اَلرَّسُول قُدْوَتَنَا   

اَلرَّسُول قُدْوَتَنَا   

بقلم: سَعِيد فَتْحِي عَبْدِ اَللَّهْ

 

فِي طَرِيقِ اَلدَّعْوَةِ وَيَّالَهْ مِنْ طَرِيقِ فِيهِ مِنْ اَلْعَقَبَاتِ وَالْأَهْوَالِ مَا مِنْهُ تَزُولُ اَلْجِبَالُ اَلرَّاسِيَاتُ . سَتَلْتَقِي أَخِي اَلْحَبِيبَ بِأَلْوَانِ شَتَّى مِنْ اَلدُّعَاةِ اَلصَّادِقِينَ وَالصَّالِحِينَ وَالْمُصْلِحِينَ . وَكَذَلِكَ أَيْضًا سَتَلْتَقِي بِكَثِير مِنْ اَلطَّالِحِينَ . مِنْهُمْ مِنْ سَرَتْ وَتَغَلْغَلَتْ أَعْمَالَهُ وَصِفَاتِهِ فِي نَفْسِكَ وَأَخَذَتْ تَعْمَلُ فِي نَفْسِكَ عَمَلَ مِبْضَعِ اَلطَّبِيبِ اَلْمَاهِرِ اَلَّذِي يَعْلَمُ مَاتَحْتَاجَهْ فَيَقُومُ مُسْرِعًا بِغَرْسِهِ فِي نَفْسِكَ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ يُصْلِحُهَا . وَفِي نَفْسِ اَلْوَقْتِ يَقُومُ مُسْرِعًا بِاسْتِئْصَالِ مَا يَضُرُّهَا حَتَّى تَصِيرَ دَائِمًا نَفَسًا سَوِيِّهِ حَيُّهُ صَالِحَةً وَتَسِيرُ اَلْأَيَّامُ مُسْرِعَةً تُجْرَ مِنْ وَرَائِهَا اَلشُّهُورُ وَالْأَعْوَامُ لِتَظَلَّ تُدِين لَهُ بِالْفَضْلِ طِيلَةِ اَلْحَيَاةِ . وَلَمَّا لَا وَهُوَ مِنْ بَصَرِكَ بِمَا يُصْلِحُكَ . وَمِنْهُمْ مِنْ تُبْدُوا لَكَ سَوْأَتِهِ فَتَعِيشُ مَعَهُ مُنْذُ اَللَّحَظَاتِ اَلْأُولَى وَأَنْتَ تَعَلُّمِ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ . وَهَذِهِ وَصِيَّتِي لَكَ مَعَهُ أَنْ تَلَقَّى إِلَيْهِ مَايْرِيدَهْ وَأَرِحْ نَفْسَكَ وَأَغْتَنِمُ وَقْتَكَ . وَمِنْهُمْ مِنْ تُظْهِرُ حَقِيقَتَهُ اَلْأَيَّامَ فَتَرَاهُ بَعْدَمَا كَانَ بِالْأَمْسِ اَلْقَرِيبِ يَأْخُذُ بِيَدِكَ وَيُنِيرُ لَكَ عَتَمَاتُ اَلطَّرِيقِ قَدْ سَقَطَ فِي ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ حَتَّى إِنَّهُ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا أَيُّ وَرَبَّ اَلْكَعْبَةِ ( لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمِنْ لَمْ يَجْعَلْ اَللَّهُ لَهُ نُورًا فَمًا لَهُ مِنْ نُورٍ ) . وَأَذْكُرُ أَنَّى قَدَّمَتْ لِوَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ يَوْمًا نَصِيحَةً وَكَأَنِّي أَرُدُّ لَهُ بَعْضٍ مِنْ حَسَنَاتِهِ اَلَّتِي أَسْدَاهَا لِي يَوْمًا لَكِنَّنِي رَأَيْتُهُ يُهَدِّدُنِي وَيَتَوَعَّدُنِي وَكَأَنَّهُ لَايعَرَفِنِىْ . وَكَأَنَّ اَلَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . رَغْمَ أَنَّى أَعْلَمَ تَمَامُ اَلْعَلَمِ أَنَّهُ يَعْرِفُنِي حَقُّ اَلْمَعْرِفَةِ . وَمِنْهُمْ مِنْ لَازَمَتْهُ سَنَوَاتٌ وَسَنَوَاتٌ وَلَكِنَّهُ مُنْذُ عَشَرِ سَنَوَاتٍ أَوْ يَزِيدُ لَمْ يُفَكِّرْ يَوْمًا يَتَّصِلُ عَلَى كَيٍّ يُطَمْئِنُ عَلَى رَغْمِ أَنَّهُ كَثِيرًا مَاصِدَعْ رُؤُوسُنَا بِحُقُوقِ اَلْأُخُوَّةِ اَلَّتِي أَصْبَحَتْ مَعَ اَلْأَيَّامِ كَلِمَاتٍ لَأَتَمَّتْ لِلْوَاقِعِ بِصِلَةِ وَاشَعَرْتَنَا بِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ كَانَ كَلَامٌ لَا أَكْثَر . وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمَ سَبِيلاً كَيْ أَصْلُ إِلَيْهِ بِأَيَّ وَسِيلَةٍ مِنْ اَلْوَسَائِلِ تُبَلِّغُنِي إِيَّاهُ وَاَللَّهِ لَفَعَلْتَ وَمَا تَأَخَّرَتْ لَحْظَةً . نَمَاذِج شَتَّى فِي طَرِيقِ دَعْوَتِنَا وَانْ أَوْحَتْ بِشَيْءِ فَإِنَّمَا تُوحَى بِحَيَوِيَّتِهَا فَمًا نَحْنُ مَعَاشِرَ اَلدُّعَاةِ بِمَعْزِلِ عَنْ هَذَا اَلْوَاقِعِ اَلْمَرِيرِ اَلَّذِي تَحْيَاهُ أُمَّتُنَا فَمِنْهَا اَلصَّالِحُ أَيْضًا وَمِنْهَا اَلطَّالِحُ . وَإِنْ شِئْتُ فَقَلَّ وَأَكْثَرُهَا اَلطَّالِحُ . وَأَنَا حِينَمَا أَسُوقُ هَذِهِ اَلْأَمْثِلَةِ أَعُودُ بِذَاكِرَتِي إِلَى اَلنَّبْعِ اَلصَّافِي وَالْمُؤَسِّسِ اَلْأَعْظَمِ وَالرَّسُولِ اَلْقُدْوَةِ بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَأَذْكَى اَلسَّلَامُ اَلَّذِي حَازَ بِصِفَاتِهِ كُلُّ صِفَاتِ اَلْجَمَالِ وَالْجَلَالِ وَالْكَمَالِ فَسَبَقَتْ شَهَادَةُ أَعْدَائِهِ لَهُ شَهَادَةُ أَصْحَابِهِ وَأَحْبَابِهِ . لِذَلِكَ دَائِمًا مَا أَذْكُرُ نَفْسِيٍّ وَكُلَّمَا إِرَادَات نَفْسِيٍّ أَنْ تَتَفَلَّتَ مِنَى لِتُحَلِّقَ فِي عِنَانِ اَلسَّمَاءِ أَجْمَحُ أَمَانِيهَا وَأَوْثَقَ عِقَالُهَا جَيِّدًا بِيَدِي لَاجِزْبِهَا إِلَى هُنَا حَتَّى لَا أَحْمِلُهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا أَوْ أَنْ أَطْلُبَ مِنْهَا أَنْ تَعِيشَ فِي هَذِهِ اَلْمِثَالِيَّةِ خَاصَّةً وَنَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ ضَاعَتْ فِيهِ اَلْقِيَمُ وَمُحِيَتْ فِيهِ اَلْأُصُولِيَّةُ مِنْ قِيَمٍ وَأَخْلَاقٍ وَعَادَاتٍ . وَكَانَتْ وَصِيَّتِي دَوْمًا لِنَفْسِي هَذِهِ اَلْكَلِمَاتِ اَلْعَذْبَةِ ( مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَنَّ فَلْيَسْتَنّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ اَلْحَيَّ لَا تَأْمَنُ عَلَيْهِ اَلْفِتْنَةُ أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدْ أَبَرَّ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقِهَا عِلْمًا وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا قَوْم اِخْتَارَهُمْ اَللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صِلْ اَللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ تَرَى لَهِيبَ اَلنَّارِ يَشْتَعِلُ بِصَدْرِي كُلَّمَا مَرَّرَتْ بِقَوْلِ اَلْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ( وَأَعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولُ اَللَّهِ  ) مِنْ كَثْرَةِ اَلشَّوْقِ وَلَوْعَةِ اَلْمَحَبَّةِ وَكَيْفَ نَعُودُ مَرَّةٌ أُخْرَى لِنَسْتَشْعِرَ بِحَقِيقَةِ قُرْبِهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَنَلْتَمِسُ أَنَّهُ فِينَا حَقًّا رَسُولَ اَللَّهِ فَمًا أَسْهَلُهَا مِنْ كَلِمَاتٍ تَنْطِقُ بِهَا اَلْأَلْسِنَةُ وَصِدْقِ شَيْخِنَا اَلْغَزَالِي رَحِمَهُ اَللَّهُ حِينَمَا ( قَالَ إِنَّ اَلْمُسْلِمَ اَلَّذِي لَايَعِيشْ رَسُولُ اَللَّهِ فِي ضَمِيرِهِ وَلَا تَتَّبِعُهُ بَصِيرَتُهُ فِي عَمَلِهِ وَتَفْكِيرِهِ لَا يُغَنِّي عَنْهُ أَبَدًا أَنْ يُحَرِّكَ لِسَانُهُ بِأَلْفِ صَلَاةٍ فِي اَلْيَوْمِ وَاللَّيْلَةَ ) اَللَّهُمَّ رَدّ اَلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلاً وَرَدَ دُعَاةُ اَلْإِسْلَامِ خَاصَّةً إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلاً وَصَلَ اَللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا وَحَبِيبِنَا مُحَمَّدْ .

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: