فوقَ المسافات

جمال أبو أسامة

ثارَ اليــــــراعُ فخطَّ الثـــأرَ والغضَبَا

وثلّةُ العارِ أمســــوا للوغَـــــى حَطَبَا

وألبسَ الليلُ ثوبَ الذلِ جندَهُـــــــمُ

ومَن يناصِرُهُم من نكســـةٍ شَــــرِبا

مَن يشتري النصرَ بالدولارِ منهـــــزمٌ

وصاحبُ الأرضِ رايَ النصرِ قد نصبَا

يعلِّمُ الجيلَ بعدَ الجيـــــلِ أنَّ لهـــــم

حقًّا سيُرجِعُهُ مَن صـــــالَ مَن غلَبَـــا

مَن كان رأسًـــــا..لهُ من بأسِـــهِ سَنَـدٌ

ولم يكن لحظةً في جولةٍ ذَنَبَــــــــــا

يذودُ لا يرتجي من ناصـــــرٍ مَــــددًا

ولا على خـــــاذلٍ أو كائـــــــدٍ عَتَبـَـا

وقلبُـــــهُ القلبُ بالإيمـــــــانِ مُتَّقِـــدٌ

وساعدٌ طاولَ الجـــــوزاءَ والشُهُبَـــا

فـــوقَ المسافاتِ كم تسعَى بهِ قَدَمٌ

فليس يدركــــهُ في الساحِ مَن طَلَبا

أكفُّهُ بالــــذي من عُـــــــــــدةٍ ملَكَت

اللهُ أكبرُ..تُلقي في العِــــدَا الرَّهَــبَــا

فليس يُدركُ مِن أيِّ الجهـــــاتِ أتت

قذائفُ الموتِ أو مَن رتلَهم ضَرَبَـــــا

تَمنَّووا الموتَ..صــــارَ الموتُ أمنـيةً

فرَّوا فلم يجدوا في وُجْهَةٍ هَرَبـَـــــا

فذلكم ما قضَى ربي فأهلَكهــــــــــم

على يدٍ نفَّذت بالحـــــرفِ ما كتبَــــا