كتاب تحت العدسة 

《كتاب تحت العدسة 》 

 

الشاعرة شريفة السيد

صرخة في وجه كل مسؤول

اهتموا بالشباب

فهم قلب الأمة وروحُها الناهضة وأملها المرجو، وساعدها القوي وغدها المرتقب.

===================================

والكتابُ الذي اخترتُه لكم اليوم بعنوانِ:(الإصرار) للكاتبة الشابة / إسلام العيوطي.

كتـاب يستحق أن يوضع تحت العدسة لما فيه من أفكار وموضوعات تهم مجتمعنا العربي وبخاصة مصر قلب الأمة العربية. لأنه يهدف إلى تقديمِ النفعِ العام للجميعِ.

فهو كتابُ تنميةٍ بشريةٍ في قالَبٍ أدبيٍّ إنسانيٍّ

مُوجَّهٌ إلى:

كلِّ عالِمٍ عامِلٍ أفنى عمرَهُ سيرًا في طريقِ العلمِ

لِيُقدِّمَ مِن العلمِ جميلَهُ ومن العملِ جليلَهُ.

وإلى كلِّ طَالِبِ علمٍ وقفَ في هذا الغرس في بدايةِ الطريقِ ويرى بعينيهِ ظلامَه ويرى ببصيرتهِ شمسَ نهارِه.

وإلى كلِّ صاحبِ عملِ أو حرفةٍ أو وظيفةٍ يسعى دائمًا من خلالِ عملِه لِيُقَدِّمَ الخيرَ والنفعَ للناسِ لإرضاءِ ربِّ الناسِ.

وإلى أولادِنا وأحفادِنا والأجيالِ اللاحقةِ لِيَعْلَمُوا أنَّنَا سَلَكْنَا كلِّ السُـبلِ مِنْ غيرِ هوادةٍ مُتُمَسِّكِينَ بِحَبْلِ الله طامِعينَ أنْ يتقبَّلَ منّا صَالِحَ الأعْمَالَ.

لذلك جاء الإهداء مُغايرا ومختلفا :

ـ إلى كل من يتألم دون أن يتكلم

ـ وإلى تلك الأرواحٍ التي رَحلتْ من بيننا، ولكنَّها تركتْ بداخلنا أثرًا يُقتفَى، ومثلاً يُقتدَى بهِ ونهجاً يعلو بنا، لنسمو بأخلاقنا بفضلِ تربيتهم لنا على القرآن والسُّنة وهدي خير الأمة، وبذلك استطاعوا أن يبنوا جدارَ أرواحنا من لبنة قوية تقاوم الكسر والانحناء عبر عثرات الزمن..

فكتابُ《الإصرار 》تم سردُهُ ليس للمجتمعِ المصريِّ والعربيِّ فحسبُ بل للعالمِ بأسرِهِ.

سألتها ما الذي تريدينه ككاتبة من خلالِ هذا الكتاب ؟؟

فقالت :

أريد تقديمَ النفعِ العامِّ للجميعِ، فَمَنْ نمَى إليه علمٌ لا بدَّ أن يُجَاهدَ بٍكلِّ ما أُوتِي مِنْ قُوَّةٍ فِي نَشْرِهِ وَيُشُدَّ من أزرِ غيرِه ويأخذَ بيدِهِ،

فقدْ لخص لنا ذلك الأديب مصطفى صادق الرافعي في عبارة واحدة :(إذا لم تزدْ على الحياةِ شيئًا فأنتَ زائدٌ عليها)

** سألتها عن سِرِّ وسبب تأليف هذا الكتاب؟

فقالت :

شجعني على هذا الكتاب ذلك الواقعُ المتردي الذي نحياهُ مما جعلني أبحثُ وأقرأ وأتساءل:

لماذا لم يضعْ لنا من سبقونا من الكُتَّاب حُلولًا لمشكلاتنا ..؟!

ولَكنَّنِي بَعْدَ التَّعَمُّقِ فِى القراءةَ وجدتُ أنَّنِي ظلمتُهم. والعيبُ ليسَ فيهم؛ وإنما يكمنُ العيبُ في تطبيقِ ما جاءت به الكتبُ، فأردتُ أن تكونَ لي لمسةٌ وبصمة في معالجةِ تردِّي الواقعِ الذي نَحياه، وكشفِ القناعِ الَّذي يُوارِي جُرحًا عَمِيقًا.

والكارثةُ بكلّ أبعادها عمّقت الجرحَ إلى أقصاه،   وغرست الخنجرً حتى النصلِ فى عمق أعماق القلب، فأرهفت الإحساسَ وهزّت المشاعر..

فيما يؤكّد أنّ العلم لا الدين، كان العامل الأول في الهُوَّة التي فرّقت بين الشرق والغرب، مما أدَّى بدوره وبتوفيقٍ من الله أن أستطيع مهتديةً إلى مكمن الداء المستتر الذي جعلنا فى تأخرٍ مستمرّ.

فحاولت جاهدةً أنْ أضعَ حلولًا وخطوطًا عَريضَةً لإصلاح ما أفسدَه غيري ما استطعت لذلك سبيلا بفضل الله وعونه ،،

 

** سألتها هل يمكن حصر المشكلات التي أثارت قلمك بهذا الشكل ..؟

فقالت:

كتابي انصبَّ على مشكلات مجتمعيةٍ واقعيةٍ ملموسةٍ لدينا جميعًا جسدتٌها فى الانكسارِ ولحظاتِه المؤلمةِ ، بدايةُ من الفتاةِ التي تعرضتْ لحادثٍ القطارِ أثناءَ ذهابِها لتأديةِ امتحانِ الشهادةِ الثانويةِ ،، ومرورًا بالدكتورةِ/ وحي لقمان وهيلن كلير وطه حسين وأحداث أخرى كثيرة.

وكيف تتم تنمية المهارات العقلية للتكيفِ مع الواقعِ.

كما تطرقَ الكتابُ إلى مشكلة الثانوية العامةِ وكيف يكون هناك ضغطٌ على الطالبِ والأسرةِ على حدٍ سواءٍ.؟

والدورِ المنوطِ بالأسرةِ حتى تتجاوزَ تلك المرحلةَ. ثم فيما بعد فليأتي كلامنا عن يومِ الحصاد واختيارِ الكليةِ المناسبةِ؛ إذ لابد أن يدخلَ الإنسانُ مجالًا يحبُّه حتَّى يبْدعَ فيه، فليسَ المجتمعُ طبًا وهندسةً فحسبُ؛ بل هو أطيافٌ متنوعةٌ ونسيج يكملٌ بعضُه بعضًا.

ثم تناولـتُ مشكلة الدراساتِ العليا التي تناطحُ كواكبَ السماء، وكيف يكون لشخصٍ حاصلٍ على درجةِ الماجستيرِ أو الدكتوراه وينامُ على الرصيفِ بدونِ عملٍ..؟!

لذا يجب وضعِ حلول جذرية لحملة الماجستير والدكتوراه..!

وهذا ما يؤكد الفكرةَ التي أقتنعُ بها تمامًا لن يكون هناكَ تقدمٌ وهؤلاء يطالبون بتعيينِهم ، إلا إذا انعكستِ الآيةُ وهي أن المجتمع متمثلًا فى الدولة ومؤسساتِها يطالب هؤلاء أن يتولَوا أماكنَهم التي يجب أن يكونوا فيها.

ومشكلة سن اليأسِ ولماذا لا نسميها  فجرِ الأمل !!

ومن وصلوا لسن المعاش وكيفيةِ الاستفادة من خبراتِهم بدلًا من قتلهم ببطءٍ بإحالتِهم لسنِ التقاعد أو المعاش.

ومشكلة المهنيين سواءٍ من يعملون بالحِرَفِ أو الصناعاتِ المختلفة ممن لم يلاقُوا حظَّهم من التعليم فيجب عدمُ تهميشِهم فليس ثمةَ فرقٌ بينهم وبين الأطباء والمهندسين والمدرسين والعلماء، كلٌّ يعمل فى مجاله ويقدم النفع لنفسه ولغيره (فكلنا لبنة واحدة ولابد أن يكتملَ بنا البناءُ )

** سألتها أكاد أشم رائحة مثلك الأعلى تنثر عبيرها بين حروفك.؟

فقالت :

بكل فخر عباس العقاد..

وقد أسقطتُ الضوء عليه وعلى منهجه في الحياة وكيف أنه لم يكمل تعليمه واقتصر فقط على المرحلة الابتدائية ووصل لما وصل إليه من العلمِ والأدبِ؛ حيث تجاوزت كتبُه مائةَ كتابٍ فضلا عن مقالاتِه ودراساتِه وأبحاثِه وأحاديثِه التى تجمعها مجلداتٌ و مجلداتٌ؛ فاستحق عن جدارة أن يكون

( عملاق الأدب العربي)

تقول إسلام العيوطي:

(العلم ليس شهادةً فقط)

إنما هو ثقافة ووعي وسلوكٌ حضاري، يعرب عن فلسفةٍ ومنهجِ حياةٍ.

كما أننا مطالبون بالعلم والعمل كما أمرنا رسولنا الكريم ( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسْها ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو نفس الشيء الذي تطرق له الكاتب الأمريكي /تود هنري في كتابه (مت فارغا)

** سألتها أراك وقد تعرض كتابك لمشكلة زيادة السكان.؟؟

فقالت :

مشكلة (الكثافةِ السكانيةِ) نعم تناولتُ أيضا

وأحب أن أسميها ((ثروةٌ قوميةٌ)) إذا تم استغلالُها وتوظيفُها كما يجب، لتعودَ بالنفع العام على العباد والبلاد.

كما تناولت (رسالةِ الإسلام الحرب أم السلام.؟) وبماذا وصفَ أدباء الغرب وعقلاءُهم محمدًا صلى الله عليه وسلم ورسالتَه والتي تدعو إلى فكرة:

( إذا تجزأت الإنسانية تجزأ السلام وهذا ما تنهي عنه جميع الأديان)

وتحدث الكتاب كذلك عن (الأجيالِ وتعاقبِ الأجيال) لتوفيق الحكيم ، فما نحن سوى حلقاتٍ يُوصِلُ بعضُها بعضُا،

** وعندما سألتها عن تحقيق أهداف الكتاب وأننا نعيش مرحلة حرجة من حيث كثرة مشكلاتنا وتفاقمها.؟؟

قالت:

أتمنى من الله أن يوفقنا ونستطيع أن نطبقَ ما طرحناه فى الكتاب حتى نُساهم فى إنقاذ ما يمكن إنقاذُه من تردِ أخلاقي ومعرفي وثقافي ومعيشي.

فعن التردي في شتى صوره حدِّث ولا حرج.

فكل جيل مسؤول عن أفكاره التى قد تتسرب بعلمه أو بغير علمه إلى نفوس الأجيالِ الجديدة.

لذلك يجب تفسير تلك الأفكار من حين لآخر حتى لا يُساء فهمها، فالدنيا حلقات وكل جيل يجب أن يمد يد العون والمساعدة للجيل الذى يليه،

فإذا تم ذلك فى أمة فقد صح كيانُها واستقام شأنُ الجسمِ السليمِ بسلسلتِه الفقريةِ المتماسكِة، وإذا لم يتم ذلك فنحن أمام كائن سقيم انفصلت حلقاتُ وجودِه وانفصم عمودُ ظهرِه، ولم يعد يصلح للبقاء.

