أذان إلى الآذان
أذان إلى الآذان

حاتم عبدالحكيم عبدالحميد يكتب :
أحب أن أوضح عزيزاتي وأعزائي عنواننا ( أذان إلى الآذان ) ، حيث : أذان : نداء للصلاة ، ونقصد هنا : نداء . وآذان : جمع أُذْن.
” حُلْوة يا لغتنا ، ولكن نحتاج ممن يُدرِّسها أن يخرج ما بجعبته – بداخله – ، ولكن ” كلُّ إناءٍ ينضح بما فيه “، وما فيه يجب أن يكون بما يليق بنا – نحن الخلف – حتى لا نستمر في شطب مجهود السلف ؛ على المختص في وضع المناهج أن يتأمل أننا فقط نشطب ؛ نمسح ، ونشطف ؛ نتباعد .. فلنتعقل فهويتنا ؛ هي .. هو .. أنت “.
الموضوع ليس عن اللغة والهوية بوجه الخصوص ، بل ومضات موجزة في موضوعات مختلفة ، وبدايتها – أعلاه – ، حيث أن الإنسان له تصورات ذهنية وآراء فكرية وفقًا لثقافته ومعلوماته.
لست النموذج التطبيقي لهذا الإنسان ، ولكن أحاول أن أمارس إنسانيتي ، فليتسع صبرك أخي وأختي بمرونة .. فيما قل ودل : ” خذ من الله الطريقة ، وطَبَّقْ أنت ؛ لتصل إلى الطريق “.
قد تُهمش – تُهمل – العبارة الموجزة – التي أمامك – ، ولكن الجوهرة قد تستحوذها إن أخذت طريقة تكوين العبارة في أن تشبع نفسك بجواب موضوعات أخرى ، قد ترهق تفكيرك كثيرًا لتجد حلاً يُلهم قناعاتك ، أو جواب مؤقت تبدأ به البحث ، أو قاعدة تعتمد على تحليلها كإطار حتى لا تطير ! .. ولنأخذ مثالاً لنوضح مقصدنا .. من أقوال ( بليز باسكال ) :
” للقلب أسبابه التي لا يدري بها المنطق ” ؛ فلتجعل تعودك في أن تختار الحكمة – وما ذات صلة بها – في موضعها لا التعميم ، ولتتعود أيضًا ألّا تأخذ الكلام إلا بعد ( شوية تفكير ).
رائع – بحسب ما أعتقد – أن تضع قاعدة جامعة لمجال ما أو موضوع ، ثم تسير على همسات نوره وتترك مساحة لتستقبل المزيد ، حيث إن تمايلت ؛ تذكرت .
فمثالي في ذلك – ضمن ممارستي الإنسانية الخاصة – :
– ” كل معتقد له فلسفته وأتباعه.. قرّرْ خطأ غيرك بأدلة نقلية تؤمن بها أنت ؛ على أساس عقلي يؤمن به الجميع ” .
– ومثال أعجبني كثيرًا :
” خير لك أن تقضي وقتك بالسعي لإدخال نفسك الجنة على السعي في إثبات أن غيرك سيدخل النار “(علي شريعتي )
الأروع أن يكون لديك ثقة في مكنونات – خفايا – وعمق في نظرتك لما قد يجعل الإنسان يتخبط في سراب – وهم – ويظن نفسه على رأي سارب – واضح – بالقضية : مثالي في ذلك :
( أختم بممارستي الإنسانية هذه هنا )
” لو كان كل فريق سياسي يظن أن رأيه هو الدين ؛ فدينك وضعي .. لا تُلوَّث مسامعنا بصراخك الضال “.
عليّ وعليك ألّا نبدأ فقط ، بل نستمر في ممارسة إنسانيتنا ؛ لهذا ( أذان إلى الآذان ) .