مراد حسين يكتب نعمة الأمن في الأوطان

مراد حسين يكتب نعمة الأمن في الأوطان

مراد حسين

 

الأمن  نعمة عظيمة بل يكاد يكون من أعظم النعم لأن مقتضاه الأمن النفسى والطمأنينة والسكينة التي يستشعرها الإنسان ،فيزول عنه هاجس الخوف ،ويحس بالرضا والسعادة ،والشعور بالأمن غاية في الأهمية ،ومن ثم فقد جعله الله عز وجل نعمة جليلة يتفضل بها على بعض خلقه ،وجعل فقد هذا الأمن نقمة  ينتقم بها من بعض خلقه العاصيين  ،ولكن “الأمن ” ضروريًا للحياة ،قرنة الله بالطعام والأموال والأولاد في أكثر من موضوع ،بل قدمه عليها في مثل قوله تعالى “ولنبلونكم بشئٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين “سورة البقرة (١٥٥)

والأمن كنز ثمين ،فيه تحفظ الأنفس وتصان الأعراض والأموال ،وتأمن السبل وتقام الحدود ، والأمن نعمة من الله بها على عباده فبدونها لا يهنأ عيش ولا يتحقق استقرار أو تنمية ولا يكون هناك ازدهار ،فقد يتحمل الإنسان الفقر والجوع والعطش ولكنه لا يمكن أن يعيش في غياب الأمن ،ولذلك جاءت دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام للبلد الحرام قائلاً “رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات ”

فقدم نعمة الأمن على نعمة الطعام والشراب لعظمها وخطر زوالها

وقد أخرج الترمذىِ في سننه :عن سلمة  بن عبيد الله محصن الخطمى عن أبيه -وكانت له صحبة -قال :الرسول  صلى الله عليه وسلم “من أصبح منكم آمنًا في سربه ،معافى في جسده ، عنده قوت يومه ،

فكأنما حيزت له الدنيا ”

ولا يعتمد الأمن على الحماية العسكرية للبلاد ، بل تنوعت مفاهيم الأمن لتشمل جميع جوانب الحياة البشرية ،بحيث أن هناك العديد من أنواع الأمن التي تسعى الدولة لتوفيرها لأبنائها من أجل ضمان الأستمرارية للإنتاج والتقدم والتطور  في الدولة ، إن ضمان الأمن والأمان يعود بفوائد   كبيرة

على الدولة من جميع جوانبها وكذلك للمواطن الذى يعيش هناك ،مما يجعلها واجهة للسفر من جميع أنحاء البلاد،حيث لن يذهب الناس في البلدان التي يسيطر عليها الخوف والحروب وانعدام الأمن إن من ينظر في أوضاع بعض الدول من حولنا يعرف حقاً ماتعنيه هذه النعمة من قيمة عظيمة ،فكم من بلاد  حولنا يعيش أهلها الخوف والذعر والقلق والأضطراب فلا يأمنون على أرواحهم ولا على أموالهم ولا على منازلهم ولا يتمتعون بحياة بل أن بعضهم ينتظر الموت يأتيه في كل لحظة ،وهناك من يستيقظ على أصوات الطائرات والمدافع والصواريخ ،إن الحياة بدون أمن وآمان قاسية مرة ،بل شديدة المرارة ،لايمكن أن تطاق ،ولقد امتن الله على قريش قبل بعثة  النبى صلى الله عليه وسلم بأن هيأ لهم الأمن وامتن عليهم به وخاصة بعد حادثة الفيل ،حيث نصر الله قريشاً على أبرهة الحبشي وأصحابه ولكن لا بيد قريش :لأنهم كانوا يعبدون الأصنام .وإنما بنصر من عنده تعالى لا يد لقريش فيه قال الله تعالى “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ، ألم يجعل كيدهم في تضليل (٢) وأرسل عليهم طيراً أبابيل (٣)ترميهم بحجارة من سجيل (٤)فجعلهم كعصف مأكول (٥) سورة الفيل

ومن نعيم أهل  الجنة في  الجنة أمن المكان لا خوف ولا فزع ولا تحول قال الله تعالى “ادخلوها بسلام آمنين ” الحجر (٤٦)

وقال سبحانه “وهم في  الغرفات آمنون ” سورة  سبأ (١٣٧) وقال جلا وعلا “إن المتقين في مقام أمين ” الدخان  (٥١)

وكان من دعا النبى صلى الله عليه وسلم “اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ” رواه أحمد ،وأبو داود ،وابن ماجه ومن هناك ،فالأمن في الإسلام مقصد عظيم شرع له من الأحكام ما يكفله ويحفظه  تضافرت النصوص القطعية على وجوب المحافظة على الضروريات الخمس ، وهى الدين ، والنفس ، والعقل ، والعرض ، والمال  فالأمن صمام  أمان أي مجتمع ضد الأخطار ، من لزوميات   تأمين مصالح المجتمع الظروف الأقتصادية والأجتماعية وتحقيق الأهداف والغايات العليا للمواطنين.والوطن .

إن مكاناً  بلا أمان حتى إن كان ذو جنان وأرفة  هو كصحراء قاحلة لايستطيع الإنسان الأستقرار فيه فمع الخوف وعدم الأحساس بالأستقرار والأستمرار تضيع لذة أي شيء ولا نشعر بها والأمن والأمان مطلب أساسى لوجود الدول فلا استقرار ولا استمرار للحياة دون الأمن والأمان فأى دولة لن تستطيع التقدم مادامت تفتقد للأمن الداخلى أو الخارجي والأمن  والأمان مصطلحان مختلفان فالأمن يمثل الأجراءات المتبعة أو التي يتم تنفيذها حتى يمكن التخلص من أى مخاطر مهددة للإستقرار بينما الأمان هو الإحساس الناتج عن تطبيق تلك الإجراءات

اللهم احفظ مصرنا من كل سوء ومكروه وأدم علينا الأمن والأمان والأستقرار ، وجنبنا جميعًا كل ما يؤدى إلى تباعد القلوب وتباغضها ،اللهم اجمع كلمتنا على الحق واجعلنا صفاً واحداً على كل من أراد الشر لبلادنا يا أرحم الراحمين .

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: