الدرويش..!

الدرويش..!

إبراهيم حسان

 

غريبٌ كخطو الأنبياءِ على الثرى

 

كنجم بعيدٍ ليس تعرفه القُرى

 

كموجٍ حزين لم ير الحلمَ شاطئا

 

كعمرٍ مضى في الوهم طيفا وما درى

 

ولم تعرفِ الأحزانُ مثلي شاعرا

 

به نطفةُ الصلصال تحلم بالذرا

 

يسيرُ كما الدرويش ليس يرونه

 

وعن  قلبه نورُ البصيرةِ  أخبرا

 

وما  هذه الدنيا على كفِّه سوى

 

رغيفٍ بلا  شيءٍ  فيلقاه سُكَّرا

 

وأزهد في ما في يد الناس قانعا

 

ومَن يترك اللذاتِ  زاد  تحرُّرا

 

أنا ذلك الصوفي تنكره المنى

 

وبالمثل ما دون التساميَ أنكرا

 

على جلده ثوبٌ تراه ممزقا

 

ولم   يتخذْ   إلا  القناعةَ  مظهرا

 

يصلي بكوخ الصمت كم يشتهي التُّقى

 

وإن  نادتِ الأنوارُ للصوتِ قد جرى

 

يغالب خيل النفسِ كي لا تقوده

 

يسبِّحُ جه الله ما خانه الكرى

 

إذا عرقٌ قد سال من وجهه ترى

 

ربيعا فيهدي الأرضَ مسكا وعنبرا

 

إذا يصمت الكون الكبير تخوُّفا

 

مشى يملأ الدنيا وبالسحر أشعرا

 

يلامس وجه الغيم يهمي بكوثر

 

ويخطو على الصحرا فتصبح أخضرا

 

نحيفا يُرى رثَّ العيونِ وإنما

 

إذا  قال حرفا فمُ ذا  الكون كبَّرا

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: