مَـجْـمَــــعُ الشّــوْقيْـــن

مَـجْـمَــــعُ الشّــوْقيْـــن

شعــر فتــوح قهــوة

 

كَقـلـبِ الخَطَـايَـــا ، أنتَ بَـاكٍ فَـنَــــادِمُ

إذا مـا اسْتـَشَـفّـتْ بالنّـوَايَــا الكَـوَاتِـــمُ

 

وتَهْـذِي بِسِـرِّ السِّــرِّ والدمْـعُ كَـاشِــفٌ

كمَـا حَمَلَـتْ رَأْسَ العَـجُـــوزَ التّـمَـائِــمُ

 

فَـتُـنْـبِـي حَـدِيـثــاً كان بالغـيْــب قـبْلمَـا

يُـأَوّلُــــهُ  آىٌ ، وَخَـلْـــــقٌ أَعَـاجِـــــــمُ

 

تَرَى من يقيـنِ الشّـكّ ما جَـاوَزَ النّهَى

إذا أنْـكَـــرَ الغـفــــرانَ ظـانٌّ و لائِـــــمُ

 

تَـبُـوُحُ ، ولـمْ تَـنـطِـقْ تَـبَـاريــحُ آيِـسٍ

بمَـا قـرَأَتْ بيْـن الخَـفَـايَــا الطّـلاسِــــمُ

 

وتَـمشِـي على حَـرْفِ الصّـراطِ تَوَسّـلاً

وقـد سَــوّدَتْــهُ بالعُـيُــــــونِ الغَـمَـائِــمُ

 

ودُوُنَــكَ دَرْبٌ للخَــلاصِ ، مَـصيـــــرُهُ

كَـمَــالٌ أَتَـــمّ الهجـرَتيـْـنِ ، وخَـاتَــــــمُ

 

تُـنـاديـكَ أصـواتٌ كمـا الوَهْــمِ وَحْيُـهـا

وقـد فـسّـرتْهــا بالغـيـــوبِ التّـرَاجِــــمُ

 

تَـراهـا كما الـرّؤيَــا ، ولسْتَ مُهَـيّـــــأً

لكـيْ تَـسْتـظِــلَّ السّـدْرَتيْــن الخَـوَاتِـــمُ

 

فبَـدْءٌ على عَـوْدٍ ، وأخـرى بلا هُـــدَىً

تَشِيـخُ ، كَـذَا تَـرِوِي الحَكَـايَـا المَلاحِـمُ

 

وإنْ تَـسَـلِ الماضِـي ادّكَـــارَاً وسِيـــرةً

فكَـمْ نَـكَــأَتْ جُـرحـاً  لـهُ ، وَ طَـفَـــا دَمُ

 

ويَـتْبَـعُ شَــرْعَ التّـائـِهيـنَ ؛ سَقَـى لهـمْ

وقـدْ يَـمّـمَــوا وِرْدَاً ، وَمَــالَ سَقَـاهُـــمُ

 

أطاعَ احْتضَارَ الماءِ في شهْقةِ الضّحَى

ولمّــا تَـوَلّــى للظـــلالِ ، عَـصَـاهُــــــمُ

 

تَـوَضّأتَ يا ابـن الـرّؤيـتـيـنِ بـدمعِهـــا

وتصحُـو – وقُـدّتْ من جحيـمٍ – مآثـمُ

 

أكَـانَ ابْـتـداءً ، والخُطَـى محضُ فكـرةٍ

وقـد أرهقتْــهُ في الطـريــقِ الهـزائِـــمُ

 

فمَجْــدٌ كَـسِيــحٌ ، والوَصَـايَــا قـديـمــةٌ

ويَـرقَــى لهـــا عَبْــرَ الظــلالِ يُـنَــــادِمُ

 

بـأيّ نَـزِيـفٍ صامتِ الجـرحِ خَـاشِــــعٍ

يُصلـي صلاةَ العشـقِ ، والوَجْـدُ عَارِمُ

 

صَـدَاهـا مـزاميـرٌ تقـولُ: ائـتـِنـا هُـدَىً

إذا مـا اسْتـبـدّتْ بالنّـزيـفِ رَحَـاهُـــــمُ

 

وقُـمْ فاغـتَسِـلْ بالنّـورِ كَي تستـعيـدَها

على جسـدِ الأنـوَاءِ طهـراً ، سِـوَاهــمُ

 

عليها – وليس المعجزاتُ – انفلاقُـها

إذا شـكّ صَاحٍ في المحـاريـبِ سَـاهِــمُ

 

يُـرى جَسَـداً – إلّا من الوَجْـدِ – ساكنـاً

بـهِ رِعـشـةٌ للوَصــلِ تَـبْـغِـي رضاهُــمُ

 

يُمَـارِي انْفـلاتَ الوقتِ من كُوّةِ المَـدَى

ويُـقْعـِـي ، وقد شَـقّـتْ عليـه العَـظائِـمُ

 

لهـا فـتْـنـةُ المَنْفــى ، ورهبـةُ صمْتــهِ

تُمَـاهِــي لـهُ ما قـد رأى وهْـو نـائــــمُ

 

وإذ لـْم تُـرَاوغْـهــا الخَطـايَــا مَهَـابــةً

وشَـفّــتْ كمـا قِـدّيـسَــــةٍ لا تَـرَاهـــــمُ

 

وتَـرْوِي أحـاديـثَ الغـوَايــــةِ مثـلمـــا

تَـرْوِي طقــوسَ العـشــقِ نارٌ وضَارِمُ

 

وإذ أنـكَـــــرَ الشّيـطـــانُ سَجــــدةَ آدمٍ

فكيـف عَـصَـى – طوْعَاً لحَوّاءَ – آدمُ

 

و إذ نحِـتَـتْ في الخُـلـــدِ آلامَ عَـاشِـقٍ

فـرُوحِـي ومـا قَــرَأَتْ مَـرايَـــا تَـوَائِـمُ

 

فإنْ بَلغَــتْ ، أتـْبِــعْ لها سَبَبَاً ، عَسَى

على مَجْمَـعِ الشّـوَقيْـنِ تُـلقَى عَصَاهُمُ

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: