نَبات المَسَرَّة
نَبات المَسَرَّة

ثائر كمال نظمي
أَيَشقى فقيرٌ بينَ تِلكَ المَناجِمِ ؟؟!
وتُجمَعُ أحقادٌ لِقتلِ مُسالِمِ ؟!
إذا قدَّروا بالحِلمِ سِعرَ وِدادِكُم
فَمِقدارُ صبري الآنَ غَيرُ مُلائمِ
ذكرتُم لقُطَّاعِ الطريقِ كُنوزَكَم
وجئتم بهم كي يحكموا في تقاسُمِ
فإن قُسِّمَت تلكَ الكُنوزُ فَحظُّكُم
كحظِّ الأسارى عندَ فرزِ الغنائمِ
أتُهدونَ للصياد سَهماً وَمَقتَلاً؟
فهل تُبرئُ الموجوعَ صرخةُ نادمِ؟
تُنادونَ رِفقاً يا فلانُ وَرحمةً
وسَيِّدُ هذا الوغدِ ليسَ براحِمِ
فلو كانَ حُرَّاً لاستراحَ وسرَّكُم
ولكنَّ عبدَ العبدِ أتعسُ خادِمِ
وقد قال : ما أحلى نزيفَ قلوبِكُم !
فما خفقُها إلا رنين الدراهمِ
حَمَلتُم إلى فوقِ البروجِ خُصومَكم
تريدونَ منهم حظوةً عندَ ظالمِ
فقالوا ضجرنا من بُروزِ عظامِكم
وإنَّا تَعِبنا من صعود السلالِمِ
أفي الأرضِ أطغى مِن كذوبٍ مُصدَّقٍ
مُخاصِمُهُ المحكومُ قَبلَ التحاكُمِ؟!
أغاريدكم عندَ المُحَكَّمِ ضَجةٌ
تُعكِّرُ جوَّ الأُنسِ قُربَ النواعِمِ
فلا يُعجِبُ العربيدَ خمرُ تصوُّفٍ
ولا يُطرِبُ الطاغوتَ صوتُ مُقاوِمِ
تكاثُرُكُم ـ إن لم يزد نَشَواتِهم ـ
تَكاثُرُ هَمٍّ قاتِلٍ مُتراكِمِ
أيحسَبُ مَن لا يتقي اللهَ أنَّهُ
سيربحُ حظي بافتراءِ المظالمِ
فإنِّي أعدتُ اليومَ داري وجنتي
بأرفعِ قانونٍ وأسمى المحاكمِ
وَرَبَّيتُ في الأيامِ عزماً وفكرةً
ومِن بَعدِ عُقمٍ بُشِّرا بالتوائمِ
لماذا يُقيمُ المرءُ بينَ عِصابةٍ
تُضحِّي بمظلومٍ لِإرضاءِ غاشِمِ؟!
وقد سارَ نهرٌ عَبرَ عَينيكِ والهوى
إلى مُهجةٍ تشكو جَفاءَ الغمائمِ
لعلي أرى في وجنتيكِ وخاطِري
نباتَ وِصالٍ بيننا وتراحُمِ
وما دامَ يكفي الزرعَ ينبوعُ أرضِنا
فإنَّ حُضورَ الغيمِ ليسَ بلازمِ