ناقة صالح
صفوت محمد السيد
وصفهم الله بإسم ثمود وهو بئر موجود بين أرض الحجاز والشام وبعد ان أهلك الله قوم عاد بالريح العاتية عمرت قوم ثمود بلادهم واتخذوا من الجبال بيوتا مجوفة بالنحت وقد أوسع الله عليهم بكثرة المال وتمكنوا من الارض وطغوا وخالفوا أمر الله تعالى وعبدوا الاصنام
أختار الله من بينهم رسولا نبى فصيح اللسان جميل الوجه يدعى صالحاً
أوحى الله تعالى له ان يدعو قوم ثمود الى توحيد الله ومنعهم عن عبادة الاصنام
ذهب صالح الى قوم ثمود يوم عيدهم مجتمعين مع ملكهم امام أصنامهم لعبادتها وتوجه إلى الملك قائلا إنى جئتكم رسولاً من عند رب العالمين أدعوكم إلى التوحيد وترك عبادة الاصنام …رد عليه الملك قائلا ياصالح إن قوم ثمود لا ترضى بمثلك رسولا إليهم ….قال صالح إن الله يختص برسالته من يشاء….
ووصفه قومه بأنه كذاب أشر…
كرر صالح دعوته إليهم مراراً وتكراراً بوحى من الله لمدة ستين سنه حتى نفروا منه وتأمروا عليه ….وهموا إليه لقتله والتخلص منه ففر منهم صالح إلى مغارة بإحدى الجبال وأعتكف بها يتوارى من القوم لمدة اربعين سنه….
حتى أوحى الله تعالى له مرة اخرى أن يذهب الى قوم ثمود ويدعوهم إلى عبادة الله وترك عبادة الاصنام …
فذهب صالح الى القوم وهم مجتمعون يوم عيدهم وبينهم الملك وأرباب دولته …فنادهم صالح قائلا …ياقوم إعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
فقال له الملك أولست الذى كنت فينا بالأمس وقد غبت عنا أربعين سنه…
إن كنت حقا نبيا… فإننا لا نؤمن بك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة التى امامنا ناقه …قال لهم صالح هذا هين على ربى انه على كل شئ قدير…وبدأ قوم ثمود بزيادة الطلبات التعجيزيه فى. وصف شكل الناقه….فقال بعضهم تكون الوانها احمر واصفر واسود وابيض…وقال البعض الأخر يكون طولها مائة ذراع وعرضها مثل ذلك ويكون لها فصيل يتبعها بنفس صفاتها …وقال أخرون أن تكون من الذهب والفضة والمرجان ويكون لبنها أحلى من العسل…. إذا شرب منه اى مريض يشفى ولا فقير إلا تستغنى… كما إنهم اشترطوا عليه… لا ترعى هذه الناقه من مراعيهم ويكون شربها للماء فى يوم ومواشيهم وأغنامهم فى يوم اخر…. وهكذا فإن كل فرد من قومه يشترط عليه ان تخرج الناقه من الصخرة بالشكل والحجم الذى يريده فإذا اخرجتها بهذا الشكل والوصف سوف نؤمن بك وبرسالتك…ولكن الملك لقوم ثمود حسم امرهم وقال ياصالح …تخرج لنا من هذه الصخرة ناقه ذات لحم وعظم وجلد وشعر ويكون لها سنام ويكون لها فصيل بنفس صفاتها يتبعها فإذا اخرجتها بهذه الصفة آمنا بك وبرسالتك …فقال ياصالح… ياقوم اشترطتم على شرائط كثيره وانا اشترط عليكم أن لا يركبها أحد ولا يرميها أحد بحجر ولا سهم ولا يمنعها احد هى وفصيلها من شرب الماء….
فلما وافق قوم ثمود عل شروط صالح وأخذ عليهم العهود …
رفع يديه الى السماء ودعا الله تعالى ثم تقدم إلى الصخرة يضرب عليها بقضيب كان معه …فإهتزت الصخرة ثم خرجت منها ناقه على نفس الصفه التى ارادوها وفصيلها يتبعها وهى تنادى لا إله إلا الله صالح رسول الله…
فلما رآى قوم ثمود والملك الناقه تخرج من الصخرة هى وفصيلها قام الملك وقبل رأس صالح وقال أشهد ان لا إله الله صالح رسول الله وأمن مع الملك جماعة كثيرة من قومه …ثم سارت الناقه وفصيلها تمشى الى الجبال والأودية ترعى حتى اذا أمسى المساء دخلت المدينة تمر على بيوت قوم ثمود تعطى لبنها لهم فكان القوم ينتظرونها بالاوانى….فإذا اكتفى الجميع تذهب عند بيت صالح تقيم بجانبه هى وفصيلها واستمرت على هذا الحال فترة من الزمن…
وكانت الناقه هى وفصيلها تشرب يوميا كميه كبيره من الماء اثرت على شرب المياه لبعض قوم ثمود…وبدأ الضيق يظهر على عدد من رهط وجبابرة القوم فعقدوا العزم على عقر الناقه…قال تعالى (وكان فى المدينه تسعه رهط يفسدون فى الأرض ولا يصلحون) ………فكمنوا فى مكان من الجبل فلما اقبلت الناقه وهى ترعى…هموا عليها فعقرها احدهم بالسيف ثم هرب فصيلها إلى مكان الصخرة التى خرج منها…
فلما عقروا الناقه قطعوا لحومها فلم يبقى بيت إلا ودخله من ذلك اللحم وصار الظالمين يأكلون ويضحكون….فلم أتى صالح وأخبروه بعقر الناقه فقال صالح للظالمين منهم لا حول ولا قوة الا بالله تمتعوا فى داركم ثلاثة ايام ثم يأتيكم صيحة الله لكم بالعذاب ثم الموت…قال تعالى (وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين) ….
وعندما رأى القوم الظالمين علامات العذاب قد ظهرت عليهم هموا بقتل صالح….فهرب منهم…واوحى الله تعالى إلى صالح ومن معه من المؤمنين الى الخروج والهجرة الى بلاد الشام