كنا نتاجر في السعادة
شعر
صبري مقلد
وَخْـزُ الحنينِ مع السُّهادِ يجيشُ
أهفو لماضٍ في النُّهَـى منقــوشُ
أيامَ نقتـســمُ الـودادَ كـخـبزِنــا
فالقلبُ رحبٌ بالوفــا مَـفـروشُ
نلـهــو على شـطِّ الزمانِ ، كأننـا
سِـربٌ لـطـيرٍ فـارقَتـه عُشـوشُ
نَــأوي إلى الأشجـارِ نسـردُ همَّنا
فيـهونُ من تَحـنـانِـهـا ويبـوشُ
تعدو الـظِّـلالُ وراءنا في لَـهوِنـا
والعشبُ يَبْـسمُ ،بالهنـا مرشوشُ
فـإذا الحقـولُ كـلـوحــةٍ ألوانُـهـا
مِنْ عَـسجدٍ ، والأمنـياتُ رتـوشُ
وكـأنَّ مــاءَ النيلِ وجـهُ صبـيَّـةٍ
بالحسنِ يُكسَى ليس فيه خدوشُ
والبدرُ يرقـبُنـا وينظـرُ ضاحكـًا
وكـأنَّـه من لــهـونــا مَـدهـوش
بعـثَ المسـاءُ نسائمًـا بعبـيـرِها
سُـدلَت لـنـا وكـأنـهـنَّ رُمــوشُ
كـنَّـا نتـاجـرُ في السعـادةِ كُـلُّـنـا
يكـفي لِنمـتلكَ الحـياةَ قُـروشُ
ذاكَ الـزمـانُ مُـنَـمَّـقٌ بـبــراءةٍ
كالصُّـبـحِ يزهو ما اعتراهُ غُبوشُ
ما قطَّبَ الماضي الجميلُ جبينَهُ
أنَّـى نــراهُ ، فَـطيبٌ وبـشــوشُ
مـاكـان مــنَّـا مَـنْ يُُـغـيِّـرُ جلْـدَهُ
أو كـان فينـا الأحمـقُ المنفـوشُ
الٱنَ مــزَّقَـنــا الـفِـــراقُ كـأنـنــا
عِـقْـدٌ تبعـثرَ في الـثرَى منـكـوشُ
غـدَت الأصالـةُ مـعـدنـًا لا يُـقتَنى
والـودُّ مثـلَ طعـامِـنـا مغــشوشُ