محمد معروف يكتب : هن الرحيق
اعلم يا عزيزى
أن زوجتك ليست سقط متاع ، ولا محل ضياع، فلها أهل و ناس ، إن آلمتها و عكرت صفوها فقد آلمت معها أهلها الذين يؤرقهم أرقها، و يسعدهم سعدها، أنت لا تتعامل مع واحدة وإنما مع مجموعة من الناس تمثلهم عندك واحدة، بل مجتمع بأسره تؤذيه بإيذائك واحدة منه، هى بانية الأسرة معك التى عليها يقوم المجتمع، فلا تقوض بناء شاركتك إياه فتقوض مجتمعا بهدمك جزءا منه فافهم إن لم تعلم.
وإياك ياعزيزى تتعامل معها بغية انتصارك فى كل موقف ولو كنت خطأ، أو كانت خاطئة، ولا تجعلها معك فى مقارنة فهى أنثى لها طباع وجبلة غير طبعك وما جبلت عليه،فافهم
ثم تغافل ياعزيزى عما لا يروقك من طباع نساء تراها فيها، لا توافق رجولتك، هى طباع أودعها الله إياها كغيرها فلن تبدل خلق الله، هى الأنوثة إن لم تعلم،فكن معها على ما يروقها، فأنت لم تتزوج رجلا فافهم
وإياك تقف حائلا دون مطالبها مقتضى أنوثتها، ولا تقس مطالب الإناث على مطالب الرجال فتقبل هذا وترفض ذاك، على هذا خلقن فافهم إن لم تعلم
ثم اعلم أنك مصدر قوتها ومحل رعايتها، فلا تتخلى عنها فتموت، ولا تكسرها فتنعدم قوتها التى هى أنت، ساعتها تندم لأنك لم تكن تعلم، فافهم
يا عزيزى : دعها وبناتك يفعلن ما حلا لهن فى بيتهن، متى لم يعصين الله، ولا تعترض ولا تمتعض، وكن نسمة معهن وزيادة سعادة، لا أداة تنغيص و كدر ، فاعلم وافهم هدانى الله وإياك
ثم ياعزيزى دعك و الخشونة والغلظة والقسوة والجفاء والغشم،والمحاسبة على كل هفوة، فالنساء ضعيفات لا يتحملن صاحب خصلة من هاتيك.فاعلم وافهم
ترقق و هدهد ودلع من حولك فى بيتك فزوجتك وبناتك زهرات لا يلمسن بعنف فيذبلن، هن الرحيق و الرقة و العبير واللطف والجمال وزينات البيوت، خلقن ليسعدن ويسعدن من معهن، فاعلم وافهم
