محاولة

بقلم الباحث: إبراهيم أحمد أردش

فتحت صفحة WORD قمت بضبط إعداداتها، الرأس فارغة من الكلمات، لا أدري ماذا أكتب، لا بد أن أكتب فأنا مغتاظ، الكتابة وحدها تحرج هذا الكبت، تذكرت من ظلموني من نصبوا عليّ، من استغلوني، أريد أن أكتب عن السلام والتسامح مع الآخر، كعادة كتاباتي، أريد أن أواجه الكراهية بالحب، والعدوان بالود، سرحت في ذكريات الماضي، ضاعت مني الأفكار، حتى قبضت على إحداها، نعم سأكتب مسرحية عن سيدة تخطف الأطفال بغرض التسول، إنها فكرة قديمة، مستهلكة، تقليدية، لن أكتب مسرحية بالمرة، سأحاول كتابة قصة عن مزارع يعاني شح المياه في أرضه وغفير لم يجد عملًا بعدما طرد من الشونة التي يحرسها، لأن استيراد القمح الروسي والأوكراني متوقف، ثم يجتمع المزارع والغفير ويرويان المأساة التي وقعت لهما، خاصة وابنة الغفير على وش زواج، لكن أنا لا أحسن كتابة القصة القصيرة للكبار، هكذا قال لي النقاد، نعم النقاد، على ذكر النقاد، سأكتب مقالًا نقديًا عن آخر نص قرأته، لكن الكاتبة تكرهني، وأعلم أن كراهيتها لن تنقص بمجرد أن أكتب دراسة عنها، حاولت أن أعرف سر كراهيتها لي لكني لم أفلح، لم أفعل معها أي شيء يجلب الكراهية، كنت أتفاعل معها أتذكر أنني قلت لها في ندوة ما أن ما تقوله غير صحيح علميًا، في مرة قرأت رواية لها؛ فقلت أنت تحسنين كتابة القصة ولا تحسنين كتابة الرواية، كنت أمينا مخلصًا في رأيي، تقول أنني شخصية هجومية تحب الصدام وأن طيبة قلبي لا تشفع لي، حاولت العودة لصفحة الWORD أحاول الكتابة، لم تفلح أي من محاولاتي، قمت بغلقها.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: