م ر ز و ق / ة
قصة

غادة صلاح الدين
خرج من عالمه إلى عالم أكثر اتِّسَاعًا و رحابة، تأمَّلَ تفاصيل الشارع الذي حفظه عن ظهر قلب، لفت انتباهه شيءٌ غريب و سؤال وقع في خاطره: ما باله تَحَوَّلَ لامرأة جذَّابة، تتمايل يمنة و يسرى في رشاقة ، استغفرَ الله و واستعاذَ من الشيطان الرجيم.
في زاوية المقهى وخلف هذا الفاصل ، تَعَوَّدَ أن يرى قدرات مرزوق العجيبة، مرزوق صبي المعلم، بإمكانه أن يقدم أكثر من عشرة فناجين قهوة لعشرة زبائن في وقت واحد، جميعهم شهدوا له بالبراعة في عمل القهوة ومذاقها المدهش، فرك صاحبنا عينيه وحَدَّقَ في اللاشيء، يبدو أنه مرهق لم ينل قِسْطًا من الراحة حتى تَحَوَّلَ الرجل أمامه إلى امرأة، ربما أصاَبتْهُ لعنة القهوة، كم تَحدَّثَ عنها المثقفون!، قرأ لأحدهم عن مدى تأثره بالقهوة، وآخر تحدث عما يحدث له إذا تناولها مع الشيكولاتة، وثالث تزوج من امرأة حدثته عن مذاق قهوة الصباح !
تأهب لمغادرة المقهى في هدوء تاركًا حساب القهوة على الطاولة، تناهى إليه صوت الزبائن تتحدث عن جمال القهوة ورقتها، وعن مذاق القهوة المختلف من يديها فتراجع و قرر الاقتراب؛ ليتحقق بنفسه منها فاصطدم بمرزوق وأطاح بصينية الشاي على الأرض، كذَّبت عيناه ما رأت، وراح يردد: مرزوقة …لأ مرزوق ….مرزو..ق..ه