مئة عام على ميلاد العلامة محمد رجب البيومي “١”

مئة عام على ميلاد العلامة محمد رجب البيومي "١"

الكاتب الكبير بهجت العبيدي

في مثل هذا العام قبل قرن بالتمام والكمال كانت قرية الكفر الجديد إحدى قرى مركز المنزلة بمحافظة الدقهلية – والقريبة من مسقط رأسي لسا الجمالية –  على موعد مع ميلاد طفل سيكون له شأن كبير، هذا الشأن ينبع من فرادته في كل ما تناوله من عمل، فهذا الوليد سيصبح أحد أهم رجالات الثقافة المصرية والعربية والإسلامية، هذا الوليد الذي سيتحصل على عقلين في جسد واحد: أحدهما عقل تركيبي وذلك لما يملكه من موهبة أدبية شهد لها الراسخون في هذا المجال، وعقلية تفكيكية حينما ينظر بعين الأكاديمي المحلل والمؤرخ المدقق.

مولده ودراسته

الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي، (1923 – 2011)، هو اديب كاتب وشاعر مصري. رئيس تحرير مجلة الأزهر السابق، عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة سابقاً، والأستاذ المتفرغ بقسم الآداب والنقد بجامعة الأزهر. ولد عام 1923 في الكفر الجديد التابعة لمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية بمصر. نال عالمية الأزهر 1949، ودبلوم معهد التربية 1950، والماجستير 1965، والدكتوراه في الأدب والنقد 1967. توفي يوم السبت 2 ربيع الأول 1432 هـ الموافق 5 فبراير 2011م ودفن عصراً في قريته الكفر الجديد مركز المنزلة محافظة الدقهلية.

أصدقاؤه

تعرف قيمة الإنسان ومكانته بهذه الحلقة من الشخصيات التي ينتظم فيها وتدور حوله ويدور حولها وإذا تأملنا هذه الحلقة التي كان ينتظم فيها أديبنا الفذ ومؤرخنا الكبير وناقدنا المتميز وشاعرنا الموهوب محمد رجب البيومي فإننا دون كثير عناء يمكننا أن ندرك قيمة الرجل ومكانته في كل تلك المجالات التي برع فيها وفي تلك الحقول المعرفية التي بزغ نجمه متألقا بها فالرجل كان صديقا شخصيا لأحمد حسن الزيات والإمام عبد الحليم محمود والشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد سيد طنطاوي وهو تلميذ محمد فريد وجدي ومحب الدين الخطيب. وهؤلاء الأعلام هم من هم في المكانة الأدبية والاجتماعية والثقافية والفقهية، فمن منا لا يعرف أحمد حسن الزيات باشا وهو من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي، ومؤسس مجلة الرسالة. واختير عضوا في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1962 م في مصر، وهذا غيض من فيض، وأما مشايخ الأزهر الأفذاذ الشيخ شلتوت والإمام الأكبر عبد الحليم محمود وكذلك الإمام محمد سيد طنطاوي فحدث عنهم جميعا ولا حرج، لقد كان أديبنا واحدا من هؤلاء الأفذاذ ربطته بهم وشائج وعلاقات زمالة وصداقة وعلم، وإن كان الشخص يعرف بمن هم نظائر له فإن قيمته ومكانته يتحصل عليها بهؤلاء الذين تتلمذ على أيديهم، وحينما نتعرف على نماذج من الأساتذة الذين تتلمذ عليهم عالمنا الكبير فإن الدهشة تتوارى ويحل محلها الإعجاب الشديد وإن الانبهار يتلاشى ويحل محله التقدير المناسب، فلو ألقينا نظرة على أحد أساتذته الأعلام فإننا نتوقف عند محمد فريد وجدي (1878 – 1954) كاتب إسلامي مصري الجنسية من أصول شركسية ولد في مدينة الإسكندرية بمصر سنة 1878م / 1295 هـ وتوفى بالقاهرة سنة 1954م / 1373 هـ. عمل على تحرير مجلة الأزهر لبضع وعشر سنوات، له العديد من المؤلفات ذات طابع ديني ووثائقي ومن أهم كتبه كتاب كنز العلوم واللغة

وكتاب دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجري والعشرين الميلادي وتقع في عشرة مجلدات، له كتاب مهم بعنوان صفوة العرفان في تفسير القرآن أعيد طبعه عدة مرات، وله كتاب رائع في السيرة اسمه السيرة المحمدية تحت ضوء العلم والفلسفة، وله كتاب في شرح مبادئ الإسلام ورد الشبهات عنه اسمه الإسلام دين عام خالد. ونكتفي هنا، نظرا لضيق المساحة المخصصة لهذا المقال عن العلامة محمد رجب البيومي،  بالاستشهاد بأستاذ آخر وهو محب الدين الخطيب (1886 – 30 ديسمبر 1969م)، أديب وكاتب وصحفي ومحقق وناشر وداعية إسلامي سوري، من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة، صاحب المكتبة السلفية ومطبعتها بمصر، أصدر جريدة القبلة الناطقة باسم حكومة مملكة الحجاز بطلب من الحسين بن علي ملك الحجاز، غادر دمشق عام 1920م، عندما دخلها الفرنسيون وانتقل إلى مصر، واستقرّ في القاهرة، حيث عمل في تحرير جريدة الأهرام، وأصدر مجلة الزهراء، ثمّ أسس جريدة الفتح، ثمّ تولّى تحرير مجلة الأزهر، كان مدافعا عن قضايا العروبة والإسلام، وساهم من خلال المكتبة السلفية ومطبعتها بإصدار الكتب والنشرات وتحقيق كتب التراث الإسلامي…..  “يتيع”

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: