المستشرق الإنجليزي رينولد. أ. نيكلسون وجهوده في دراسة الأدب العربي والدراسات الإسلامية (الحلقة الأولى)

المستشرق الإنجليزي رينولد. أ. نيكلسون وجهوده في دراسة الأدب العربي والدراسات الإسلامية (الحلقة الأولى)

 

بقلم: الأستاذ الدكتور وجيه يعقوب السيد

أستاذ النقد الأدبي الحديث ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الألسن جامعة عين شمس

 

مفتتح:

موضوع الاستشراق من الموضوعات المتشعبة التي يصعب على دارس واحد أو حتى مجموعة من الدارسين الإحاطة به وكشف اللثام عن مُنْجَزه الثري والخصب، وتزداد الصعوبة حين تجد الآراءَ منقسمة ومتناقضة حول هذه الظاهرة وتقييمها أشد ما يكون الانقسام والتناقض؛ فهناك المتعصب الرافض لكل ما صدر عن المستشرقين بزعم أنه صادر عن نظرة استعلائية فوقية تنظر إلى شعوب الشرق نظرة دونية وغير موضوعية، وأن المستشرقين رغم تفوقهم ونبوغهم لا يفهمون الروح الشرقية ولا خصوصيات الحياة العربية والإسلامية، وهناك من يتابع المستشرقين ويتلقَّف كلَّ ما يقولونه دون تمحيص أو دراسة، وبغَضِّ النظر عن صحة آرائهم أو عدم صحتها، وكلا المنهجين غير صحيح وغير منصف في رأينا؛ فعلى الدارس لهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الفكرية أن يتحلَّى بالموضوعية والإنصاف، وأن يكون هدفه الأساس هو الوصول إلى الحقيقة مهما كلَّفه الأمر، وأن يُخضِع بحثَه وإجراءاتِه للمنهج العلمي الصحيح، ويتجنَّب الأهواء الشخصية، ويبتعد قدر المستطاع عن الأحكام القاطعة والمتعجلة، ذلك أن ما قدَّمه المستشرقون خلال هذه العقود الطويلة يحتوي بلا شك على النافع المفيد والغث الذي لا يستند إلى أي أسس علمية صحيحة.

وفي هذه الصفحات التي نُخصِّصها للحديث عن أحد رموز الاستشراق الكبار وهو ريموند نيكلسون، سنتناول بشيء من الإيجاز موضوع الاستشراق من حيث النشأة، وتحرير المصطلح، وأهم الأهداف والغايات التي سعى المستشرقون إلى تحقيقها، وأهمية ما قدَّمه المستشرقون وأثره في الدراسات العربية والإسلامية. أما فيما يتعلق بالنشأة، فعلى الرغم من صعوبة تحديد تاريخ معين لبداية الاستشراق؛ فإن بعض الباحثين يشير إلى أن الاستشراق الرسمي قد ظهر بسبب الصراع بين الحضارتين الشرقية والغربية؛ حيث سعت الأخيرة إلى بسط نفوذها وهيمنتها على الشرق، وقد أدرك المفكرون والفلاسفة وأصحاب الشأن أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال معرفة الشرق معرفة حقيقية وعميقة، لذلك نادى قرار مجمع “فيينا” الكنسي في عام 1312م بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من جامعات أوربا لهذا الغرض، أما الاستشراق غير الرسمي فربما كان أسبق من هذا التاريخ بكثير، ويرجع في الأساس إلى الاحتكاك والرغبة في فهم الآخر لذلك لم يكن ذا طبيعة أيديولوجية أو عدائية أو موجهة. (انظر: د. محمود حمدي زقزوق: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، دار المنار، القاهرة، الطبعة الثانية، 1989م، ص 24، بتصرف)

ويرى الدكتور محمود حمدي زقزوق أن الاستشراق مُوغِل في القدم إذ يمتد لنحو ألف عام تقريبا، كما أن مفهوم الاستشراق ولفظ مستشرق لم يظهرا إلا في نهاية القرن الثامن عشر في أوربا، وقد ظهر أولا في إنجلترا عام 1779م ثم في فرنسا في عام 1799م، وأُدرِج مفهوم الاستشراق في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838م. (السابق: ص 27)

وينبغي على الباحث في ظاهرة الاستشراق أن يكون ملما بهذه الخلفيات التاريخية، وعلى دراية كافية بالمدارس المتعددة والمتنوعة للاستشراق والتباين الواضح بينها؛ فالمدرسة الإنجليزية والفرنسية – على سبيل المثال – تختلف عن المدرسة الإسبانية، وهذه بدورها تختلف عن المدرسة الأمريكية وهكذا، وفي كل الأحوال سنجد أن صورة الشرق تمثل صورة من أعمق صور الآخر وأكثرها تواترا لدى الأوربيين، فلقد كان الشرق في نظر الغربيين شبه اختراع أوربي، وكان مكانا للرومانس؛ قصص الحب والمغامرات والكائنات الغريبة والذكريات والمشاهد التي لا تُنسى والخبرات الفريدة الرائقة. (انظر: إدوارد سعيد: الاستشراق المفاهيم الغربية للشرق، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2006م، ترجمة دكتور محمد عناني، ص 43 بتصرف)

أما أهمية الاستشراق، فسواء اتفقنا معه أو اختلفنا، فعلينا أن نقر بضرورة دراسة منجز المستشرقين وعدم التقليل من شأنه؛ فقد كان للاستشراق من غير شك أكبر الأثر في صياغة التصورات الأوربية عن الإسلام والشرق، وفي تشكيل مواقف الغرب إزاءهما على مدى قرون عديدة، ولا يزال الأوربيون يستقون معلوماتهم عن الشرق – بمن فيهم الكتاب والمبدعون والمفكرون – من خلال كتابات المستشرقين، بل إن تأثير الاستشراق القوي في الفكر الإسلامي الحديث لا يمكن إنكاره أو الغضُّ من قيمته، وبطبيعة الحال سنجد انقساما بين الباحثين في تقييم هذا المنجز؛ ستجد الرافض والمتعنت بشأن كتابات المستشرقين مهما كانت أهميتها، وستجد القابل والمتلقف بشدة لكل ما يقوله المستشرقون أيا كانت سذاجة هذا الكلام أو ضحالته كما أشرنا، ولعل الصواب والقصد هو أن ندرس الاستشراق دراسة علمية تحليلية على غرار ما صنعه إدوار سعيد والدكتور حمدي زقزوق والدكتور نجيب العقيقي والدكتور عبد الرحمن بدوي وغيرهم من الباحثين الجادين الذين تَصَدَّوا لدراسة هذه الظاهرة بصورة علمية وأكاديمية. (انظر: د. محمود حمدي زقزوق: المرجع السابق، ص 20، بتصرف)

وعلى كثرة تعريفات الاستشراق، فإن تعريف إدوارد سعيد يبقى هو الأشمل والأكثر وضوحا؛ حيث يذهب سعيد إلى أن الاستشراق هو مبحث أكاديمي في الأساس، وأن المستشرق هو كل من يعمل بالتدريس أو الكتابة أو إجراء لبحوث في موضوعات خاصة بالشرق، سواء كان ذلك في مجال الأنثروبولوجيا أي علم الإنسان، أو علم الاجتماع، أو التاريخ، أو فقه اللغة، وسواء كان ذلك يتصل بجوانب الشرق العامة أو الخاصة، والاستشراقُ إذن وصف لهذا العمل، وهناك من يُفضِّل استخدام مصطلح آخر مثل: الدراسات الشرقية أو مصطلح دراسات المناطق، وربما كان للاستشراق معنًى أعمُّ وأشمل يتصل بتلك التقاليد الأكاديمية؛ حيث يُعَد الاستشراقُ أسلوبَ تفكير يقوم على التمييز الوجودي والمعرفي بين ما يُسمَّى “الشرق”، وبين ما يسمى “الغرب”؛ حيث قَبِل شعراء وأدباء وفلاسفة وأصحاب نظريات سياسية واقتصاديون التمييز الأساسي بين الشرق والغرب، باعتباره نقطة انطلاق لوضع نظريات منفصلة وإنشاء ملاحم وكتابة روايات وأوصاف اجتماعية ودراسات عن الشرق وعن أهله وعاداته وعقله ومصيره وهلم جرا، كما يُنظَر إلى الاستشراق على اعتباره خطابا في كيفية الهيمنة على الشرق وتوجيهه ورسم صورة معينة له تُحدِّدُها عوامل كثيرة واعتبارات مختلفة، بحيث لا يحيد عنها أحد الباحثين؛ على سبيل المثال: وصف الشرق بالاستبداد، ونزوع أهله إلى القسوة واللذة الحسية وغير ذلك من الصور الذهنية المتوارثة، وفي هذا المعنى يقول ميشيل فوكو: إن البشر هم الذين يصنعون تاريخهم، وإن ما يستطيعون أن يعرفوه محدود بما صنعوه؛ فالبشر هم من صنعوا المحليات والمناطق الجغرافية، وأوضحُ مثال على ذلك هو الروائي الفرنسي فلوبير الذي قَدَّم صورة لامرأة مصرية في إحدى رواياته وصوَّرَها في شكل غانية على النحو الذي أراده وجعلها تمثيلا صادقا للمرأة الشرقية. (انظر: إدوارد سعيد: المرجع السابق، ص 45، وص 49، بتصرف)

وقد تطور مفهوم الاستشراق في الآونة الأخيرة وتحوَّل من مؤجج للصراع بين الحضارتين الكبيرتين في الشرق والغرب إلى مدرسة لها رموزها واتجاهاتها وإلى علم وسياسة واقتصاد؛ حيث جعل المستشرقون على رأس أولوياتهم معرفة الشرق وحضارته والرغبة في معرفة الآخر وما يحمله من إرث ثقافي ومعرفي، وإن كان الخلط بين العلمي والسياسي لا تُخطئه العين لكنه ليس على النحو الذي كان في الماضي؛ فلقد كان من جراء الحروب والصراعات بين الشرق والغرب: استعادة الغرب ثقته بنفسه، والتفاته إلى أهمية العلوم والمعارف في حسم الصراع مع الآخر، كما أن الثقافة العربية والإسلامية كانت بالنسبة للغربيين حلقة مهمة من حلقات التطور لا يمكن إهمالها وتركها إذا أراد الغرب النهوض والتقدم. (انظر: د. محمد فاروق النبهان: الاستشراق تعريفه، مدارسه، آثاره، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الرباط، 2012م، ص 8 وما بعدها، بتصرف)

رينولد نيكلسون ومدرسة الاستشراق الإنجليزية:

ينتمي المستشرق رينولد ألين نيكلسون إلى مدرسة الاستشراق الإنجليزية التي تُعَد من أسبق مدارس الاستشراق ظهورا وأكثرها تأثيرا في المدارس الأوربية الأخرى، لِما قدَّمته من دراسات وإسهامات رائدة في هذا الباب؛ فقد بدأ تاريخ الاستشراق الإنجليزي في القرن الثاني عشر على يد أبرز الرواد وهو العالم الإنجليزي (أدلارد) الذي رحل إلى إسبانيا وسورية وأتقن اللغة العربية، وقام بنقل عدد من الكتب العربية إلى اللاتينية في الفلك والرياضيات، وفي القرن السابع عشر طرأ تحول مهم وجوهري في منهج المستشرقين أو المستعربين؛ فبدلا من السفر والرحلة إلى البلدان العربية والإسلامية لطلب العلوم والمعارف وتعلُّم اللغة العربية شرع الإنجليز في دراسة اللغة العربية وآدابها في جامعاتهم، وأخذ المستشرقون يجمعون المعاجم ومؤلفات النحو العربي وينشرون المخطوطات العربية في الغرب قبل طباعتها في الشرق، وقد استَحْدَثت جامعتا أكسفورد وكمبردج منصب الأستاذية للغة العربية، وهو ما جعل إنجلترا تتبوأ الصدارة في هذا المضمار؛ حيث التحق الطلاب من إنجلترا وسائر البلدان الأوربية بهذا القسم الذي تخرَّج فيه فيما بعد عشرات المستشرقين.

 

وقد مهد لهذا التحول عدد من المستشرقين من أمثال (وليم بدول) الذي لُقِّب بأبي الدراسات العربية؛ وقد قام بتأليف عدد من المقالات يشرح فيها أهمية اللغة العربية، وصنَّف معجما عربيا في سبعة مجلدات، كما كتب عددا من الدراسات في القرآن الكريم، ومن الأساتذة الأوائل (إدموند كاستل) وكان يقوم بالتدريس في جامعة كمبردج وحاز شهرة واسعة بتأليفه معجم اللغات السامية، الذي قضى قرابة عشرين عاما في تأليفه ونال انتشارا واسعا في أوربا كلها، وكان له تأثير كبير على مناهج المستشرقين في البحث والتقصي، ويعد (إدوارد بكوك) أبرز الرواد في هذا الميدان، وهو أول من أدخل اللغة العربية ودرَّسها في جامعة أكسفورد، وتَلْمَذ على يديه عدد من كبار المستشرقين من أمثال وليم بدول، وكان (بكوك) يحظى بمكانة كبيرة بين المستشرقين، وبسببه أقبل طلاب العلم على جامعة أكسفورد من مختلف البلدان الأوربية، ومن مؤلفاته: نموذج من تاريخ العرب، بالإضافة إلى سلسلة مستفيضة في التاريخ والعلوم والأدب والدين، وقد ظل لفترات طويلة أحد أهم مصادر المستشرقين المعتمدة والموثوقة، وفي القرن الثامن عشر أضحى في كل من جامعتي أكسفورد وكمبردج كرسيان لأستاذية اللغة العربية، فبرزت أسماء عديدة لعل من أهمها: (سيمون أوكلي) و (جورج سيل) و (وليم جونز) و(بور كهارت)، ومن خلال هؤلاء أتيح للقارئ الغربي الوقوف على الثقافة العربية والإسلامية بصورة دقيقة، كما حظي الأدب العربي باهتمام كبير لدى معظم أدباء إنجلترا وأوروبا؛ فتُرجمت ألف ليلة وليلة إلى اللغات الغربية، كما ترجمت غيرها من الأعمال المهمة التي ألهمت الأدباء الغرب ولفتت أنظارهم إلى ما في الأدب العربي من كنوز. (انظر في هذه القضية بالتفصيل: تطور الاستشراق الإنجليزي: ليعقوب فرام منصور، والبحث منشور بصيغة pdf، مكتبة نور)  

وُلد المستشرق الإنجليزي ريموند نيكلسون عام 1868 م، وحين اتجه لدراسة اللغتين العربية والفارسية وآدابهما كان أمامه إرث كبير من الدراسات التي سبقته عن الثقافة والحضارة العربية والإسلامية، لذلك لم يجد صعوبة تُذكر ولا ندرة في المراجع التي تُعينه وتأخذ بيده ليصبح واحدا من أبرز الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية خاصة التصوف الإسلامي؛ حيث يأتي في المرتبة التالية للمستشرق الفرنسي الكبير ماسينيون، وقد التحق نيكلسون بجامعة أبردين ثم كلية الثالوث في جامعة كمبردج، وبدأ بدراسة الآداب الكلاسيكية، ودرس اللغتين الفارسية والعربية وصار زميلا في كلية الثالوث بكمبردج، ثم انتقل إلى كلية الجامعة في لندن أستاذا للغة الفارسية عام 1901م، ليعود بعدها بعام واحد إلى جامعة كمبردج مدرسا للغة الفارسية، وفي عام 1926م خَلَفَ إدوارد ج براون على كرسي توماس أدمز للغة العربية، وتقاعد في عام 1933م وترك العمل في كمبردج عام 1940 وتوفي عام 1945م، ويدور معظم إنتاجه حول التصوف الإسلامي وتاريخ الأدب العربي. (انظر: د. عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين، ص 593)

وإذا كان اهتمام الباحث – أي باحث – بدراسة موضوع من الموضوعات يَرجع إلى طبيعته وتفضيلاته واختياراته الشخصية، فإننا نظن أن اهتمام نيكلسون وغيره من المستشرقين بالتصوف الإسلامي بشكل خاص، ربما يرجع إلى تأثير التصوف الكبير في مسار الفكر العربي والإسلامي؛ إذ لا يُمكن الإحاطةُ والإلمامُ بالثقافة العربية والإسلامية دون دراسة هذا المُكَوِّن المهم والجوهري، ولِما يُمثِّله التصوفُ من أرضية مشتركة يمكن أن يلتقي عليها الناس جميعا؛ حيث يسود التصوفَ روحُ التسامح والاعتدال والتفاهم المتبادل بين الفرقاء جميعا، وهذه مسألة جديرة بالمناقشة والدراسة حقا؛ فالتصوفُ كما يقول أربابُه يقوم على صفاء النفس وسموها، والتحرر من ربقة الاستعباد المادي، وعدم اشتغال القلب بمعاملة الناس والحكم عليهم وعلى أعمالهم، وترك كل حظ للنفس، أو كما يقول الإمام القشيري: الصوفي كالأرض يُطرَح عليها كلُّ قبيح ولا يَخرج منها إلا كلُّ مليح، وهو كالأرض يطؤها البرُّ والفاجر، وكالسحاب يُظِلّ كلَّ شيء، وكالمطر يَسقي كلَّ شيء، وهو يشير بذلك إلى مبدأ التسامح والإيثار في التصوف؛ حيث لا يُفرِّق الصوفيُّ في معاملته بين الناس على أساس من الدين أو العنصر أو اللون، وإذا كان الأمر كذلك فإنه من المنطقي إذن أن يُغري التصوفُ المستشرقين بالبحث والدراسة وصولا إلى أرضية مشتركة بين الشرق والغرب. (انظر: التصوف الثورة الروحية في الإسلام، مؤسسة هنداوي)

ومما يُرجِّح هذا التفسيرَ وهذا الفرضَ اهتمام نيكلسون الكبير والمبالغ فيه بشخصية جلال الدين الرومي، وتحقيقه لديوانه الشهير (مثنوي) ونشره له مع ترجمة وافية وشرح موسع في ثمانية مجلدات كبيرة، وتعد هذه الطبعة من أفضل الطبعات وأوفاها، إذ اعتمد عليها محققو وشُرَّاح ديوان مثنوي المتعاقبون، وجلال الدين الرومي شاعر كبير عرف بنزعته الإنسانية وبحثه عن القواسم المشتركة بين البشر على اختلاف دياناتهم وأعراقهم، وقد تركت أشعاره تأثيرا كبيرا وأحدثت صدى واسعا في أرجاء الدنيا كافة، حتى أنه وفق استطلاع للرأي بين المشاهير والمثقفين في الولايات المتحدة الأمريكية كان الشاعر الأكثر شهرة وشعبية وقبولا.

وقد استغرق التصوفُ ودراسة أهم أعلامه جُلَّ حياة نيكلسون حتى أصبح بحق من أهم دارسيه الأثبات والأعلام، وقد أمَدَّ المكتبة العربية بعدد كبير من الدراسات المهمة في هذا الباب، إضافة إلى مقالاته المتفرقة في الصحف والمجلات عن التصوف الإسلامي، ومن تلك المقالات: فكرة الشخصية في التصوف، وأسرار الذات لمحمد إقبال، والصوفية في الإسلام، وبحث تاريخي في نشأة التصوف وتطوره، وسيرة عمر بن الفارض وابن عربي، وكانت لنيكلسون قدرة فائقة على ترجمة الشعر الفارسي والعربي إلى الإنجليزية لجمال أسلوبه وشعريته.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: