لِكُلِّ أجَلٍ كِتَابٌ
في الرثاء
الأستاذ الدكتور محمد دياب غزاوي
نُوَدِّعُ كُلَّ آَوِنَةٍ صِحَابَا
وَنُغْلِقُ عُمْرَنَا بَابًا فَبَابَا
وَتَفْتَرِسُ الْمَنِيَّةُ لَا تُبَالِي
وَتَنْهَشُنَا وَتَرْتَقِبُ ارْتِقَابَا
كَأَنَّ الْمَوْتَ يَنْظُرُنَا جَمِيْعًا
وَلَيْسَ يَفُوْتُ مِنْ أَحَدٍ طِلَابَا
سَيَأْتِي الْكُلَّ مَنْ أَوْفَى بِشَرٍّ
وَمَنْ رَامَ التُّقَاةَ وَمَنْ أَنَابَا
كِتَابُ اللهِ قَدَّرَهُ عَلَيْنَا
وَفَرْضٌ لَازِمٌ بَلَغَ النِّصَابَا
نَعِيْشُ كَأَنَّنَا نَرْجُوْ خُلُوْدًا
وَنَنْسَى فِي الْمَقَادِيْرِ الْمَآَبَا
حَيَاةٌ كُلُّهَا لَهْوٌ وَزَيْفٌ
وَآَمَالٌ تَسَرْبَلَتِ السَّرَابَا
سَنَفْنَى وَالْحَيَاةُ غَدًا سَتَفْنَى
وَيَغْدُوْ كُلُّ مَخْلُوْقٍ تُرَابَا
وَلَكِنَّ الْفِرَاقَ يَقُضُّ نَفْسِي
فَيَنْسَكِبُ الْأَسَى فِيَّ انْسِكَابَا
وَيَسْحَقُنِي بِلَا عَطْفٍ وَيَهْوِي
وَيَجْثِمُ نَاهِشًا مَا إِنْ أَصَابَا
تَوَلَّى خَيْرُ إِنْسَانٍ تَرَاءَى
وَغَادَرَنَا بِلَا إِذْنٍ وَثَابَا
حَيِيٌّ وَالْعَفَافُ لَدَيْهِ طَبْعٌ
وَآنَسُ مَنْ عَرَفْتُ سُهًى شِهَابَا
صَمُوْتٌ وَالسُّكُوْتُ لَدَيْهِ شَرْعٌ
وَلَا يُخْفِي الْحَقِيْقَةَ وَالصَّوَابَا
وَذُوْ خُلُقٍ تَبَدَّى فِي شُمُوْخٍ
وَكُلُّ شَمَائِلٍ وَافَتْ مَطَابَا
مُحِبٌّ لِلْجَمِيْعِ وَجُوْدُ بَحْرٍ
وَمَا عَادَى صَدِيْقًا أَوْ صِحَابَا
حَيَاةٌ عَاشَهَا لِلْعِلْمِ صَبًّا
وَبَيْنَ الْكُتْبِ قَدْ رَامَ الُّلبَابَا
صَبُوْرٌ مَاتَ ( مَبْطُوْنًا) يُعَانِي
وَلَمْ يَجْزَعْ بَلِ احْتَسَبَ احْتِسَابَا
سَتَبْكِيْكَ الْمَعَاهِدُ وَالْمَعَانِي
وَتَنْتَحِبُ السَّمَاوَاتُ اِنْتِحَابَا
( مُحَمَّدُ) دُمْتَ فِي (عِيْدٍ وَسَعْدٍ)
وَلُقِّيْتَ الشَّهَادَةَ وَالْكِتَابَا
وَآَتَاكَ الْإِلَهُ غَدَاةَ حَيْنٍ
جِنَانَ الْخُلْدِ وَالْحُوْرَ الْعِذَابَا