يا قَلبُ إِن طَرقَت
شعر
تامر جاويش
( ولِى فُؤادٌ تَرَى المَاءَ الزُّلالَ بهِ )
مَن يا تُرَى فِى رِياضِ القَلبِ تسكُنُهُ؟
مَن تلكَ تَعدُو علَى الشَّطَّينِ لَاهِيَةً ؟!
فالنَّهرُ يَجرِي زكَا بالعِطرِ سَوسَنُهُ
من تلكَ تُبحِرُ بينَ المَوجِ هائِمةً ؟!
فالمَاءُ يَجرِي وقَد خَفَّت سَفَائِنُهُ
والنَّسمُ يَسرِى رقيقَ الهَمسِ مُنتَشيًا
والوردُ ترنُو إلىَ الأزهَارِ أعيُنُهُ
والسُّحبُ ترسِلُ للأغصَانِ قُبلَتَهَا
والغصنُ يُسفِرُ كي تبدُو مَفاتِنُهُ
والقَلبُ يعزِفُ لَحنًا للهَوَى طَرَبًا
والسِّرُّ فِى مُهجَتِي لاحَت مَكَامِنُهُ
مَن يَا تُرَى تِلكَ إنَّ القلبَ فى شَغَفٍ
يَهفُو إليهَا وقد شَفَّت بواطِنُهُ
مَتَى تَجِىءُ إلىَ الشُّريَانِ مُلهِمَتِى
تصُبُّ فيهِ الهَوَى صَبًّا وتَفتِنُهُ ؟!
كَم للهوَى كَم دَعَت للحِبِّ خافِقَةٌ
علَّ التِى قَد دعَاهَا القَلبُ تفطِنُهُ
يَا قَلبُِ إن طَرَقَت بِالحُبِّ طارقةٌ
وقَد أتَت فِى رِدَاءِ الشَّوقِ تُحسِنُهُ
فَافتَح لهَا فِى صَمِيمِ الرُّوحِ مَعبَرَهَا
تأوِى لِوكرٍ مِنَ الأنوَارِ مَوطِنُهُ
واسكُب لنَا فِى كُؤُوسِ الحُبِّ لذَّتَهُ
واسقِ الحَبِيبَ بمَا أُخفِى وأُعلِنُهُ
حَتمًا سَيَأوِى إلَى اللذَّاتِ مِن وَلهٍ
حَتمًا سيُدمِنُنِى عِشقًا وأُدمِنُهُ