محمد دحروج يكتب : بحار الشوك

بحار الشوك

بغــير حـقيقــةِ الإيمان يسقُـطُ في الطريق الَخــيــلْ
وتـهجُــمُ ظُـلْـمَــةٌ بالضَّـوءِ نـُبصرُ بالصَّبـاح اللـيــلْ
وتـعجــزُ كُـلُّ حـيلـتنــا ويحـصُـدُنـا الـرَّدَى والـوَيـلْ

أنـــا يـــا مـريــمـيْ نـَـــفْـــسٌ تـعيشُ بـــعـالـمِ الأشـبــاحْ
زرعـتُ الأرضَ معنى العشق والمحصُولُ طَعْمُ سِفـاحْ
ولي جَسَــدٌ بــهِ عِــلَـــلٌ وأرْقِي مُـتْــعَـبِـي الأرواحْ

مشيتُ عــلى بحــار الشَّــوْكِ والأقــدامُ دُونَ حِــذَاءْ
وجِـئْــتُ إليــــكِ بي صَخَـبٌ يـُعـانِـقُ هـدأةَ الأشيـاءْ
وأعـرفُ حَـظَّ مسـألـتي : دُمُــوعٌ في سُــكُــون الـــــمــــاءْ

أيـذكُــرُ عَـقْــلُـكِ الـواعـي حكـايـاتي بـوقـتِ غُـــرُوبْ ؟!
وكم صَـلَّــيْـتُ في أمــلٍ وحـولي ضجَّــةٌ وخُـــطُــوبْ ؟!
وأنَّ الـقُـبْــلَـــةَ الأُولى كمغفــرةٍ بـأرض ذُنـــُوبْ ؟!

حَـبَــبْـتُ الـعشـقَ مُـنـدفِــــعــًا ولـم أعـرِف خُـطَى الإِسْفَـافْ
ورُحْـــتُ أُنـاورُ الأحــلامَ بـينَ الــعجــز والإلْـحــافْ
وأرجِــعُ دائـمــًا وحــــدِي كمـا بـنُــبُــوءةِ الــعَــــرَّافْ

سـأُكْـمِـــلُ كُـلَّ هـذا الـدَّرْب كالمبعوث خلف رُؤاهْ
مصيــرُ حياتنـا قــلـــقٌ ، بـهِ غضبٌ ولفظــةُ آهْ
فخُــذ يـا مــوتُ أيـامي ، أنــا شبَــحٌ يـَجُـــرُّ خُــطَــاهْ

سأمكُـثُ هـهُـنــا وَلَـهــًا بـأمــرك أنـتِ يـا مَـــرْيــَــمْ
مضى عُـمْــرُ الهــوى كُـــفْــرًا وعِـنـدَ رِحـابكُمْ أَسْـلَــمْ
وأعــلــمُ أنــَّــهُ بـَــــدْءٌ ويــومَ خِـتَـامِهِ أَنـــْــــدَمْ

أعـيشُ بنبضكِ القاسي … كغيْثٍ وسْطَ أرض مــواتْ
كحُـلْـمٍ كُـلُّــهُ وَرْدٌ … وَيـَقْظَــتُـــهُ بـلـيــلِ فَــــلاةْ
أُحـبُّـكِ أنـتِ يـا عَــبَــقـًا … وحُـبُّـكِ خُـدعَـةٌ وشَــتَــاتْ

لقـد جـئـتُــمْ وبي أرقٌ … أرى كُـلَّ المـدَى نـُــكْـــرَا
فصارتْ نبضتي أمــلاً … ومِـلْءُ جـوانحـي شُكْـرَا
فـإِنْ سِرْنـا لنحـو الـتِّيــهِ لا تـنْسُـوا لنـا ذِكْــرَا

لمـاذا عِشْـتِ في قــلــبٍ بــهِ حَــرْبٌ وبـُركـانُ ؟!
هوَ الأوجـاعُ ضاحكـةٌ وفي الـبَسَماتِ أحــزانُ !
سأرحـلُ بغـتــةً يـومــًا … وفي ذكـراكِ إنـســانُ !

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: