من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم

 

صفاء مصطفى علي

 

ثمة آيات كريمة، وأحاديث شريفة، تقرر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بعض منها:

أولا: آيات القرآن الكريم

هناك آيات كثيرة على أن الإسلام هو الدين عند الله لكل من في السماوات والأرض، مما يعني كثرة أتباعه.

– قال الله تعالى:”{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} .

يقول الرازي في تفسير هذه الآية:” اعْلَمْ أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ تَعْدِيدُ تَقْرِيرِ الْأَشْيَاءِ الْمَعْرُوفَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطْعًا لِعُذْرِهِمْ وَإِظْهَارًا لِعِنَادِهِمْ” .

– قال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} .

وتعد هذه الآية نتيجة منطقية للسابقة عليها كما يقول الرازي في تفسيره:” اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى أَنَّ الْإِيمَانَ بِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ شَرْعٌ شَرَعَهُ اللَّهُ وَأَوْجَبَهُ عَلَى جَمِيعِ مَنْ مَضَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ، لَزِمَ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَكُونُ طَالِبًا دِينًا غَيْرَ دِينِ اللَّهِ، فَلِهَذَا قَالَ بَعْدَهُ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ” .

– قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام} .

ودلالة الآية واضحة في أن الدين الذي أحبه الله وارتضاه لخلقه هو الإسلام” من يوم أن خلق الخلق إلى يوم الدين، ولا شك أن جميع الأنبياء والمرسلين لا يختلفون في جوهر الدين وهو الإسلام والتوحيد والعدل في كل شيء” .

فهذه الآيات وغيرها تدل دلالة واضحة على عالمية رسالة الإسلام، وما يتبع ذلك من كثرة المتبعين، مما يؤيد ما جاء في الحديث الذي معنا. كما أن الحديث “فِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ أَكْثَرِيَّةَ الْأَتْبَاعِ تُوجِبُ أَفْضَلِيَّةَ الْمَتْبُوعِ” .

ويروي مسلم عن أنَس بْنِ مَالِكٍ قال:” قَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” أَنَا أوّلُ شَفِيعٍ في الْجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نبي مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الأنْبياءِ نَبِيًّا مَا يُصَدِّقُهُ مِنْ أمَّتِهِ إلا رَجُلٌ وَاحِدٌ” .

قلت: وفي الحديث إشارة إلى سبب كثرة المتبعين للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه لم يُصدَّق نبي من قِبل من أُرسل إليهم كما صُدِّق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ثانيا: الأحاديث النبوية الصحيحة وشمائل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لقد وردت أحاديث كثيرة في ذكر شمائل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واختصاص الله له بالفضل، وهذه الشمائل ما هي تفصيل لما جاء في القرآن الكريم {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} . ومما ورد في السنة من أحاديث عن شمائل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي منها الحديث المعترض عليه من قبل نيازي عز الدين ما يلي:

  1. روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ” أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ‌فُضِّلْتُ ‌عَلَى ‌الْأَنْبِيَاءِ ‌بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ” .
  2. وروى مسلم عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ:” قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا – أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا – حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا “
  3. وروى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال:” قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ” .

هذه الأحاديث وغيرها تبين بعض ما اختص الله به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يوم القيامة وغيره، ولقد ذكر شراح الأحاديث كثيرا من شمائل المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فذكر الشافعي عددا منها فقال:” ومنها: أنه أُيدت شريعته، ونُسخت الشرائع بشريعته، وجعل كتابه – وهو القرآن -مُعجزة له، ولم تكن كتب الأنبياء معجزة لهم، وبقيت معجزته في الأمة بعد مُفارقته الدنيا – وهي القرآن- حتى يكون حجة على من جاء بعده، وضمن الله حفظه عن التبديل والتحريف؛ قال الله – تعالى-:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} . وجعلت أمته خير الأمم؛ قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: