الكتاب الفائز بأفضل كتاب نقدي 2024 – الأستاذ الدكتور حسام جايل يكشف أسرار التماسك النصي في الشعر العربي

الكتاب الفائز بأفضل كتاب نقدي 2024 - الأستاذ الدكتور حسام جايل يكشف أسرار التماسك النصي في الشعر العربي

عدسة القيثارة شريفة السيد

ذهبت جائزة معرض الكتاب الدولي الـ 55 لعام 2024 إلى الدكتور حسام جايل عن كتابه  (التماسك النصي في الشعر العربي.)

وحين نعطي كتابا جائزة أفضل كتاب نقدي في معرض الكتاب، معناه أن لجنة تشكلت وقرأت كل الكتب التي تم ترشيحها من خلال دور النشر ، واختارت الأفضل. فحق علينا أن نهنئه أولا.

وثانيا فمن حق القارئ الكريم أن يعرف حيثيات الفوز، ليس بشكل تقريري، فلم نحصل على تقرير اللجنة، وإنما من خلال استعراض محتوى الكتاب، وفصوله وأهدافه ، وبنيته ومنهجه وأسلوبه، وما توصل إليه..، إلخ.

يبدأ الكتاب بمقدمة عن تطور المناهج النقدية:

يقول فيها:

تعددت  المناهج التي تدرس النص الأدبي، وتنوعت بين اللغوي والنحوي والنقدي والثقافي والفلسفي/ الإيديولوجي، ومنها ما ركز في معالجة النصوص على الشكل، ومنها ما اهتم بالمضمون، وبعضها حاول التوفيق بين الشكل والمضمون. وكانت الغاية دائما لكل هذه المناهج هو البحث عن جماليات النص الأدبي وإبرازها؛ ناهيك عن شرحه وتفسيره.

وكان كل منهج جديد يحاول أن يتفادى العيوب أو المآخذ التي كانت في المنهج الذي سبقه، وأن يسعى إلى أن يكون الأفضل في معالجة النص. من خلال تطورات ملحوظة.

وكان هذا التطور ليس فقط رد فعل على السابق، أو نتيجة عدم الاكتفاء به؛ بل  كان هناك – أحيانا- تجاور وتجايل في هذا التطور، كما كان هناك اعتماد على السابق كما حدث في مناهج البنوية وما بعدها.

وانطلاقا من السيرورة التاريخية والتراكم المعرفي، ورغبة في إيجاد منهج متكامل شامل يتناول المبنى والمعنى معا؛ كان علم النص/ نحو النص/ علم اللغة النصي..وهو العلم الذي يبحث في النص كاشفا عن آليات انسجامه، ووسائل تماسكه، مبينا وكاشفا اللثام عن الأدوات التي تجعل من النص نصا حقيقيا بهذه الكلمة شكلا ومضمونا.

وقد اعتمد (علم النص) في سبيل ذلك مجموعة من الإجراءات المعينة، والوسائل المساعدة التي تتوزع ما بين النحوي واللغوي والبلاغي والمعجمي والفلسفي والاجتماعي والاجتماعي السياسي… فيما عرف بـ(تداخل الاختصاصات)، وهو ما نراه تكاملا في تلك الإجراءات، وتآزرا فيما بينها بغية الوصول إلى نص مكتمل يشكل خطابا جماليا متماسكا، وذا ملامح واضحة.

ولا تنافر مطلقا بين هذه الوسائل، واستحضار تلك الإجراءات وتطبيقها؛ فإنما هي- فقط- اختلافات في زاوية الرؤية، وجهة التناول؛ ومن ثم يكون التركيز على أداة بعينها، واستخدام وسيلة دون غيرها.ومن ثم يكون تكامل بين فروع علم اللغة، وغيرها ولا يكون تنافر أو تضاد. فالأمر كله رهن- كذلك- بقدرة الباحث/ الناقد وذكائه في التناول والإفادة من معطيات العلوم الأخرى في ضوء وحدود التقارب والدوائر المتماسة.

فلا بد إذن من تمتع الباحث بذائقة جمالية، وإدراكه للشحنات الدلالية التي تحملها الكلمة ويختزنها النص.

.

وهنا ينبغي للباحث أن يكون منتبها وقادرا على التفريق بين المعنى المعجمي والمعنى السياقي، مستشعرا الفروق الدلالية الناتجة عن الاستخدام، وعلاقات التجاور والمناسبة والمفارقة وفق بنية نحوية تعتمد الثبات والالتفات والتقديم والتأخير بحسب قصد المتكلم/ المبدع وغرضه، مع الأخذ في الحسبان- كذلك- موقف المتلقي/ المخاطب وحاله.

سألت د. حسام؛

_ من بين مناهج النقد المتعددة، ما المنهج الذي سِرتَ عليه هنا فقال:

_ اتخذت من (علم النص) منهجا أسير عليه، أو بعبارة أدق أستهدي به في تحليل النصوص، فاحصا من خلال وسائله وإجراءاته عما يحقق (نصية النص)، ويعمل على تماسكه والتحام أجزائه.

_ ولماذا اخترتَ الشِّعر تحديدا؟ فقال:

_ لما كان الشعر فن العربية الأول، وديوان العرب، ميدان اهتمام الباحث الأول إبداعا ومعالجة؛ فقد اتخذ الشعر ميدانا لبحثه، مستخرجا روابطه، ومحاولا الكشف عن دعائم سبكه وأوتاد تثبيته.

.

_ حدثنا عن فصول الكتاب؟

_قد جاء الكتاب في مقدمة وخمسة فصول على النحو الآتي:

المقدمة: وفيها تناولنا الهدف والمنهج كما تفضلتم بعرضها أعلاه.

الفصل الأول: تناول مفهوم علم النص ونشأته وإرهاصات بداياته، كما عرضنا لأهم أعلامه وأوضحنا المعايير السبعة التي اتفق عليها النصيون.

الفصل الثاني: تناولنا فيه البنيات العليا في ديوان شاعر من كبار شعراء قصيدة التفعيلة في مصر والعالم العربي وهو الشاعر محمد عفيفي مطر؛ المعروف بخصوصيته اللغوية والأسلوبية، وحداثة استعاراته وغرابتها أحيانا- الأمر الذي أسهم في مقوله أنه” شاعر صعب” وقد تناولنا في هذا الفصل ديوان” يتحدث الطمي” بالدراسة والتحليل وكشفنا عن البنيات العليا التي تتردد في الديوان وتشكل ملمحا بارزا، ومعلما من شعريته.

الفصل الثالث: بحثتُ فيه عن جدلية البنية الإيقاعية بين ثابت الوزن ومتغير الإيقاع، ودور ذلك في إنتاج الدلالة الشعرية لدى واحد من كبار رواد القصيدة الحديثة وأحد المجددين في الشعر المعاصر وهو الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وبيَّنا كيف أن هذا الشاعر يمتلك زمام الإيقاع ولديه جرأة في تجديد الوزن سواء من حيث المزج بين أبحر مختلفة، أو طرق تفاعيل لم تكن مستعملة من قبل.

الفصل الرابع:  تناولت فيه وسائل إطالة الكلام في الجملة الشعرية لدى شعراء هذيل، وقد قمنا بعملية إحصاء لتلك الوسائل وعدد تكرارها وورودها في القصيدة الهذلية، ودرسنا دورها في ترابط القصيدة الهذلية.

..

_ اختر لنا نماذجَ من الفصل الأول على سبيل المثال حول (مفهوم علم النص)؟

_من الفصل الأول:

في إطار التغيرات السريعة والمتلاحقة للسانيات؛ وبخاصة بعد ظهور البنيوية، وما أحدثته من ثورة في حقل الدراسات اللغوية إبان ظهورها وحتى تلك الساعة؛ إذ فتحت الباب للخروج من دائرة النحو التقليدي Traditional Grammar، والدخول إلى النحو العلائقي Relational Grammar. وفي هذا الإطار نشأ نحو النص ليشكل نظرية لغوية تختص بالنص الأدبي، وتحاول تفسيره وشرحه، والبحث في الوسائل التي تحقق نصيته.

ويعد (نحو النص) زبدة ما تمخضت عنه الدراسات اللغوية فيما يعرف بمرحلة ما بعد البنيوية، إذ هو بحسب الترتيب الزمني آخر ما أنتجت لنا القرائح اللغوية، وكذلك فإنه أول علم يختص بدراسة النص إذ كانت دراسة النصوص “موزعة بين النقد والبلاغة وعلم القواعد وغيرها”  بشكل يتم فيه الفصل التام بين هذه العلوم بكثير من التعسف.

ولما كانت العلوم أو المذاهب، أو المناهج التي تتناول النص، أو تحاول تفسيره أو شرحه تعتمد على تناول جزء واحد من هذا النص، أو تفرض تفسيرًا سابقًا غامضًا، وتحاول البرهنة عليه بعد ذلك بطرق شتى؛ وذلك انطلاقا من موقف إيديولوجي، أو ثقافي لمن يتناول النص.

والحق أن هذا كله قد أوضح  عدم قدرة هذه المذاهب وفشلها في تناول النص بشكل يتسم بالشمولية والإحاطة. ومن هنا كانت الحاجة إلى علم يتناول النص باعتباره كُلا متآخذًا لا انفصال بين أجزائه، وبالفعل فقد نشأ علم النص ليحقق تلك الغاية.

وكانت نتيجة هذه النشأة أن نحو النص قد قام في جوهره على أن النص هو الوحدة الكبرى، وهو الموضوع الرئيسي في التحليل والوصف اللغوي؛ وذلك في مقابل الجملة التي لم تعد تفي بتحليل المعنى الإجمالي للنص وذلك بوصفها وحدة زمنية محددة. وبالطبع نُخرجُ من هذا الإطار الجملة الكبرى التي تشكل النص، أو التي تتكون من عدد من الجمل المترابطة معا بوسيلة لغوية.

ورغم أن نشأة هذا العلم نشأة غربية، وأن التأصيل والتأطير له قد تمّ أيضا على أيدي الباحثين اللغويين في الغرب؛ فإننا لا نعدم وجود إرهاصات وإشارات نصيّة في تراثنا العربي لا سيما في علمي البلاغة والأسلوب، وهي لا تعني وجود هذا العلم لدينا بشكله الكامل، ولا نعني بالإشارة إليه أن علماءَنا دائما ما يحوزون قصب السبق في كل أمر، وإنما- فقط- لنشير ونشيد بوعي علمائنا بتناول النص والنظر إليه بوصفه جملة واحدة ذات رؤية ودلالة.

_ اتمنى نموذجا آخر من الفصل الثاني حول جماليات النص ومداخله. وخاصة ما جاء حول الشاعر الكبير (محمد عفيفي مطر)…؟

_تتعدد المداخل التي يحاول المشتغلون بتحليل النصوص النفاذ منها إلى عالمه؛ بغية الكشف عن جماليات النص الشعري. وتحتلف الرؤى والتأويلات وتتعدد باختلاف أذواق النقاد وتعددهم، واختلاف انتمائهم السياسي والعقدي والإيديولوجي؛ ولا سيما لدى شاعر كبير مثل: محمد عفيفي مطر؛ حيث تتسع مساحة التأويلات وأفق التفسير إلى حد بعيد؛ يساعد على ذلك ويسهم فيه بشكل كبير ذلك الغموض الذي يسيطر على إنتاج الشاعر؛ سواء على مستوى المفردات المعجمية، أو على مستوى التراكيب والأساليب أو على مستوى الصور والأخيلة.

وانطلاقا من (محددات علم النص) وتحليل الخطاب نحاول هنا استخلاص أهم السمات المائزة والملامح اللغوية للبنية النصية والخطاب الشعري عند محمد عفيفي مطر في ديوانه(يتحدث الطمي) الذي يضم بين دفتيه عشرين قصيدة متفاوتة الطول، تدور في جلها حول الأرض والزرع والحرث والحصاد، والخصب والنماء والجدب وما يرتبط بذلك من حكايات الفلاحين وغنائهم، وما يتبعه من توظيف للأساطير والتراث الشعبي، ودلالة ذلك كله على ارتباط الشاعر بالأرض، وما تمثله له من قيمة، وما ترمز إليه من دلالة.

ومن خلال (معايير النصية) المعروفة في علم النص؛ نستنطق هذا (الخطاب الشعري) متكئين على البنية اللغوية، وما تحيل إليه؛ بحثا عن (البنيات العليا) التي تشكل، أو تسهم في تشكيل هذا الخطاب؛ فنلحظ سمات مائزة تتمثل في الاتكاء كثيرًا على (البنية الاسمية) وما يتبعها من أساليب وصيغ، وعلى (الحكي) المستند إلى بنية المضارعة التي يتوافق مع عنوان الديوان (يتحدث الطمي) الذي يشي بالحكي وما يلزمه من آلة سردية، وأجهزة كتابية.

إن ديوان يتحدث الطمي؛ ديوان مليئ بالفخاخ النصية ذاخر بالشفرات والرموز، ومحمل برسائل عدة تنم عن شاعر مقتدر يتمتع بحس لغوي عالٍ يمكنه من توظيف اللغة توظيفا دقيقا له دلالة معينة، وحملها برسالته التي يريدها؛ مستعينا في ذلك بشيء من الغموض والتلميح والترميز- دون الوقوع في فخ الإغراب-  وأن التراكيب اللغوية لدى الشاعر- رغم غموض لغته أحيانا- لا تخرج عن المألوف في الإعراب، ولا عن طرائق العرب النحوية والأسلوبية. ولا تجنح إلى الهروب أو قل لبس عباءة غير عربية؛ لغة ونحوا وأسلوبا وتخييلا. مما أسهم في تشكيل بنيات عليا ذات ملامح لديوان أدى مجموعة الرسائل الجمالية والاجتماعية وغيرها عبر أجهزة كتابية أجاد الشاعر توظيفها.

_ ومن الفصل الثالث، فيما يخص الإيقاع الشعري والأوزان لدى الشاعر الكبير (أحمد عبد المعطي حجازي)..؟

_ للشعر نظامه الخاص وأسسه المعروفة ومن أهم هذه الأسس والأركان الوزن أو الإيقاع.

وقد ظهرت دراسات عدة حول إيقاع الشعر ودوره في بناء القصيدة.وفرق بعضهم بين الوزن والإيقاع ، ومن أهم هذه الدراسات؛ دراسات كل من الدكتور علي عشري زايد والدكتور شكري عياد والدكتور عز الدين إسماعيل، وهناك دراسات ركزت على جانب واحد مثل دراسة الدكتور أحمد كشك: القافية تاج الإيقاع الشعري، وعلى أية حال فقد أدلى كلٌ بدلوه وقال رأيه ووجهة نظره.

وتظل القصيدة بإيقاعها وموسيقاها محط الأنظار والخلاف والتأويل، والأخذ والرد، ومرد الأمر أو النقاش إلى طبيعة القصيدة وما تخيره الشاعر من وزن وقافية أو مراوحة بين عدة أوزان أو قواف؛ لأن الأوزان تختلف بحسب جرسها الموسيقي، ومساحتها الكلامية، ومن ثم يكون للوزن دور بارز في إنتاج الدلالة النصية.

وهنا يدور هذا البحث حول تلك المسألة عند شاعر من رواد قصيدة التفعيلة، وهو أحمد عبد المعطي حجازي.

ولما كانت المناهج اللغوية- في الآونة الأخيرة – تتجه إلى دراسة النصوص دراسة لغوية – بعيدًا عن التقيد بالمذاهب الإيديولوجية، للكاتب أو الناقد، فدراستنا هذه تنحو هذا المنحنى، متخذة المدخل اللغوي مدخلًا مهما وضروريًّا لدراسة النص الأدبى، إذ إن الأدب فن لغوي في المقام الأول والأخير، والفهم الأمثل والصحيح لأي نص أدبي لابد أن تبدأ تراكيبه وأساليبه اللغوية وعناصر بنيته الإيقاعية وغيرها من العناصر التى تساهم فى إعطاء النص شكله؛ ومن ثم مضمونه ورؤيته.

لذا تناولت الجدلية الحادثة بين الوزن (الثابت) والإيقاع (المتغير) والقافية بغرض المعالجة الموسيقية للشعر، والتعرض لظواهرها، ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعدى ذلك إلى التفاضل بين الأبحر والأوزان الموسيقية، وملاءمة كل منها للغرض الذي يعبر عنه الشاعر أي الارتباط بين الوزن والعاطفة وكثرة الزحافات المستخدمة، ودور هذه العناصر فى تكوين النص.

وبناء على ذلك فإن الدلالة المقصودة من مصطلح الثابت هنا هي الوزن ، ذلك أنه نظام يتسم بعدم اليسر ، أو التحرز في ثوابته إذ ليست كل محاولة للتخفف من العروض تعد تجديدا ، بل إن بعض المحاولات تتسم بالخروج النابي على الذوق العربي والمبالغة الفجة

_ وماذا عما يخص شعر الهذليين.. وإطالة الكلام،، في الفصل الرابع..؟

_ يتناول هذا الفصل وسائل إطالة الكلام في شعر الهذليين، ويبحث تلك الوسائل، وكيفية توظيفها، وأثرها في ترابط النص الهذلي؛ بوصفها إحدى وسائل التماسك النصي في القصيدة الشعرية.

فنحن نعلم أن الشعر فن لغوي جميل، له خصوصية في بنائه، ويتبدى جماله من خلال النسج الفريد لكلمات اللغة، فعلينا لكي نكتشف هذا الجمال أن نبحث عن طريق هذا النسج، وأن نكشف أسراره الجمالية،

ومن” طرق هذا النسج (إطالة الجملة) بوسائل لغوية متعددة، وتعد الجملة قصيرة إذا اكتُفي بعنصريها المؤسسَين فحسب؛ ففي الجملة الاسمية يُكتفىٰ بالمبتدأ والخبر المفرد، وفي الجملة الفعلية يكتفى بالفعل والفاعل. وقد كان على النحاة أن يحددوا أدنىٰ قدر تنعقد به الجملة كلاما مفيدا، ولم يكن عليهم _بطبيعة الحال_ أن يحددوا الجملة الطويلة؛ لأن الجملة الطويلة لا تنتهي بحد معين يجب التوقف عنده ولكنهم حددوا العناصر غير المؤسسة التي يتم بها إطالة الجملة وتشابك بنائها بحيث تصبح جملا مركبة لا بسيطة.

ولا نقصد_بطبيعة الحال_ الجملة النحوية التي تمثل شاهدا عند النحاة، ولكننا نقصد (الجملة النصية)، وهي الجملة التي” تتسم بالتواصل مع جملة أخرى؛ حيث يحتويها نص ما، أو هي المنجزة فعلا في مقام، ولها مدلولها داخل السياق نتيجة ملابسات لا يمكن حصرها، ويترتب على هذه الملابسات الفهم والإفهام، وهذا النوع من الجمل لا يفهم إلا بإدماجه في نطام الجمل  فيعطي دلالته من خلال الاتساق  والانسجام

وتتعدد وسائل (إطالة الكلام) ويؤدي كل منها دورا وظيفيا يختلف عن الآخر ولا يتنافر معه؛ بل تتشابك كل هذه العناصر وتتضافر لتزيد من تماسك الجملة، ومن ثم يكون تماسك النص كله، وترابط عناصره.

_ وما طرق إطالة الكلام ؟؟

_هناك عدة طرق ووسائل يطول بها الكلام،  ومنها أن الجملة قد تطول من خلال العناصر الإسنادية المؤسسة نفسها، وذلك إذا كانت العناصر الإفرادية فيها مكونة من مركب اسمي،

ولكن الأمر في وسائل إطالة الكلام لا يقف عند حدود المركب الاسمي أو العناصر الإسنادية المؤسسة فحسب؛ فقد يطول الكلام، أو تطول الجملة عن طريق العناصر غير الإسنادية، وهي كثيرة متنوعة بعضها يطلبه الفعل، وبعضها يطلبه الاسم. وبالاستقصاء فبالإمكان أن نجمِل العناصر التي تؤدي إلى طول الكلام في عدة وسائل، وهذه الوسائل أو الأدوات هي:

طول التقييد.

طول التبعية.

طول التعاقب.

طول التعدد.

طول الترتب.

طول الاعتراض

..

والآن عزيزي القارئ، أتمنى أن نكون استطعنا عرض الكتاب ومعرفة محتواه ولماذا فاز بالجائزة.. فماذا عن المؤلف…؟

د. حسام جايل

أستاذ مساعد علم النص وتحليل الخطاب بكلية الألسن جامعة الأقصر

حائز على جائزة الدولة التشجيعية

وله عدة دواووين شعرية منها:

كما يليق بمي

كأنك أنت

عمل في العديد من جامعات مصر والعالم العربي والجامعة الأمريكية بالقاهرة

وحصل على عدة جوائز أدبية وعلمية منها جائزة أفضل كتاب نقدي بمعرض القاهرة الدولي 55 للكتاب لعام 2004.

شكرا لكم على حسن المتابعة

.

مع أرق تحياتي

شريفة السيد.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: