ببليوجرافيا الورع

ببليوجرافيا الورع

بقلم: د. منير لطفي

طبيب وكاتب

….

لو استقرأنا المؤلفات المنفصلة التي كتبت عن الورع، لما جاوزت العشرين إلا قليلا، وأشهرها – رغم صغره- كتاب الإمام ابن أبي الدنيا الذي استوفاه من تسعة جوانب، نقل فيها ولم يعلق أو يعقب، بل اكتفى بدور الراوية، فتناول الورع في النظر والسمع والشم واللسان، وفي البطن والفرج والبطش والمسعى، وكذلك في البيع والشراء، وبلغت مرويات الكتاب مجتمعة مائتين وواحدة وثلاثين مروية.

وابن أبي الدنيا، لقب ملأ الدنيا وشغل الناس حتى غطت شهرته على اسمه الذي هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي؛ محدث تتلمذ على يد إمام الحديث وصاحب الصحيح الإمام البخاري رحمه الله، كما تتلمذ على يد إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وبصفة المربي عمل مؤدبا لغَيْر وَاحِدٍ مِنْ أَولاَد الخُلَفَاء العباسيين.

ولد رحمه الله ببغداد في مطلع القرن الثالث الهجري(٢٠٨ه‍)، وتوفي عام ٢٨١ه‍، ورغم أنه ليس ممن ضربوا أكباد الإبل وارتحلوا شرقا وغربا في طلب العلم، إلا أن له من الشيوخ ما يزيد على التسعين، ومن المؤلفات جبل يقارب المائتين. وعن مكانته بين الأعلام، فقد وصفه أهل العلم الثقات بأنه “ورع زاهد عالم بالأخبار والمرويات”..وحينما يكتب الورع(بكسر الراء) عن الورع (بفتح الراء) فلن تجد مكانا لكتابته سوى شغاف القلب وحنايا الروح.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: