لا تذلي والديك وإن ترهبنتِ ….!
بقلم: منى مصطفى
جهاز البنات لا أراه إلا من أعظم البدع المهلكة للمجتمع، و لا أعرف بأي عقل يستجيب الناس لهذه البدع بلا روّية أو تعقل …..
أتذكر أنني في بداية حياتي شريت ( هون ) للثوم فهو أسرع و أسهل في التنظيف من المفرمة فكان خفيفًا لا يطحن جيدًا ولا يعطيني النتيجة المطلوبة، بحثت كثيرا في الأسواق فلم أجد غيره فقلت عندما أنزل مصر سأشتري ( هون ) نحاس جيد …
بقيت عاما أضع الثوم في كيس وأطحنه بما لدي مرة الشاكوش و مرة زجاجة بيبسي فارغة ( لاحظوا الذكاء ) زجاجة …! وها أنا ذا لم أمت دون ال ( الكيتشان ماشين ) وكم أبغضها ….!
يا حبيبتي كم الجهاز ليس دليلا على حب والديك أو إهمالهما لك، اهتمي بالكيف لا الكم، أي اشتري ما تحتاجين وإن كان من أجود الأصناف العالمية لا بأس، أما أن نخزّن فوق الخزانات و تحت الأسرّة، و نشترط غرفة أطفال مجهزة حتى بألعاب الأطفال و فرشهم و غيره فهذا سخف …. هل علم أحد الغيب ؟ لا مانع من مكان مجهز للضيوف بأبسط الإمكانيات أما ما نراه فهو سرف لا مبرر له!
تذكري قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم (ما فتح رجل باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ) أي طلب من الناس (يريد بها كثرة) في معاشه (إلا زاده الله تعالى بها قلة) بأن يمحق البركة منه ويحوجه ….!
لماذا تضعين نفسك و والدك في هذا الموضع ؟
افرضي عقلك على ذلك الخاطب الطماع و إلا فغيره أفضل، و قد يكون عدمه أفضل!
جاءني أبي ذات يوم يقول : جارنا يعرض جزءا من أرضه للبيع ولا أحد سيشتري غيرنا لعدم وجود مدخل لأرضه إلا من عندنا، فسألته عن السبب؛ فقلما يبيع رجل أرضه، فقال: ابنته خطبت منذ عام و الزواج متوقف على جهازها …!
اشتريتها لأساعده ودعوت له وسعدت أن وجدت أبا بهذه الروح، ثم بعدها بعام بالضبط اتصل ليبيع جزءا آخر … لماذا يا أبي يبيع هذه المرة ؟
قال: لأن ابنته الثانية خطبت و الخاطب ( المحترم ) يشترط أن تجهز كما يتجهز أثرياء القرية بناتهم بكل ما أصابهم من مبهاة ….
فقلت: – لا أريد أرض زراعية يا أبي .
– لا بديل يا ابنتي، فالرجل يترجي و مستعد أن يخفّض السعر من أجل سرعة البيع
– ما تراه صوابا افعله يا أبي، هل لهذا الرجل بنات أخريات ؟
– لا
– الحمد لله يا أبي .
عند كتابة العقد رجا الرجل أبي أن يكتب في العقد نفس سعر القطعة الأولى حتى لا يشمت فيه أهله …! كم أحزنني هذا الموقف وجعلني أشفق على هذا الأب و أكرمه، فأخذني الفضول وبدأت أسأل عن آخر التطورات في زواج البنات كيف صار ؟ فوجدت عجبا عجاب و الله
إسراف ينم عن جهل لا هدف منه سوى المراءاة و الكذب وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، ربما تشتري الفتاة أجهزة وأدوات لا تعرف استخدامها و لم توجد في بيت أبيها، و الأدهى أنها لن تستخدمها في بيت زوجها و لكن عملا بمبدأ ( مثل زميلتي! ) هذا منطق العاجر الجهول، ولا يصح هذا مطلقا، وعلى الأم أن تكون حكيمة، جهزي ابنتك بلا إسراف و لا معصية و لا ديْن من أجل رفاهية كاذبة … أحسني إليها بحسن اختيار الأشياء لا كثرتها …!
يسروا الزواج فضياع الأعمار جريمة، تجد الفتاة وصلت الثلاثين وقل زهوها، وانطفأ شيء من بريقها وكل ذلك لأنها مبالغة أو لا يأتيها إلا مبالغ … وكذا الشاب أوشك على الأربعين ولم يتزوج لنفس الأسباب، لا تعسروا على أنفسكم فيعسر الله عليكم، سلوا الله السعادة والتوفيق فهم أهم من الأثاث !
ستر الله أولاد المسلمين جميعا