وختامًا :

الشباب هم قلب الأمة وروحُها الناهضة وأملها المرجو، وساعدها القوي وغدها المرتقب،

علموا أولادكم العزة وكيف يبنون الأمجادَ، ولا تعودوهم الخنوع والعيش تحت الأنقاض.

نظرات نقدية سريعة :

——————–

يرى د/حسام جايل أن كتاب الإصرار كُتب بإسلوب أدبي رائع ، يتميز بأسلوب السرد الجميل والمميز، ولو أخلصت الكاتبة للكتابة سيصبح لها شأن عظيم.

ويرى د/ أشرف جودة السعيد أنه كتاب رائع يعبرعن حس أدبي عال وثقافة كبيرة وإحساس عميق بالمسؤولية ورغبة بل إرادة تصل إلى درجة الإصرار لنفع الناس وهمة وحماسة تُحسد عليها الكاتبة؛ فهي أديبة وشاعرة تستخدم الصور الجمالية والمحسنات البديعية باحترافية ملفتة ،، مُحبة للخير، النزعة الدينية لديها وضاحة ومضيئة.

ويرى الشاعر/ عبد القادر أمين أنه عملٍ يصنّف على أنّه تنميةٌ بشرية بينما هو منظومةِ عزفٍ على وترِ اليأس لتصنعَ لك نغمًا يبْدو حزينًا لكنّه يُشعرك بالرّاحة النفسية والاسْترخاء، وكأنّك في “ساونا” تنتعشُ الرّوحُ بعدها، وتعودُ لسابق عهدها معَ فطرتها السّوية.. حيث ينسجُ الحلم فيها خيوطَ الخلاص؛ فليس للذّة قيمةٌ بدون الألم. ولا متعة بصباح الأمل بدون لحظاتِ الألم الليلية.

وختاما

أضم صوتي لصوت الشاعر/ عبد القادر أمين وهو يقول :

  • إنّ من يرى “إسلام العيوطي” تصيبُه الدّهشة حين يدركُ أنّ هناك تفاوتًا بالغًا بين العمر الزّمني لها والعمرِ الثقافي والإبداعي،

فبينما هي وادعةٌ هادئةٌ في براءة الأطفال؛ إذْ بك بكتابِها هذا تقرأ لكهلٍ عركتْه السّنونُ فصنعتْ منها قامةً فكريةً على درجةٍ من الأهمية في ساحةِ القراءة الواعية الهادفة، حيث تتلمّس في كتاباتها لغةَ الحكمة وعمقَ الدّلالة التي تنفذ إلى مُرادها مباشرةً فى انسيابية مُبهرة؛ لا هي بالمعقّدة المُفرطة في الأكاديمية والتنظير، ولا بالبسيطة السّطحية؛ ولكنّها تفرضُ على القارئ نوعًا من الأسْر لا ينفكّ منه إلّا بكامل إرادتِه عندَ بلوغ نهاية المقال.

فنحنُ أمام كاتبةٍ تعرفُ وتعي ما تكتب، أو ما تبثّه من معانٍ، تهتمّ بالكيف لا بالكم. تعيش في يقظة تامة حين يعانق قلمُها الفكرة.

 

=======

الكاتبة فى سطور

=======

إسلام محمد سيد أحمد العيوطي

من القليوبية_مصر

عملت بالصحافة منذ التحاقها بالجامعة

حاصلة على شهادات تقدير وجوائز عديدة لتميزها بمجال الصحافة

لها 3 كتب مطبوعة:

(الإصرار)،(حياة بلا خوف) وديوان شعر (لا مثل لي بين الورى)

تعمل محامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة

حاصلة على الدكتوراة الفخرية ولقب سفيرة سلام وشهادة شرفية عليا لأفضل 100 شخصية مؤثرة فى نشر المحبة والسلام لعام   2020،2021،2022

..

مع أرق تحياتي

شريفة السيد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: