قطوف من حلقات الرد على شبهات المشككين – الحلقة الأولى

 قطوف من حلقات الرد على شبهات المشككين - الحلقة الأولى

خيرى طه أحمد – كاتب فى الشئون الإسلامية                                      

 

منذ فترة طويلة يتعرض الإسلام لهجمات ممنهجة من الخارج وأحياناً من بعض المسلمين أنفسهم ، والهدف من كل ذلك هو زرع الشك فى قلوب المسلمين تجاه دينهم الحنيف ، سواء فى القرآن الكريم أو فى السنة النبوية المطهرة .

ومن أجل تحقيق هذا الهدف نشأت معاهد ومؤسسات ومراكز هدفها تشويه صورة الإسلام أمام أعين الناس كافة والمسلمون خاصة وهدفهم من ذلك  :

أولاً  : منع غير المسلمين من الدخول فى الإسلام ، حيث يزداد عدد الذين يسلمون كل يوم فى الدول الأجنبية .

ثانياً : زرع الشك فى قلوب المسلمين تجاه دينهم الحنيف ، عن طريق  :

1 – زعمهم المغلوط أن هناك تناقض فى آيات القرآن الكريم ، وإعطاء صورة مشوهة عن الإسلام ، وأن الإسلام هو مصدر الإرهاب فى العالم ، وساعدهم فى ذلك الجماعات الإسلامية المتطرفة التى تتخذ من الدين ذريعة لقتل الأبرياء بلا ذنب فإتخذها أعداء الاسلام من الملحدين والمستشرقين ذريعة لهم .

2 – التشكيك فى الرسالة المحمدية ، فينكر جمهور المستشرقين والملاحدة أن يكون الرسول نبياً يوحى إليه من عند الله تبارك وتعالى ، وبالتالى التشكيك فى صحة الحديث النبوى الذى يمثل المصدر الثانى للتشريع بعد القرآن الكريم .

3 – وساعدهم فى ذلك أيضاً أناس يدعون أنهم من علماء المسلمين ينكرون السنة ويفسرون القرآن على هواهم ، وهؤلاء ضلوا وأضلوا فلهم من الله ما يستحقون يوم القيامة .

4 – كذلك انتشار وسائل الإتصال كمنصات التواصل الإجتماعى والإنترنت والموبايل مما ساعدهم فى إنتشار أفكارهم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين ، وساعدهم أيضاً قلة الوازع الدينى وخاصة بين أوساط الشباب الذين انصرفوا عن القراءة والإطلاع ومعرفة دينهم معرفة حقيقية مما جعلهم أرض خصبة لنشر هذه الافتراءات ..وهنا أقدم بعض الشبهات والردود عليها ….

1 – الرد على شبهة { وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ }

قال أعداء الإسلام  : القرآن يقول فى سورة لقمان ( وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ) وزعموا أن القرآن الكريم لم يأت بجديد ، لأن الطب اليوم عن طريق الأشعة والأجهزة يعلم نوع الجنين إن كان ذكر أو أنثى .

وللرد على هذه الشبهة نقول  :

أولا : من قال أن المقصود من هذه الآية الكريمة هو علم نوع الجنين إن كان ذكر أو أنثى ، إن علم ما فى الأرحام هو علم شامل لا يعلمه إلا الله تعالى ، يشمل كونه ذكرًا أو أنثى ويشمل كونه شقيًا أم سعيدًا ، غنيًا أم فقيرًا ، صالحًا أم فاسقًا ، كم عمره ، متى يموت ، واين يموت ، وكيف يموت ، وأشياء أخرى كثيرة لا يعلمها إلا الله ، بل يعلم ما سيكون عليه الجنين قبل أن يكون وقبل أن تكون الأسباب .

ثانياً : أن اكتشاف جنس الجنين بواسطة الأشعّة ليس من علم الغيب ، الله تعالى يعلم بدون واسطة ، أما البشر فيعلمون بالواسطة ، فهو كما لو شقّ الطبيب البطن وعرف ماذا في الرحم.

ثالثاً : جاء فى تفسير الشيخ الشعراوى عليه – رحمة الله – حول قوله تعالى :

{ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ } لقمان : 34 . قال رحمه الله : هذه أيضاً من مفاتح الغيب ، وستظل كذلك مهما تقدمت العلوم ، ومهما ادَّعى الخَلْق أنهم يعلمون ما في الأرحام ، والذي أحدث إشكالاً في هذه المسألة الآن الأجهزة الحديثة التي استطاعوا بها رؤية الجنين ، وتحديد نوعه أذكر أم أنثى ، فهذه الخطوة العلمية أحدثتْ بلبلة عند بعض الناس ، فتوهموا أن الأطباء يعلمون ما في الأرحام ، وبناءً عليه ظنوا أن هذه المسألة لم تَعُدْ من مفاتح الغيب التي استأثر الله بها .

وأضاف فضيلته : أنتم بسلطان العلم علمتم ما في الأرحام بعد أن تكوَّن ووضحتْ معالمه ، واكتملتْ خِلْقته ، أما الخالق – عز وجل – فيعلم ما في الأرحام قبل أنْ تحمل الأم به ، ألم يُبشِّر الله تعالى نبيه زكريا عليه السلام بولده يحيى قبل أن تحمل فيه أمه ؟ ونحن لا نعلم هذا الغيب بذواتنا ، إنما بما علّمنا الله ، فالطبيب الذي يُخبرك بنوع الجنين لا يعلم الغيب ، وإنما علمه الله ، والله – تبارك وتعالى – يكشف لبعض الخلق بعض الغيبيات.

رابعاً : تقول دار الإفتاء المصرية : ولا ينافى ذلك ما يقال : إن بعض الناس توصلوا إلى معرفة نوع الجنين قبل أن يولد من بطن أمه ، وهو ما يزال فى الرحم حتى أيامه الأولى ، ذلك أن علم الله بما فى الأرحام علم شامل ، وفى الوقت نفسه علم يقينى لا ظنى ، فالله يعلم المولود قبل أن يولد ، بل قبل أن يتكون أصلا ، يعلمه علماً شاملا ، ويخبر الملائكة ببعض ما يعلمه عنه ، وهم لا يعلمون عنه شيئا قبل أن يخبرهم الله به ، كما قال سبحانه عنهم { قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } البقرة : 32 .

وأضافت الدار : فلو فرضنا أن الإنسان عرف نوع الجنين فهل يعرف ما بقى من رزقه وأجله وما تنتهى إليه حياته من سعادة أو شقاء ، على أن معرفة نوع الجنين لا تتيسر فى كل الحالات ، بل فى فترة معينة ، أما الله سبحانه وتعالى فيعلم ذلك كل وقت .

وبالله التوفيق .

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: