قدس الصباح
قدس الصباح

تامر جاويش
( بسَطَ الصَّبَاحُ ضِياءَهُ وتَنفَّسَا )
والليلُ أدبرَ بعدمَا قَد عَسعَسَا
وتأَلَّقَ النُّورُ السَّنِيِّ بحُسنهِ
والوردُ يضحكُ للرَّوابي هَامسَا
وغَدَا الشًعَاعُ مَعَ الظِّلَالِ بمَرسَمٍ
يبنُونَ سِحرًا بالسُّفُوحِ تَهندَسَا
واستيقظَ العُصفُورُ يرقصُ شَادِيًا
فأجابهُ غضُّ الغُصونِ تَحمُّسَا
تهتَزُّ رقصًا والعَنَادلُ تحتَفِي
تَدعُو بأنغامِ الصَّبَاحِ النَّرجِسَا
تتلُو لهُ وِردَ الجمَالِ بشَدوِهَا
فلعَلَّهُ يَرنُو إِليهَا أَو عَسَى
حَتَّى أفاقَ وقَد تَراهَفَ سَمعُهُ
لَم يبقَ فِى هَمسِ التِّلاوَةِ نَاعسَا
وتَمايَلَ الزَّهرُ الرَّفيفُ تَدَلُّلًا
ولِعطرِهِ نَبضُ النَّسيمِ تَلَمَّسَا
وانسابَ يَعبَثُ بالشَّواطِئِ لَاهيًا
حتَّى دَعَا شوقًا إِليهِ النَّورَسَا
وتَغارُ أفئِدَةُ الظِّباءِ فتَنثَنِي
والسِّحرُ فيهَا قَد ألحَّ وَوَسوَسَا
فتهُبُّ وثبًا بالرِّيَاضِ معَ المَهَا
لتُعانِقَ النَّسمَ البرِىءَ وتَلمسَا
ربَّاااهُ قد سَجَدَ الفؤادُ تخَشُّعا
فالصُّبحُ من فَرطِ الجمَالِ تقدَّسَا
والقلبُ صَلَّى وَاستقَامَ مُسبِّحًا
والقُدسُ يَغشَى نبضَ قلبِى مُؤنسَا
ربَّاااهُ فاجعَل فِى صَبَاحِى آيَةً
واجعَل لِقلبِى مِن جُنودِكَ حَارِسَا