يا ساكن الأعماق
شعر

صــالح ســعيد الــهنيدي – السعودية
مــن أيــنَ أبــدأُ يــا حبيبَ فُؤادي
وقَــصــيدَتي مَــخنوقةُ الإنــشادِ؟!
مــن أيــن أبــدأُ والــمشاعرُ أُلهبت
وتــحــرَّقت بــحــرارةِ الإيــقــادِ؟!
مــن أيــن أبدأُ والحروفُ تزاحمت
لــكــنَّها تــهــفُو إلـــى إجــهادِي؟!
تــعبت قــوايَ أطاردُ الحرفَ الذي
يُــزجي خُطاي إلى الرَّسولِ الهادي
فــحثثتُ قــافلة الــمشاعر والمُنى
والــشوقُ خــلف ركــابهنَّ الــحادي
وصــرختُ : رفــقًا بــالقوارير التي
مــيّــلتَهنَّ عــلــى حــروفِ الــضادِ
يــا ســاكنَ الأعــماقِ مــن أكــبادِنا
شــرُفــت بــأُنسكَ أعــمقُ الأكــبادِ
مــا زلــتَ تــزرعُ فــي ربا أرواحِنا
شــجــرَ الــيــقينِ ونــبتةَ الإســعادِ
مــا زلــتَ تــنتزعُ الــظَّلامَ فتمَّحي
آثــــارُه وتــزيــلُ وجـــهَ ســـوادِ
يــا ســاكنَ الأعماقِ فاضت عَبرتي
أســفًــا لــفــرقةِ أمـــةِ الأمــجــادِ
كــنًّا ســيوفًا فــي الوغى ونشيدُنا
“اللهُ أكــبــرُ ” مـــن فَـــمِ الآســادِ
مـــا بــالُنا ضــعفت قــوانا بــعدَما
كــنَّــا نــزلــزلُ ســاحةَ الأوغــادِ؟!
مــا بــالُ أربــابِ السخافةِ أيقظوا
فــتنَ الــعَداءِ ومــوجةَ الإفــسادِ؟!
رســموكَ يــا رمــزَ الجمالِ مشوّهًا
ومــدادُهــم حــبــرٌ مـــن الأحــقادِ
رســموكَ واجــترؤوا بعينِ طباعِهم
وتــنــاولُــوكَ بــمــنــطقِ الــحُــسَّادِ
مــا زلــتَ تــكبُرُ في العيونِ مهابةً
والــحــاقــدونَ تــســفٌّهم بــرمــادِ
الــكونُ أشــرقَ مذ سكنتَ مشيمةً
وهــفــا الــزمــانُ لــساعةِ الــميلادِ
ووُلدتَ أشرفَ مولدٍ, فتسامقَ الت
تــاريــخُ يــرســمُ لــوحةَ الأمــجادِ
وتــأهَّب الــفجرُ الــجديدُ يــدكٌّ ما
عــبدَ الــطغاةُ بــبطنِ ذاكَ الــوادي
نــاديتَ فــانطلقَ الــنِّداءُ مجلجلاً
وأصــاخــتِ الــدنــيا لــخيرِ مــنادِ
شــكَّــلتَ بــالإسلام روحَ حــذيفة
وبــذرتَ نــورَ الــحقِّ فــي المقدادِ
وسكنتَ بالخُلق العظيمِ قلوبَ من
وقــفــوا لــدربِ هــداكَ بــالمرصادِ
أيــضــرٌّ هــامــتَكَ الــبــهيةَ حــاقدٌ
يــبــغي تــســلٌّقَ قــمةِ الأنــجادِ؟!
أتــصُدٌّ نــورَ الــشمسِ كفٌّ مخادعٍ
قــصُرت فــلم تــظفَر بغير سوادِ؟!
مــابــال أربـــاب الــعداء تــهافتوا
حــرقــا لــمصحف أمــة الأمــجاد
هــل أحــرقوا الــقرآن ؟ كــلا إنهم
ســكبوا يــقينا بــات فــي الأكــباد
هـــل يــحرقون قــلوبنا وعــقولنا
فــلقد تــنامت مــن كلام الهادي؟!
يــا ســاكنَ الأعماقِ وجهُ قصيدتي
خَــجِلٌ يــحاولُ أن يصوغَ ودادي
وأعــدتُ سيلَ مشاعري بخواطري
فــأبــت ومـــا وفَّــيــتُ بــالميعادِ
عــذرًا إذا عــجزَ الــبيانُ وخــانني
شِــعري وذابَ مــن الجراحِ فؤادي
مــهمَا أفــضتُ من المشاعرِ فالذي
بــين الــجوانحِ زادَ عــن إنــشادي
حــبٌّ الــرسول أجــلٌّ مــن كلماتِنا
والخَطبُ أعظمُ من حُروفِ مِدَادي