كيفية الصلاة على النبى “صلى الله عليه وسلم ”
مراد حسين
في بدء كتابتى كنت أختصر بعض التراكيب التي يكثر دورانها في الكتابة ومن ذلك صلى الله عليه وسلم ،عليه السلام ،رحمه الله …..رضى الله عنهما ذلك فكنت أكتبها هكذا (ص)،(عل)،(رح)،(رض)…..
وذلك لأنها تتكرر كثيراً في الكلام ،ولكنى رأيت من تمام الأدب ،أن أكتبها كاملة ،وعلى هذا درج أغلب السلف في كتاباتهم ،ففي ذلك فوائد كثيرة فمن وصايا القدماء في حسن التأنى للكتابة قولهم لمن أراد شيء ما :كلما كتب اسم الله تعالى أتبعه بالتعظيم مثل :تعالى أو سبحانه أو عز وجل أو تقدس أو تبارك ،ويتلفظ بذلك .وكلما كتب اسم النبى صلى الله عليه وسلم كتب بعده:الصلاة عليه والسلام ،وجرت عادة السلف والخلف بكتابة صلى الله عليه وسلم ،ولعل ذلك لموافقة الأمر في الكتابة ،ولا يسأم من تكرارها كما يفعله بعض المحرومين من كتابة :صلعم ،أو صلع او صلم أو صم أو صلسم فكل ذلك غير لائق بحقه ومكروه ،وإذا مر بذكر أحد من الصحابة كتب: رضى الله عنه ،أو رضوان الله عليه أومر بذلك أحد من الأئمة لاسيما
الأعلام وهداة الإسلام ،كتب :رحمه الله أو رحمة الله عليه ،أو تغمده الله برحمته ،ومتى سقط من ذلك شيء فلا يتقيد به وأختار أحمد بن حنبل إسقاط الصلاة والسلام والترضي والترحم رواية مع نطقه بذلك
قال الشيخ أحمد شاكر في تقديمه لكتاب الرسالة عند وصفه للنسخة المخطوطة
التي نشر عنها الكتاب :ومما يلاحظ فى النسخة أن الصلاة على النبى لم تكتب عند ذكره في كل مرة ،بل كتبت في القليل النادر بلفظ :صلى الله عليه:
وهذة طريقة العلماء المتقدمين ،في عصر الشافعى وقبله ، وقد شدد فيها المتأخرون ،وقالوا ينبغي المحافظة على كتابة الصلاة والتسليم ، بل زادوا أنه لاينبغي للناسخ أن يتقيد بالأصل إذا لم توجد فيه وقد ثبت عن أحمد بن حنبل أنه كان لايكتب الصلاة وأجابوا عن ذلك بأنه كان يصلى لفظاً ،أو بأنه كان يتقيد بما يسمع من شيخه فلا يزيد عليه ،والذى اختاره أن يتقيد الناسخ بالأصل الذى يعتمد عليه في النقل ،أما إذا كتب لنفسه ،فهو مخير ،وليس معنى هذا أن يفعل كما يفعل الكتاب (المجددون ) في عصرنا ،إذ يذكرون النبى باسمه محمد صلى الله عليه وسلم ،ولا يكتبون الصلاة عليه ،بل يذكره بصفة النبوة أو الرسالة أو نحوها ،لأن الله سبحانه وتعالى -نهانا عن مخاطبته باسمه :قال تعالى “لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ” (النور ٦٣) ولأن الله لم يذكره في القرآن الكريم إلا بصفته النبوة أو الرسالة بأسمه الكريم مقرونًا بإحداهما والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم من أقرب القربات وأعظم الطاعات وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ترفع الكرب والبلاء وتزيل الهم والغم ،وتشرح الصدور وتصرف وساوس الشيطان والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم :.أمراً إلهياً ورد ذكره في القرآن الكريم وخاطب الله تعالى المؤمنين في كتابه الحكيم في أكثر من آية وأكثر من موضع
ليحثهم على الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم وهناك عدة مواضع للصلاة على النبى محمد صلى الله عليه وسلم:وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهيمية “اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد ،كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد “وهناك أيضا مواضع كثيرة للصلاة على النبى مثل يوم الجمعة ،وليلة الجمعة ،في المجالس ،عند الوقوف على قبر النبى صلى الله عليه وسلم ،وعند ذكر النبى صلى الله عليه وسلم ،بعد الأذان ،عند دخول المسجد والخروج منه ،في التشهد في الصلاة ،في صلاة الجنازة ،قبل الدعاء عند الهموم ،وفى كل الأوقات ولا تجوز الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم في
عدة مواضع
عند المعصية ،لا تجوز عند التعجب وذلك لأن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم يجب أن تكون من الأحتساب ورجاء الثواب ليس إلا ،وكذلك عند الذبح وعند العطاس وعند الجماع وعند قضاء الحاجة.