ثمانون

ثمانون

شعر الأستاذ الدكتور محمد فايد هيكل

 

ثمانون عاما في الأماني قطعتها

وأين مصيري؟! لست بالغيب أعلم

إذا شاء لي ربي النجاة فإنني

سعيد؛وإلا فالشقاء المحتم

………

بلوت طريقا قيل:”سرها  وإن تكن

جهولا بماتفضي إليه وتختم”

فسرت مطيعا رغم أنفي وعدتي

جزاف من الأحلام،  والغر يحلم

بنيت القصور الشاهقات تخيلا

وحولي وحوش البيد والأفق مظلم

أصارع هذا ثم هذا،كأنني

علي لهم ثأر ولم يشفه الدم

فحينا يواتيني الصراع بضربة

تعلمني ماليس في الأمن يعلم

وحينا يواتيني بضربة قاصم

تظل لها نفسي تئن وتألم

وحينا يلين الأفق حتى أظنني

أملك من أمري الزمام وأحكم

وماهي إلا برهة ثم فجأة

تفور حوالي البراكين ترجم

فأذرع آفاق السماء بنظرة

إلى الله فهو الآمر المتحكم

لعل غزيرا من مكامن بأسه

إذا مست الشر المباغت يحجم

وأسأله النعماء والعون والهدى

فمن مثله يعطي الجزيل وينعم؟!

فأحمد من ربي أفاويق فضله

ومن غير ربي بي أحن وأرحم؟!

……

وتسألني نفسي وعادة سؤلها

ملام؛وقد تهدي السبيل وتلهم

:”قطعت طريق العمر؟!ماذا وجدته؟!

أليس طريقا بالتجارب يزحم؟!

فقلت_وها تيك الثمانون شاهد_

:”أراني طفلا بادئا يتعلم

فمن هتمت أسنانه من مشيبه

غرير كطفل في الرضاعة يفطم”

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: