نهر سراب

نهر سراب

محمد ناجي

 

دُنيا قد أسرَفَ باطِلُها

تُردي الإنسانَ غوائلُها

والناسُ بِكَدٍّ متَّصِلٍ

ناءتْ بالهَمِّ كواهِلُها

كلٌّ قد كُدِّرَ مِن غُصَصٍ

ساءتْ-واللهِ-مَنازِلُها

تَعِسَتْ فنَوائبُها كُثُــرٌ

أيٌّ-باللهِ-نُنازِلُها؟؟!!

نَحيا لا غَروَ علىٰ أمَلٍ

ولَكَـمْ قد خُيِّـبَ آمِلُها

هَرِمَ الفِتيانُ بساحَتِها

والشيخُ يَوَدُّ يُزايـــلُها

نَبكي لفِــــراقِ أحبَّتِنا

لكأنَّ الضاحكَ راحِلُها

والعاقلُ فيها ذو نَكَدٍ

والمُنعَـمُ فيها تَنـابِلُها

هيَ وَهْمٌ تلكَ حقيقتُها

لِمَ لا والمــوتُ دلائلُها؟!

وسَرابٌ يَحسَبُهُ الظامي

مـــــاءً ما يُروَىٰ ناهِــلُها

تَقســـو وكأنَّ لها دَيْنًا

إذ نحنُ عليهِ نُماطِلُها

بِرَحاها ناءتْ لا عَجَبٌ

وكـذلكَ كــــانَ أوائلُها

نحتاجُ اللهَ ورحمتَــهُ

شُدَّتْ للدُّنيا سَلاسِلُها

فارفَع كَفَّيكَ فرحمتُهُ

أبــدًا لا يُــردَدُ سائلُها

هيَ سُنَّةُ ربِّكَ لا بَــدَلٌ

وكَذَا الأيــــامُ يُداوِلُها

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: