أيها اللص ..قف مكانك

 أيها اللص ..قف مكانك

بقلم: هانى موسى

 

قف أو ترَجّل بتؤدةٍ لا تمض حتى أحاكيك وأسألك  …كيف تسرقنا ونبتسم ؟! كيف تسرقنا ونقيم أعياداً فرحاً بفعلتك ؟! دعنى أتمتم وأهمس لك ببعض غصات قلبي المكلوم وحكايات مختبئة فى  ذاكرتي  الموسومة ب.. ” آمال  وآلام  “.. ها أنا كما عهدتنى  أحب الناس ولا أبغض منهم سوى المنافق والطامع والمرائي   والمتملق ،  ويزداد حبى لأنقياء الروح والكلمة الذين يحافظون على مشاعرنا  وأستشعر  صفاء بسمتهم كصفاء وجهى فى ماء النهر  الرائق ، وأبغض مجالس السوء والغيبة حتى وإن كانت شجاعتى غير كافية لأنهرّ أصحابها عنها   ! ..أحب الهدوء ومناظر الطبيعة الخلابة والزروع والطيور ونسمات الربيع وكل ألوان الطبيعة التى خلقها الله ولم تلوثها آثامنا ،  نعم فهنا  تربيت وترعرعت  أحلامى، فصرت ألفّظ الصخب وجلّبة  المدن التى فُرضت علينا من صنع البشر فأنا أمقت صراع  البقاء للأقوى   وسادية الكلمة والموقف .

…أيها الهارب بآمالنا :قل لى بربك أين أمى ؟ أين جدى،  أين عمى  ، أين صديقى ؟ كلهم رحلوا فى يمّ بلا شطآن والآن تعاتبنى ذاكرة النسيان!!

ههنا كل غرة عام أعاود ملياً فأتوسل إليك مرات ومرات ؟  قبل  أن تشمًر عن ساعديك وتنتوى الرحيل  رفقاً بقلب أعياه أنين الفقراء فى بلادنا  وصرخات العجائز والثكالى  عن توفير ثمن الدواء  !

…آه وألف آه فلا تلملم أوراقك أيها الشيخ الهَرِم   حتى نلملم أشلاء شهداء غزة ونكفكف دموع – من تبقى-  من أمهات غزة وعجائز غزة وأطفال غزة وبيوت غزة ! ..أمهلنا أيها الهارب بأعمارنا وأحلامنا حيناً من الوقت حتى نؤّازر رميهم و نضّمد جروحهم ونبدى لهم إعتذاراتنا وقلة حيلتنا  بل وصمتنا العاجز عن الكلام  وحسرات قلوبنا  ودموعنا  المخضًبة بدماء تخالط زخات المطر التى تنهمر فوق رؤوسهم فى العراء !

يا أيها الراحل قل لمن سكنوا القصور  وهانت عليهم عروبتهم  بأن لعنات التخاذل ووصمة عار التنطع والتطبيع ومناصرة الأعداء ستحل برؤوسهم  عما قريب وإن احتفلوا يوماً بغرورهم  ستبقى فلس..طين تحتفل بعزتها  ألف ألف يوم . هذه بعض رجاءاتى منك أيها الزمن أما من البشر فتلك أمنيات تُرانا نصادفها يوماً ؟ ويبقى العمر رحلة ستنتهى حتماً .

أنا لا أحتفل بشيء وغزة تباد

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: