آخر محاكمات العرب

هاني موسى

 

انتهت الحرب الآن وأصبح الشعب المقهور المحاصر يتنفس شيئاً من الحرية  بعدما عاد أدراجه لأرضه المغتصبة وأعلن المجتمع الدولى (بعد يقظة الضمير الإنسانى ) توثيق  محاكمة عادلة  فى مكان فسيح بعيداً عن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة  ..احتارت لجنة التحكيم فى أوضاع المتخاصمين !! خصمان فى العلن وخصوم كثر  فى الخفاء ! ارتضى الجميع للمحاكمة و أراد القضاة أن يكشفوا الأوراق و الحقائق للجميع رأَىَ العين ،  وقفت المقاومة الفلسطينية جانباً  ومن خلفها شعب مناضل فى  طليعته أطفال ونساء بواسل  بينما وقف المحتل الغاشم فى الجانب الآخر واصطف خلفه أنصار قضيتهم المزعومة ووقف بين هؤلاء جميعاً أشباح  يرتدون  جلابيب وعمائم  بيض لكنه بياض باهت بلون قلوبهم ..بدأت الجلسة واستمع  القضاة فى البداية للمرابطين.. قالوا ما الدلائل على صدق قضيتكم والموت من أجلها ؟  على الفور أخرج أباعبيدة كتاب التاريخ وتنقل بين صفحات  القرن العشرين  يسرد أحداث القضية منذ عام ١٩٠٥ حتى  عام ١٩٤٨   وعندما وصل نصوص  وعد بلفور وذيل حديثه بجملة ” إنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق “هاج الخصوم وانتفض من بينهم  صحافى ..من أنت ؟ ..أنجيل هرتزل حفيد تيودور هرتزل..كشر أباعبيدة ورفاقه عن أنيابهم ..كست  الجلبة أرجاء المحكمة لكنهم الزموا الجميع  الصمت…استكمل أباعبيدة عرض القضية فأخرج خارطة الوطن العربى ، حملق الحضور فوجدوه جسد مترهل وأياد مكتوفة! ماهذا  ياللعجب ؟!   لكن من بين ضلوعه قلب ينبض بالحياة  ! يزود عن المسجد والتراث ، تغامز  أصحاب العمائم  مآزرين أصحابهم يشككون  فى الأمر.. همّ أحد رجال أباعبيدة فكشف عن ستائر خلفهم وقال  هاهى غزة الأبية رأَى العين  .تعالت الصيحات. .يالهول وفظاعة المشهد ! الصورة ضبابية أشلاء هنا وهناك.. أطفال ونساء ورجال تقتل ..تدهس ..تنسف ..بيوت منكوبة ومستشفيات بلا علاج  كل ما هناك ليس إلا الخراب ، الدمار ،  الظلام ، الدماء…صرخت النساء من هول المشهد ، زأر أباعبيدة فارتعدت فرائص الجبناء ، استكملوا تتمة الأمر  ..لم يبقى لنا الآن فى النهاية غير  حجتنا الأبدية هى قرآننا العظيم  أخرجه طفل التاسعة من حقيبته ليقرأ بعض آياته حتى  وصل  قوله تعالى  ” حتى إذا جئنا بكم لفيفا ” صرخ الحاخام وبأعلى صوته ظل يردد ..اقتلوا الغلام..اقتلوا الغلام..،  فبادر الغلام بإخراج خنجره من غمده و قذفه فى صدره فأردّاه قتيلا فتناثرت دماؤه  فتلطخت بها أثواب أصحاب العمائم والياقات البيضاء   وهنا أعلن القضاة وضعهم خلف القضبان بتهمة الخيانة العظمى.

هاني موسى

 

انتهت الحرب الآن وأصبح الشعب المقهور المحاصر يتنفس شيئاً من الحرية  بعدما عاد أدراجه لأرضه المغتصبة وأعلن المجتمع الدولى (بعد يقظة الضمير الإنسانى ) توثيق  محاكمة عادلة  فى مكان فسيح بعيداً عن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة  ..احتارت لجنة التحكيم فى أوضاع المتخاصمين !! خصمان فى العلن وخصوم كثر  فى الخفاء ! ارتضى الجميع للمحاكمة و أراد القضاة أن يكشفوا الأوراق و الحقائق للجميع رأَىَ العين ،  وقفت المقاومة الفلسطينية جانباً  ومن خلفها شعب مناضل فى  طليعته أطفال ونساء بواسل  بينما وقف المحتل الغاشم فى الجانب الآخر واصطف خلفه أنصار قضيتهم المزعومة ووقف بين هؤلاء جميعاً أشباح  يرتدون  جلابيب وعمائم  بيض لكنه بياض باهت بلون قلوبهم ..بدأت الجلسة واستمع  القضاة فى البداية للمرابطين.. قالوا ما الدلائل على صدق قضيتكم والموت من أجلها ؟  على الفور أخرج أباعبيدة كتاب التاريخ وتنقل بين صفحات  القرن العشرين  يسرد أحداث القضية منذ عام ١٩٠٥ حتى  عام ١٩٤٨   وعندما وصل نصوص  وعد بلفور وذيل حديثه بجملة ” إنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق “هاج الخصوم وانتفض من بينهم  صحافى ..من أنت ؟ ..أنجيل هرتزل حفيد تيودور هرتزل..كشر أباعبيدة ورفاقه عن أنيابهم ..كست  الجلبة أرجاء المحكمة لكنهم الزموا الجميع  الصمت…استكمل أباعبيدة عرض القضية فأخرج خارطة الوطن العربى ، حملق الحضور فوجدوه جسد مترهل وأياد مكتوفة! ماهذا  ياللعجب ؟!   لكن من بين ضلوعه قلب ينبض بالحياة  ! يزود عن المسجد والتراث ، تغامز  أصحاب العمائم  مآزرين أصحابهم يشككون  فى الأمر.. همّ أحد رجال أباعبيدة فكشف عن ستائر خلفهم وقال  هاهى غزة الأبية رأَى العين  .تعالت الصيحات. .يالهول وفظاعة المشهد ! الصورة ضبابية أشلاء هنا وهناك.. أطفال ونساء ورجال تقتل ..تدهس ..تنسف ..بيوت منكوبة ومستشفيات بلا علاج  كل ما هناك ليس إلا الخراب ، الدمار ،  الظلام ، الدماء…صرخت النساء من هول المشهد ، زأر أباعبيدة فارتعدت فرائص الجبناء ، استكملوا تتمة الأمر  ..لم يبقى لنا الآن فى النهاية غير  حجتنا الأبدية هى قرآننا العظيم  أخرجه طفل التاسعة من حقيبته ليقرأ بعض آياته حتى  وصل  قوله تعالى  ” حتى إذا جئنا بكم لفيفا ” صرخ الحاخام وبأعلى صوته ظل يردد ..اقتلوا الغلام..اقتلوا الغلام..،  فبادر الغلام بإخراج خنجره من غمده و قذفه فى صدره فأردّاه قتيلا فتناثرت دماؤه  فتلطخت بها أثواب أصحاب العمائم والياقات البيضاء   وهنا أعلن القضاة وضعهم خلف القضبان بتهمة الخيانة العظمى.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: