في مئوية العلامة البيومي
بين الأستاذ وتلميذه ... عالم من الوفاء
كلمة رئيس التحرير
تسير الأمم – كما يقول الأستاذ العقاد – على هدًى من غايتها كلما تبينت مواقع خطواتها بين ماضيها وحاضرها، ويعظم رجاؤها في النجاح كلما أحست أنها أدركت نصيبًا منه في الماضي وأنها خليقة أن تدرك نصيبًا مثله أو يزيد عليه في المستقبل، وإن فرض الإعجاب على المحبين والمريدين علامة كبرى من علامات الخلود والبقاء؛ ولا غرابة في ذلك فإن الناس لا يعجبون إلا بالعظماء الذين يتركون أثرا لا يمكن إنكاره، تمرّ السنون ويبقى هؤلاء رمزا على الإعجاز الإلهي، وآية واضحة على أن للطبيعة الإنسانية فلتات تشهد على عبقرية بعض بني البشر.
والعلامة الدكتور محمد رجب البيومي هو أحد عظماء العصر الذي تحلّ مئويته دون احتفاء يليق بمكانة البيومي العلمية والأدبية.
” وشيوخنا الراحلون أهل لكل تعظيم واعتراف بالجميل، لا يعيبهم أن قصرنا في الاحتفاء بهم، بل يُزكِّيهم ذلك، وهذا التقصير يضاعف حقهم في الثناء وعرفان الجميل، وهو تحية معكوسة لهم ، ويدل على أن الحاجة إلى ما خلفوه كانت أمسَّ وألزم، وأنهم كانوا في خدمتهم الإنسانية أقدرَ وأعظمَ. ”
وفي مئوية البيومي تتجلى أعظم صور الوفاء للشيوخ؛ فلقد انبرى تلميذه الأستاذ الدكتور على زين العابدين الحسيني يدعو إلى الاحتفاء بمئوية أستاذه، وأخذ يكتب المقالات التي تتناول جوانب من حياة البيومي وآثاره العلمية والأدبية، وراح يدعو الأزاهرة والكتاب للكتابة عن البيومي في مئويته؛ عرفانا بفضل العلامة البيومي، وإيمانا بفكر المدرسة البيومية.