سيف الفخار
سيف الفخار
شعر : د. أحمد جاد ـ مصر
مَا كُلُّ مَنْ ذَرَفَ الْدُّمُوعَ بِصَادِقٍ
مَا بَالُنَا بِمُتَاجِرٍ بِرُفَاتِيْ؟!
يَقْتَاتُ مِنْ لَحْمِي وَيَزْعُمُ أَنَّهُ
مِنْ كُلِّ غَدْرٍ حَافِظٌ لِحَيَاتِي!
لَا يَبْتَغِي غَيْرَ اقْتِنَاصَ فَرِيسَةٍ
وَالْنَّيلِ مِنْ ضَعْفِي وَمِنْ أَنَّاتِي
تَبًّا لِغَدْرِ عُرُوْبَةٍ لَا تَسْتَحِي
لَا تَبْتَغِي فِي النَّاسِ غَيرَ مَمَاتِي؟!
أَتَظُنُّ أَنِّي أَسْتَبِيحُ قَضِيَّتِي
أَوْ أَكْتَفِي مِنْ مُجْرِمٍ بِفُتَاتِ؟!
فَبِحَقِّ فُرْقَانٍ جَعَلْتُ وَآيَةٍ
وَتَلَاحُمِ الْآسَادِ فِيْ الْسَّاحَاتِ
سَأَعُودُ رَغْمَ تَآمُرٍ وَتَخَاذُلٍ
مِنْ كُلِّ فَجٍّ جَامِعًا لِشَتَاتِي
لِأُتَبِّرَ الْوَهْمَ الَّذِي صَنَعُوا لَنَا
مَا كَانَ جَلْبُ النَّصْـرِ بِالْكَلِمَاتِ
لَا أَنْحَنِي رَغْمَ اجْتِمَاعِ خِيَانَةٍ
كَالطَّودِ مُنْتَصِبٌ لِدَحْرِ عِدَاتِي!
مُتَدَثِّراً بِكَتَائِبِي وَعَقِيدَتِي
لِلْعِزِّ مَاضٍ لَا تَلِينُ قَنَاتِي
جَيشُ الْكِلَابِ وَإِنْ عَتَى مُتَشَـرْذِمٌ
مِنْ عَثْرَةٍ يَهْوِي إِلَىْ عَثَرَاتِ
أَرْسِلْ كِلَابَكَ وَاخْتَبِئْ مِنْ خَلْفِهَا
لَا فُزْتَ رَغْمَ الْحِرْصِ بِالإِفْلَاتِ
لَا عُجْبَ فِي سَوقِ الْكِلَابِ لِمِثْلِهَا
وَدِمَاؤُهَا مِنْ أَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ!
” وَأَنَا وَإِنْ نَبَحَ الْكِلَابُ لَصَامِدٌ
لَاْ تَنْثَنِي رَغْمَ الْكِلَابِ قَنَاتِي
يَا وَيحَ غَزَّةَ نِعْمَ غَرْسٌ لَمْ يَزَلْ
يَبْغِيْ الْسَّمَاءَ بِعِزَّةٍ وَثَبَاتِ
إِنْ يُظْهِرِ الْأَعْرَابِ كُلَّ خِيَانَةٍ
لَمْ تَنْأَ عَنْ ذِكْرٍ لَهَا كَلِمَاتِيْ
إِنْ يُغْمِضِ الْأَعْرَابُ عَنْكِ عُيُونَهَمْ
لَا شَيءَ يُغْرِي الْأُسْدَ بِالْإِنْصَاتِ
تَسْتَنْزِعُ النَّصْـرَ الْمُبِينَ بِسَيفِهَا
شَتَّانَ بَينَ مُرَابِطٍ وَمَوَاتِ!
إِنَّ الْأُسُودَ وَإِنْ تَقَاصَرَ قَولُهَا
بِفِعَالِهَا تَسْمُو عَلَى الْكَلِمَاتِ
مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الرُّكَامِ سَيَرْتَقِي
مَنْ يَحْفَظُ الْمِيثَاقَ وَالرَّايَاتِ
لَا صَوتَ يَعْلُو فَوقَ صَوتِ بِطُولَةٍ
عُلْوُيّةِ التَّكْوِينِ وَالْإنْبَاتِ
نَصْـرُ الدِّمَاءِ عَلَى السُّيُوفِ حَقِيقَةٌ
وَدِمَاءُ غَزَّةَ شَاهِدُ الْكَلِمَاتِ!
اخْفِضْ سِلَاحَكَ لَا فَنَاءَ لِأُمَّةٍ
بِدِمِائِهَا تُرْدِي جُيُوشَ الْلَّاتِ
وَعْدُ الْإِلَهِ وَلَيسَ يُخْلِفُ وَعْدَهُ
فَأَنَا الْقِيَامَةُ ذَاتَ يَومٍ آتِ