الرسام الشعبى فى الثقافة الشعبية

الرسام الشعبى فى الثقافة الشعبية

بقلم: دكتور علاء الدين حافظ

 

الفن الشعبي هو مادة إبداعية أبدعها الشعب تلقائيا يعبر بها عن فكره ووجدانه، ويمتزج فيها الموروث الثقافي التاريخي مع الخبرة الإنسانية في تجربة الحياة اليومية، ويطلق عليها علم المأثورات الشعبية أو مصطلح الفلكلور0

وبدأ الاهتمام بالمأثورات الشعبية في أواخر القرن التاسع عشر كمصطلح إنجليزي استخدمه لأول مرة عالم الأثريات الإنجليزي ( سيرجون وليام تومز 1803 – 1885م )، في شهرأغسطس  عام 1846م إمتداداً للجهود العلمية التي سبقته في كل من إنجلترا والمانيا وفنلندا، وظهر جلياً مصطلح الفلكلور وهو يتكون من مقطعين     ( فولك – لور) ويعنى حكمة الشعوب ،وهو أسم أُطُلق على كل موضوعات الإبداع الشعبي،وأصبح هذا الفن تعبيراً مباشراً يجمع في مادته خبرات ثقافية موروثة وتنتقل عبرالنقل الشفاهى أو من التجارب الفنية المعاصرة.

الجدير بالذكر أن تراثنا العربي يحتوى على مواد المأثورات الشعبية بشكل واضح ، وأهم ما يميزها قدرتها على الإستمرار في عملية الإبتكار والإبداع في تتابع الأجيال، ويتحول الموروث الثقافي إلى مأثور ثقافي حي في تواصل مستمر في إطار من الرؤية العلمية والفنية المعاصرة، فهو إضافة إنسانية مستمرة للحياة وتعبير صادق عن الذات القومية والوطنية ووسيلة مباشرة

من وسائل المعرفة الإنسانية من خلال رؤية فكرية وجمالية.

الرسام الشعبى

هو إنسان من عامة الشعب بعيد عن الدراسة الأكاديمية، ويعيش مع أبناء قومه فى الأحياء الشعبية المتواضعة، وأسلوبه غالباً واقعى وعقلانى ويعبرعن الأحساس الجمعي،وغالباً يرث المهنة عن والده ويورثها بدوره لأبناؤه، وأعماله تزخر بالموضوعات الدينية والإحتفالات الشعبية والحكايات والأساطير0

والمعيارالوحيد للأعمال الشعبية هو شخصية الفنان المستندة الى إحساسة الفني وتراكم خبراته ،أى أن التأليف والبناء لايحكمه المنطق البصرى، بل إنه يمارس التصوير من داخل اللاوعى ويعبر عن معانى تدورفى نفسه وعن رموز لفكره الخاص، لذلك تتميز أعماله وأشكاله بالبساطة والأصالة والوضوح والقدرة المحدودة البعيدة عن الثقافة الفنيـة0

ومن أهم مقومات العمل التشكيلى الفنى الجانب التعبيري والجانب الشكلي :

فالجانب التعبيري يمثل قدرة الفنان الشعبي على توظيف فكرته وتناسق عناصر أشكاله الخطية واللونية بشكل تلقائي وموضوعى سواء كان وصفي أو مأساوي بأسلوب محكم ولغة شعبية تشكيلية سهلة وهادفة.

أما الجانب الشكلي ويتكون من تناسق عناصر محددة تخرج بأشكال موظفة توظيفا تشكيلياً معبراً في وحدة وترابط وتلاحم لتوفر قيم جمالية وفنية وتتكون من الأتى :

أولا: الخط واللون كعناصر رئيسية هامة يقوم عليها أي بناء تشكيلي، فإن توزيع الخطوط وتنسيقها والألوان والأشكال ودلالاتها السياسية والأجتماعية والنفسية فى العمل الفني ،تستخدم بعفوية وبساطة في التكوين والتعبير بشكل تلقائي بأسلوب فني منظم ووحدة مفعمة بالقيم الجمالية.

ثانيا: عنصر الملمس له أهميته وقيمته وذلك لتنوع الأماكن والأسطح التي يتعامل معها ، فإختلاف المواد المستخدمة من الصوف والحرير والخشب والرخام والحجر والفخار وغيرها يساعد على نجاح العمل الفنى الشعبى من خلال الملمس والتعبير بصدق فني أبداعى0

ثالثاً: عنصر الكتلة والإحساس بها يأتى من خلال تجسيد العناصر والمفردات التشكيلية، وأستخدام الخطوط والأشكال والمواد المختلفة بتناسق وتجانس وتنوع درجاتها ومستوياتها مع تكامل الجانب الشكلى التعبيري.

رأبعاً: التكوين هو البناء الفنى المتكامل الذي يستخدمه الفنان الشعبى في صياغة كافة العناصر والأشكال والألوان وصياغتها في العمل الإبداعي في وحدة وأتزان تعكس خبرة الفنان وقيمة العمل الفنى التشكيلى0

إن الرسام الشعبى فنان فطرى ابن بيئتة نشأ فيها وتاثر بها فى تشكيل وجدانه وثقافته التشكيلية الفنية التى تتجلى فى أعماله الفنية0

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: