لا تقل عبري بل قل يهودي

عبد الله جمعة

 

إن الكثيرين منا وبحاثنا يستعملون كلمة “عبري” بمعنى “يهودي” وهذا في الحقيقة من إفك اليهود , فهذه الكلمة أطلقت في الألف الثانية قبل الميلاد على طائفة من القبائل العربية في شمال جزيرة العرب وفي بادية الشام وكانت العبرية بمعنى “لغة هؤلاء العرب العبريين” وهي لغة أهل فلسطين الكنعانيين ولغة القبائل في طور سيناء وفي شرق الأردن ومنهم العمالقة والمديانيون وغيرهم من القبائل العربية البدوية حتى صارت كلمة “عبري” مرادفة لابن الصحراء أو البادية , وبهذا المعنى وردت كلمة “الإبري” و “الهبيري” و “الخبيرو” و “العبيرو” في الكتابة المسمارية الفرعونية ولم يكن لليهود وجود في ذلك الحين , ولما وجد اليهود وانتسبوا إلى موسى كانوا هم أنفسهم يقولون عن العبرية أنها لغة “كنعان” ولما ظهر اليهود وجد حاخاموهم وهم كتبة التوراة أن أحسن طريقة لربط تاريخهم بتاريخ العرب في القدم أن يجعلوا كلمة عبري مرتبطة باليهود وبذلك يتم إرجاع تاريخهم وأصلهم وأصلهم وتاريخ لغتهم إلى العبرانيين الذين لا يمتون إليهم بأية صلة وبذلك اعتبروا تاريخهم في فلسطين واحدا ومتصلا ومرتبطا منذ أقدم العصور بالشعب اليهودي .

لقد أسقط اليهود بهذا المصطلح التراث العبري العربي الفسلسطيني وقاموا بالسطو عليه ونسبوه لأنفسهم حين أقنعونا جميعا أن كلمة “عبري” ترادف “اليهودي” فطبخوا الطبخة وأكلناها جميعا وربطنا التراث العبري بقوم لا تاريخ لهم ولا أصل .

إنهم يدسون مفاهيم مغلوطة علينا ونحن نرددها دون وعي أو بحث تاريخي فنساعدهم على إيجاد جذور تاريخية مشتركة معنا .

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: