مرآة قيس

شعر: علي أحمد

دعني أقلب في المرآة رؤياها

أنا الذى إن بكت ليلاه واساها

 

وكيف أترك دمع العين يغرقها

والدمع يطفئ وردا في محياها

 

تلك المليحة لا تقوى على ألم

ولا أطيق وداعا بعد لقياها

 

كم حطم العشق جدرانا وأقبية

وآنس الليل في الصحراء مولاها

 

ما زال قيس على عهد الوفاء ولم

يرَ التخلِّيَ عن ليلى ومرآها

 

فراح ينشد في البيداء أغنية

ويسأل الظبي عن ليلى ومأواها

 

روى إلى جبل التوباد قصته

فأطرق الصخر إجلالا لفحواها

 

يا أيها الصخر بلغ قصتي بشرا

فقد سئمت قلوبا عاش أقساها

 

ماذا جنيت لألقى منهمُ عنتا؟!

وما الجريمة أني الآن أهواها؟!

 

رُميت بالمس لما رحت أطلبها

حتى تعود إلى عيني عيناها

 

وكم تعجب من عشقي ومن ولهي

بها.. الأقارب  حين الليل واراها

 

فرحت أسرد شيئا من محاسنها

كيما يكف عن التضليل أعداها

 

إن كان في الحسن لا خود تماثلها

وفي الجلال فمن يرقاه إلاها

 

كالشمس تسطع لاغيمٌ يجنِّبها

ولا النجوم تضاهي حسن مجراها

 

كالبدر حين يجوب الليل في ألقً

أوكالنسائم  بالأزهار نجواها

 

كالبحر لما شعاع البدر قبله

فعانقت سفن الأحلام مرساها

 

هذي الأميرة كيف الناس تجهلها ؟

وكيف يُجهَل في الألفاظ معناها؟

 

كم ادعي حبها من قبل شرذمة

لكن قيسا غدا في العشق أوَّاها

 

لولاه ما عرف الأعراب منزلة

ولا تسود في الصحراء أوعاها

 

ظلت بقلب الفتى روحا وملهمة

ولو تنادي بنبض القلب لبَّاها

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: