسبُ
كنانة الله فيك المجدُ والعجبُ

من السلام عهود الأمن تحفظها
أمّ النبي إذا ما الناس قد نُسبوا

يا للتراب وماء النيل يمنحه
سر الخلود فيُنشي القطن والقصبُ

من يرج عزتها فالأسد تحرسها
لها قلوبٌ بها النيران تضطرب

مصر الحضارة للتاريخ ملهمةٌ
درع العروبة إن طافت بها الكربُ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر/ إمام سراج:

أنعم بأهل القِرى والعز والنسبِ
لي فيك يا عربنا عرقٌ وأنتسبُ

أهدى الخليلُ لنا أُمًا قد امتثلت
لأمرِ ربٍ لها والعينُ تنتحبُ

راحت بأرضِ الفلا تسعى مهرولةً
نادت على ربها خوفًا وتحْتسبُ

يا رب إني هنا وحدي بلا سندٍ
حسبي بأنك أنت العون والأربُ

إني أُكَتِّمُ أوجاعًا تُهلهلني
وأنشدُ اللهَ عونًا وذا الطلبُ

أرجوه ماءً جرى رِيًّا لذي عطشٍ
رباه أنت الرجا لطفًا فمن يهبُ

طفلٌ صغيرٌ بكى والجوعُ يقتله
يكفي بأني هنا بالله أصطحبُ

قد قالها خلكم راجٍ بدعوته
أمنا فذي بلدتي والقلب يلتهبُ

النبعُ جارٍ هنا من فوقه قدمٌ
طهرٌ لنشربه رِيًّ وذا العجبُ

وازدانت الأرضُ من حولي بجنتها
وأقبلَ الناس تحنانًا بدا العربُ

جاءوا حماةً لنا زانوا مرابعنا
فأينعت أرضنا زرعًا ونرتقبُ
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الشاعر الدكتور/ حسن سلطان:

أنا لأمِّ الدّنا بالفخرِ أنْتَسِبُ
شمْسُ الحضارةِ مِنْ إشْعاعها الرّتَبُ

مِنْ سالفِ الدّهرِ والأسلافُ قدْ صنعوا
مجْدًا ، تباهتْ بهِ الأقلامُ والكُتُبُ

هذي الشّواهِدُ مازالتْ تُساكِنُنا
ونحنُ نسْكُنُها والحالُ مؤْتَشِبُ

هذي سواعِدُنا مِنْ صخْرةٍ نبَتَتْ
بها الفتوحاتُ والأهرامُ والقبَبُ

كمْ حرّرَتْ دوَلًا واللصُّ كارِهُها
ولمْ يزَلْ ، وذئابُ الفكْرِ ترتقِبُ

هيهاتَ هيهاتَ مِنْ مكْرٍ ومِنْ خِدَعٍ
فالمُرُّ مِنْ أزَلٍ ذقْناهُ والكذِبُ

حمى الإلهُ حُماةَ العُرْبِ في زمَنٍ
فيهِ المخاطِرُ والتّهْديدُ والسُّغُبُ

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: