ومضات .. في ديوان في نصرة الرسول

إبراهيم حسان
مقدمة.
• طبيعة التجربة الشعرية.
• اللغة.
وحدة الموضوع
الاقتباس
• التناص.
• الموسيقا.
♦ ♦ ♦
الشعرُ وميضٌ الروح ، يشترك في غراسه وقطافه
الشاعرُ والناقدُ ، فعلى أيدي النُّقاد والدارسين تتألق
جُذوةُ الشعر، وتتضح خوافيه، وتُكشفُ طلاسمُ كانت
مكنونةً ويُستنتجُ منه ما لم يقله الشاعرأو يترجم من
بين السطور مما استتتر وتوارى عن القارئ، فإذا
كانت كلمات الشاعر هي الدرر الدفينة فإن الدارسَ
والناقدَ هو الذي يكتشفها ويزيل ما عليها ما قد يعتريها الغموض ويظهربريقها ويعطيها أيضا حقها الإبداعي
ويومض للشاعر ببعض النقاط المظلمة التي تحتاج قليلا من المراجعة .
وبعون الله سأتناول هذا العمل َ دراسةً أسلوبيةً تركِّز
على دراسة الظواهر اللغوية، وبيان ِ ما تؤديه من
معانٍ بلاغية، ومقاصدَ أسلوبية؛ وذلك من خلال
المستويات الصوتية، والصرفية، والمعجمية، التي
تهدف إلى إيضاح العلاقة بين اللفظة المفردة،
وتأثير ِها في الشعور النفسي للمتلقِّي،
بالوقوف على دراسة التركيب من خلال دراسة
الأساليب الإنشائية، وما يُعاونها من أساليبَ تكشف
براعةَ التركيب ودقةَ الأسلوب، ومن خلالها نُدرك
الصِّلة الوثيقة بين النظرية والتطبيق.
والشاعرة سكينة جوهر هي أحد الشواعر المعاصرات
، شاعرة ولغوية ، وردَت ترجمتها في معجم البابطين
للشعراء العرب المعاصرين، وهي عضو اتحاد كتاب
مصروعضو نادي الأدب بقصر ثقافة
المنصورة.والفائزة بعدة جوائز لها ثقلُها في الساحة الأدبية المصرية والعربية
بالإضافة إلى الشعر فهي أزهرية بنت عالم أزهري
جليل تربت على علمه وعشقه للغة العربية ، اختيرت بعضُ أعمالها لنيل درجات الأستاذية.
لذلك عندما أتناول عملا لشاعرة بتلكمو المواصفات على الدارس أن يكون حريصا ويتحسسَ الخطى في دربها الماتع الشائك
أولا : العنوان .في نصرة الرسول:
عنوان يصدر لكل من ينوي قراءةَ العملِ كاملا أنه
دفاعٌ عن جناب النبي ص وهنا نرى عنونا لافتا
برغم مباشرته إلا أنه يحمل زخما عظيما من مشاعر
الحب من الأمة الأسلامية للنبي ص. وبرغم مباشرة العنوان إلا أنني أعتقد أن الشاعرة كانت موفقةً فيه.
في نصرة الرسول ..يختزل ما قبله من محذوف جلي وهو..قصائد في نصرة الرسول ..ديوان في نصرة الرسول .. وغيره مما يختزل قبل المجرورات ..ثم التحديد القاطع مع الجار والمجرور مع وزن فُعْلَة بنصرة مع الإضافة إلى جناب النبي بأحد صفاته وهي صفة الرسولية كل هذا يوجه القارئ لديوان يحمل زخما عظيما من المفردات والأخيلة التي تدل على تمكن من الأدوات وبراعة ووعي لمدلولات اللغة العربية …
الإهداء……
الشاعرة فيه مصرةٌ على مخاطبة أمةً بأكملها في
فنراها تخاطب أمةً على اختلاف أجناسها وألوانها
وأفكارها وتوحدت فقط على حب النبي وطاعته
…ومن هذا المنطلق يتضح نجاح الشاعرة في تجسيد
التجربة وتحويلها من تجربة ذاتية إلى تجربة عامة
تعبر عن كيان واتجاه أمة في الغضب لمقام نبي خاتم.
الموضوع…..،
الديوان في مجملة يتناول موضوعا واحدا لذلك لا
يمكن أن نطلق عليه مجموعةً شعريةً بل هو ديوان بالمعنى المصطلحي. قصائده تتناول جناب النبي صلى الله عليه وسلم
وتتنوع ما بين المديح الذي يصل لدرجة الزهد والتصوف تارة والسمو في وصفه تارة أخرى
بين التوسل تارةً وبين الذود والدفاع عن مقامه تارة أخرى..لكن ثمة رابط عميق يُصدِّر لنا من عنوانه
أن معظمَ القصايد تتناول الدفاع َعن شخص النبي.
فمن خلال العناوين نلمح على سبيل المثال
لن تطفئوا شمسَه/خسئت يا راسما/ صحيفة الشر والطغيان /كابو برسمك يا حقير..
طبيعة التجرِبة الشعرية ووحدة الموضوع
عند سكينة جوهر::
إن التجربة الشعرية عند سكينة جوهر مستقاة من أحداث جسامٍ مرت بها الأمة الإسلامية وستظل تمر بها مادام الخير والشر والوجود ..
وهي تجربة صادقة عايشتها الشاعرة وعاصرتها فعصرت قلبَها عصرا فهبَّت وكتبت تجربَةً شعرية قوامها ثلاثة قصائد مقطَّعة ،
احتوت على ثلاثة رسائل لمن تعرضوا للنبي بالإساءة
الرسالة الأولى كانت عامةً لكل من أساء له
الرسالة الثانية اختصت الرسام الفرنسي كابو
الرسالةالثالثة للفنان صمويل باني
أتى الديوان بمجموع
٤٣٦…أربعمائةٍ وستةٍ وأربعين بيتا
الشكل البنائي ونوع القالب الشعري:…
منذ الوهلة الأولى نجد أنفسنا واقفين أمام شاعرة إحيائية كلاسيكية
تنتمي شاعرتنا إلى المدرسة الكلاسيكية مدرسةِ الإحياء والبعث التي ظهرت في أوائل العصر الحديث
على يد محمود سامي البارودي ربِّ السيف والقلم
أعقبه أحمدُ شوقي الأميرُ ثم حافظ إبراهيم .
فلم تحد الشاعرة في ديوانها عن الكلاسيكية في البناء العمودي والقافية الواحدة قيد أُنمُلة
فالالتزام بالتفعيلات للبحور الخليل وهما بحران البسيط والكامل
ووحدة الموضوع التزمت به لدرجة كبيرة فكل القصائد تتمحور حول الدفاع عن الرسول. كل اليحور جاءت تامةً غيرَ مجزوءةٍ فالشاعرة دون أن تشعر وجدت نفسها تحتاج لبحر تام كامل يستوعب الثورة العارمة التي تجول في خوالجها وتحتاج أن تخرجها للعالم .ومجزوء النغم لا يتناسب مع كل هذا.
أما عن القوافي فاختارت القوافي الدالية المضمومة و الرائية المكسورة ..
فهل ترى الشاعرة قد وفقت في حركة القافية الدالية؟..
الحكم المباشر على ذلك سيأتي بلا قطعا ..فالضم يناسب الغزل والحديث عن الفخر للأوطان والوصف للطبيعة وغيرها مما يحتاجه للعواطف السعيدة..
ويقول قائل متفحص لولا أن جاءت بها مطلقةً للألفِ!
مثال:
حسدا..رشدا..اللحدا…. فالنصب كما نعرفه من خلال علم الكلام واللغة يطلق عمود الهواء الخارج من الحنجرة عبر الأحبال الصوتية مع تطريز الحروف عبر صعود وهبوط وعلو وانخفاض الهواء الخارج من الفم يحدث انفجارا هوائيا مع نبرة عالية للصوت تحدث تأثيرا انفعاليا قويا ..حتى لو أتت بها مكسورةً للدلالة على الحزن القابع وكسرة القلب لمدى الحزن..
ولكن هنا نجد غرابةً في تفكير الوزن والقافية مع الشاعرة حينما تأتي بدالية مضمومة.!
لنتعمق أكثر في على الأصوات للدال المضمومة لعلنا نجد ما يوافق عمق النفس الشاعرة لأن ما سبق هو المعتاد من التفاسير النقدية الأسلوبية ..
الدال هو التصاق اللسان مع نهاية الحلق الملاصق للأسنان الأمامية من خلفها مع شد اللسان بقوة من الخلف وارتفاع الوسط منه مع الضغط بقوة على اللثة نلاحظ القوة المفرطة للحرف قبل النطق وكأنه قنبلة تنتظر الانفجار مع علو اللسان وهي الرفعة ..مع الضغط الشديد المتحسب لصوت قوي سيتم اطلاقه.!
أما من حيث الضم فنلاحظ احتشاد الفم كله وضم مقدمة الفم والشفاين لتساعد الفم في اطلاق الدال المضمومة وعند النطق نجد حرفا قويا تم احتباسه خلف الأسنان ثم ينطلق بقوة للعالم كاندفاع بركان هائج يطرزه صوت حنجري في نفس اللحظة يزيده فخامةً وجلالا يتفق مع مقام نبي مرسل غضبت الشاعرة له لتحرك أمتَها للدفاع عن خاتم الأنبياء..
لم يأت بذلك إلا شاعرة بالسليقة قد جمعت عبر مسيرتها الأدبية الطويلة معظم جماليات التفرد..
وينطبق هذا مع القصيدة الثانية الراء المكسورة قبلها ألف ..فالألف هنا الاستعداد للنطق والارتفاع ثم الكسر المفاجئ فمن الارتفاع في النطق للانخفاض السريع نجد التحذير
يعقبه الإصرار على الدفاع والتصدي مع شيء من الحزن والغضب اللذين يشوبان الشعور.!
العاطفة والجو النفسي للنص
العاطفة لدى سكينة جوهر
الكلمات التي استخدمتها على طول النصوص بذكاء وحرص لتخدم قضيتها الكبرى.
نجد عبر الديوان ألفاظ الغضب والثأر والنضال والخث والسخرية والجدال ..
صحيفة الشر والطغيان هل علموا
مَن روَّجوا لرسوم الشر ما وُعِدوا
ولكن ..ترى هل نجحت الشاعرة في إرسال دفاعها للعالم الغربي؟! رغم كل ما قدمته في ديوان للنصرة من العيار الثقيل.!
نعود للغة التي أسلفناها في معناها الجوهري وهي الوسيلة التي من خلالها يتواصل البشر عبر مفردات وتراكيب..
هنا اللغة مختلفة فمن اعتدى على جناب النبي ليس عربيا ولا بلسان الضاد. نعم نتفق كونها استطلعت حث الأمة المسلمة الدفاع عن المصطفى ولكن لهذه اللحظة التي أكتب فيها الدراسة لم تصل للمخاطب المباشر وهو الغرب… لعل هذا الجانب الذي يفطن له الناقد مع ضرورة ترجمة هذا العمل الشعري الملحمي للسان الآخر ولغة العالم الغربي لتصل الرسالة مباشرة واضحة ولعل دراسةً قادمة بهذه اللغات تتناوله .
ونعتبر هذا العمل بدايةً لعمل من الترجمات آخر يكمل الهدف والقضية العظيمة فاكتمال الرسالة بكمال المخاطلة بلسان ولغة المخاطب …..
اللغة عند سكينة جوهر……..
اللغة هي الوسيلة الأولى لعملية التواصل مع الآخرين، غير أنها تتعدَّى وظيفتَها
الاجتماعيةَ المحدودةَ هذه، فتشكِّل الأساسَ في عملية
بناء القصيدة؛ إذ تُمثلُ الطريقَ الموصلةَ بين المبدع والمتلقِّي،
فتؤدي بذلك
وظيفةً . أخرى، تتمثَّل في إيجاد روابطَ انفعالية بينهما، فتتَجاوز بذلك لغةَ َ التقرير إلى لغةِ التعبير،
سكينة جوهر في الألفاظ والتراكيب متشبثة بالرصانة
متجذرة في الجزالة اللفظية للغة العربية وليس هذا
غريبا لمعلمة اللغة العربية الأزهرية ابنةِ الأزهري
رحمه الله فنلاحظ المفردات (مكث من المكوث / فظا
من الفظاظة والغلظة/ سمَدو السائر للفعل سمَد وهو السائر في الظلام و المصر على السير حتى لو كان خطأ / اللَّددُ من الفعل لدَّ أي خاصم ففجر وخرج عن الحدود الأخلاقية
لذلك لم أر الشاعرة في الديوان قد استخدمت الغريب من الألفاظ أو الشاذَ من المفردات والموحشَ من
التواكيب كأنها ترسل لنا رسالة أنها في حضرة مَن نزل عليه القرآن بلسان عربيٍّ مبين.. فالإبانةُ هنا
واجبة في حضرة النبي أيضا لتفهم رسالتَها الأمةُُ الإسلاميةُ كلُّها وكلُّ من يستطيع قراءةَ الضاد.
فجاءت معبرةً عن حالة الغليان التي تنتاب الأمةَ الإسلامية وقتما يتعرض جنابُ النبي لأي أذىً
جاءت المقاطع فيها سهلة طيعة معجمها الشعري معظمه من المعجم الديني فهي في حضرة نبي الإسلام
فنلاحظ ( الإسلام/ رسول/المسد/ الله/ملائكة/لعنة/الشيطان/الهُدى/مقرَّنين/سرابيلا:الصراط/سقرا/اليحموم/ تبت يداك/ لا خلاق لكم)
احتوت على أسماء الخلفاء الراشدين وكبار الشخصيات التي أثرت في الإسلام وكأنها من بين السطور تظهر أن لهذه الأمة نبي وترك خلفه خلفا
عظيما كان بالغَ الأثر في الدنيا كانوا نافعين مشيدين لم يتركوا نفع الدين والدنيا للجلوس على الطرقات يسبون ويستهزئون .. كعمر وعلى وعثمان وأبي بكر وبلال
وتسعى الشاعرة في بعض قصائدها إلى لغةٍ شفافة تعتمد على الوضوح والواقعيَّة؛ فهي لغة تكاد تكون خاصة بالشاعرة
، لغة تنطلق من الواقع ومن وعي الشاعرة بأدواتها
الفنيَّة، فالنظر في التجربة الشعوريَّة وفَهم الحالة
الذهنية لقصيدةٍ ما يتطلَّب القدرة على الانغماس في
العالم النفسي للشاعرة واستحضار حالتها النفسية من
خلال كتابتها لهذه القصائد ، وفَهمُ الحالة الذهنية تَعني القدرة على استعادة الجوِّ الشعوري ومُعايَشتِه من
جديد، ولا يتم ذلك إلا إذا استطاع الناقد أن يُمعِن النظر في الظروف والوقائع التي أدَّت إلى ولادة القصيدة،
وبدون ذلك قد تُنزع القصيدة عن سياقها النفسيِّ وتَبقى تراكمًا لغويًّا وشكلاً دون معنى، وتفقد الحسَّ الشعري؛
الأخيلة والصور الشعرية :..
اتفقنا منذ البداية على أن أستاذَتنا تنتمي للكلاسيكية
وعند الكلاسيكيين لا يهتموا كثيرا بخلق الصورة الجديدة ولكنها تدور في مضمار التشبيهات والأخيلة
التقليدية المعهودة في الشعر العربي ولكن:’عند سكينة جوهر التي تصنع من من المعتاد كلَّ مدهش وفريد
نحدها في خضم الغضب تباشر وفي لحظات التجلي تحلق فمثلا
غابوا عن الحق والشيطان مد لهم
حبل المنى فتمادى فيهمُ المسدُ
مد لهم حبل المنى تشبيه بليغ في دلالته على مدى الإغواء والإغراء ليتمادوا في الظلم
كانوا مصابيح تمحو ليل جهلهمو
استعارة مكنية ترسم لما مشهدا عبقريا
حيث شبه المسلمون بالمصابيح فحذف المشبه وأتى بالمشبه به
أسد ولكنهم ما روعوا امرأة
الاستدراك هنا ينبي عن مدى فطنة الشاعرة وإدراكها
لمعاني الضراوة والفتك والافتراس للأسد
فهي أخذت من الأسود القوة والبأس والهيبة
واستدركتْ بعدم ظلمهم ولا طغيانهم ولا تفريطهم في المروءة ومعاني الرجولة
ولله درها عندما تحلق في
آياتُ حق سرت في العالمين وعى
عظيمَ أنبائها الرهبانُ إذ رصدوا
الموسيقا …
تغريك الشاعرة منذ أول وهلة بموسيقا لقصيدة على نغم البسيط حيث الموسيقا الخارجية
جاءت القصيدةُ الأولى التي جزَّأتها الشاعرة
على بحر البسيط..
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن وهي داليةٌ مضمومة
والثانية والثالثة على بحر الكامل
وبحر البسيط كما تعلمون أساتذتي بحرٌ مُركب مختلَطٌ من تفعيلتين تأتيان بالتناوب .. وهو نغمٌ هائجٌ بتفعيلتيه اللتين تعقب موجته أختها في صراع الأمواج وتلاطمها تماما كما تتلاطم مشاعر الغضب والحزن في صدر الشاعرة وقلبها المتأزم على طول خط النار في الديوان كله
وما تحدثة التفعيلة الرابعة من جرْس موسيقي في (فعِلن).. كأنها تطرق بعد ما قبلها على أذن السامع حتى لا يغفل عن القضية الخطيرة التي تبذل جهدها في إيصالها للأمة.. خبط بصوابعك فعلن
فقد جزأت الشاعرةُ القصيدة التي تحمل ١٧٩بيتا مائةً وتسعة وسبعين بيتا إلى عشرة مقاطع
أما من حيث الموسيقا الداخلية فشاعرتنا بارعة في التصريع وهو اتفاق شطري البيت الأول في الحرف
مما يصنع جرْسا موسيقيا منذ أول وهلة للمتلقي..
كما جاء في مطلع القصيدة الأولى ففي قصيدة لن تطفئوا شمسَه تقول:
يامن على ديننا الإسلامِ قد حقدوا
ملتم عن الحق( بل أعماكمُ الحسدُ)
ونجد التضادَ والمقابلةَ وقربَ المخارج يساعد القارئَ على الاستمتاع والاندماج في النص
فتبدأ بالنداء لكل من تجرا على الإساءة واصفة إياه بالحقد بأن الهجوم على نبي الإسلام هو هجوم على الدين بأكمله وكل من يعتنق هذا الذين:
وتنتصر له كما انتصر له الله عز وجل فتستخدم تكنيك الفلاش باك أو العودة للتاريخ في هذا البيت:
كسرى هوى عرشه والفرس نارهمُ
باتت رمادا به كهانهم خمدوا
والتصريع في مفتتح القصيدة يدل على وعيها بالشعر وعُمقِ التحربة لديها .
ومن أشكال الموسيقا الداخلية في النص:
الجناس الناقص في حقد..حسد/الأعداد والعدد)
التضاد في أشعل وأخمد / النور والظلام/رشدوا وجحدوا)
والمقابلة في(
فينا الهُداةُ هَدَينا في الدنا أمما
لكنْ ببغي لكم كم أمة فسدوا
وأيضا في:
مقدرا عاش فيهم مرسلا بشرا
ملايكيٌّ ولكن ضمه الجسدُ
إن الشعراء في الإسلام باختلاف مشاربهم وأفكارهم وأطروحاتهم وتطلُّعاتهم أجمعوا على شيء واحد هو
حب النبي ومدحُه والذودُ عنه وقد بدا حبلا مشتركًا بين الشعراء والأدباء، والشعر العربي حافلٌ بقصائدَ
عديدة حفلَت أبياتها الشعرية في حب النبي ومدحه وذكر مآثره وأثره في هداية العالمين
وتختار سكينة جوهر من اللغة وإيحاءاتِها ، وتُولِّدُ منها ما تستطيع على التوليد، من زوايا متفردةٍ
تدهشهم وتعيش إحساساتٍ جماليةً ً لا تنتهي،
وحجارة هذا البناء الموضوعيِّ هي الألفاظ، إلا أن الألفاظ َ
في الشعر تومئ إلى ما وراء المعاني، فتُضيف إليها أبعادًا جديدة، وبذاك تتجدد وتحيا، وبغير ذلك تذبل وتموت؛
إذ نجد ألفاظها تقدِّم صورا إنسانية ولوحات فنية مدهشة في براعة لتكوين مشهد ٍ جليٍّ للقارئ
لتؤثر بقوة على وجدان العقل الجمعي والنتيجة ُ تحفيزُه على أن يغارَ أكثر على النبي ص