ويح الديار

ويح الديار

 

شعر: دكتور أحمد جاد ـــ مصر

 

وَيْحَ الدِّيَارِ وَمَا بِهَا مِنْ سَالِمٍ

رَامُوا النَّجَاةُ وَمَا إِلَيهِ سَبِيلُ

مِنْ بَينَ أَلْوَانِ الْخُطُوبِ يَؤُمُّنَا

خَطْبٌ عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ وَبِيلُ

فِيْ دِرْنَةَ الْأَحْزَانِ رَجْعُ مُصِيبَةٍ

بِالْلَّيلِ يَصْـرُخُ بِالضُّلُوعِ عَوِيلُ

يَسْتَزْرِعُ الْبَحْرُ الْمَوَاتَ وَفِعْلُهُ

حِمْلٌ عَلَى كَتِفِ الزَّمَانِ ثَقِيلُ

عَجَزَ الزَّمَانُ عَنِ احْتِمَالِ مُصَابِهَا

مَا لِلْخَيَالِ لَهُ بِذَاكَ قَبِيلُ

حَمَلَتْ مِنَ الْأَحْزَانِ مَا لَمْ يُحْتَمَلْ

شَأْنُ الْكِرَامِ الصَّبْرُ لَا التَّهْوِيلُ

بِالْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ جُرْحٌ غَائِرٌ

وَبِكُلِّ شِبْرٍ بِالْبِلَادِ دَلِيلُ

وَجِبَالُ أَطْلَسَ زُلْزِلَتْ أَنْحَاءُهَا

وَِدِمَاءُ أَبْنَاءِ الْأُسُودِ تَسِيلُ!

هَوَتِ الدِّيَارُ وَهُدِّمَتْ أَرْكَانُهَا

فَكَأَنَّهَا بَعْدَ الشُّمُوخِ مَهِيلُ

عَادَتْ مَبَانِيهَا الْكِرَامُ حِجَارَةً

هَوَتِ الدِّيَارُ إِذِ الْجِبَالُ تَمِيلُ

مَادَتْ فَمَالَ الشَّـرْقُ نَحْوَ الْمَغْرِبِ

سَكَبَ الْفُرَاتُ دُمُوعَهُ وَالنِّيلُ

هَبَّتْ لِنَجْدَتِهَا الْعُرُوبَةُ فَاحْتَوَتْ

وَالْمَرْءُ مِنْ غَيرِ الْإِخَاءِ ضَئِيلُ

سَتَعُودُ تَضْحَكُ لِلْحَيَاةِ بِلَادُنَا

وَيَعُودَ يُثْمِرُ بِالْمُرُوجِ نَخِيلُ

رَغْمَ الْبَلايَا الْحَالِكَاتِ بِأَرْضِنَا

مَا زَالَ يَبْعَثُ نُورَهُ الْقِنْدِيلُ

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: