فرعون وآيات البلاء  

 صفوت محمد السيد

عندما أنس موسى بجانب الطور بعد أن أظهر الله له آيه: عصاه التى يتوكأ عليها بأن ألقاها فإذا هى حية تسعى وطمأنه الله تعالى وقال له: (خذها ولا تخف) فذهب عن موسى الخوف وقال الله يا موسى (أنا أخترتك) برسالتى لأبعثك إلى عبد من عبيدى بطر بنعمتى وتسمى باسمى …قال موسى (رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل العقدة من لسانى يفقهوا قولى وإجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى ..قال تعالى: (لقد أوتيت سؤلك يا موسى)
فأوحى الله إلى هارون أخى موسى وكان وزيرا من المقربين لفرعون يتمتع بفصاحة اللسان ..وذهب موسى لمقابلة هارون وبشره بالرسالة معه ثم أقبلا يريدان أمهما فقال هارون إنى أخاف أن يسمع بنا أحد ..فقال له موسى: لا تخف قد قال الله تعالى: (إنى معكما أسمع وأرى )
وعندما أخبر الناس فرعون بقدوم موسى أرتعد وخاف خوفا شديدا..وقال فرعون لهارون: لأى شىء لم تعلمنى فيما جاء موسى.. فقال هارون انتظر واسأله فيما جاء…وزين فرعون قصره واستدعى كبراء قومة وأوقف هارون عن يمينه وهامان عن يساره فلما حضر موسى قال له فرعون تجاهلا: من أنت ؟! قال موسى : إنى عبدالله الله ورسوله وكليمه…قال فرعون يا موسى: إنك عبد فرعون!! قال موسى: إن الله أعز من أن يكون له ندا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهذا أخى هارون معى رسولا إليكم…فقال موسى: لأخية هارون انزل وبلغ رسالة ربك فنزل عن كرسيه وقال يا فرعون أنا رسول ربك إليك لتؤمنوا بالله وحده ولاتشركوا به شيئا…فغضب فرعون وتحير لما قال هارون ذلك لأنه كان عنده بمنزلة عظيمة..وأمر وزيره هامان بنزع ملابس هارون …وبعد ذلك أحضرهما فرعون وقال لموسى (ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين) … ويقصد فرعون ربيناك يا موسى فى بيتنا وعلى فراشنا سنيين عديدة ثم قابلت الإحسان بأنك قتلت رجلا من قومنا وجحدت نعمتنا …ثم طلب فرعون من موسى أن يأت بآية إن كان من الصادقين (فألقى عصاه فهى ثعبان مبين ) فلما رآها فرعون ومن حوله فروا هاربين …فقال هذا ساحر عظيم
وأرسل الله العديد من الآيات على فرعون ومن اتبعة حتى يؤمنوا بالله ومنها:
أولا: آيه الطوفان قال تعالى: ( فأرسلنا عليهم الطوفان ) فكانوا لايرون فيها شمسا ولا قمرا حتى امتلأت البيوت والأسواق بالماء فبدأ يحل بهم الخراب فجاء القوم إلى فرعون ليرفع عنهم هذا الطوفان فسأل موسى أن يدعو برفع هذا البلاء على وعد أن يؤمن فرعون ومن اتبعة فدعا موسى الله فرفع الطوفان عنهم فلم يؤمن فرعون ومن اتبعه
ثانيا: آية الجراد
فلما لم يؤمن فرعون ومن اتبعة أرسل الله عليهم الجراد فأكل أشجارهم وزروعهم وفزعوا إلى فرعون فوعدهم بصرف هذا البلاء عنهم فسأل فرعون موسى أن يدعوا لرفع هذا البلاء وقال أن صرفت عنا الجراد نؤمن بك فدعا موسى ربه رجاءً فى إيمانهم فأرسل الله ريحا باردة أهلكت الجراد عن آخره، فلم يؤمن فرعون ومن أتبعه
الآية الثالثة: القمل
فلما لم يؤمن فرعون ومن اتبعة ارسل الله تعالى عليهم القمل فأكل جميع ما في بيوتهم ووقع على ثيابهم فقرضهم وقرض أبدانهم وشعورهم، فضجوا إلى فرعون فصرفهم ثم دعا موسى أن يدعو برفع هذا البلاء ووعده بالإيمان هو قومة فدعا موسى ربه فصرفه عنهم فلم يؤمنوا
الآيه الرابعة: الضفادع
فلما لم يؤمنوا أرسل الله عليهم الضفادع فكانت أشد بلاءً عليهم فكانت تقع فى طعامهم وبين ثيابهم وفرشهم وكانت لها رائحة كريهة فرجعوا إلى فرعون وعاد مرة أخرى الى موسى لكى يدعوا له ومن اتبعة برفع هذا البلاء ودعا موسى ربه فرع عنهم هذا البلاء
الآية الخامسة: الدم
ولما لم يؤمن فرعون ومن اتبعه أوحى الله تعالى إلى موسى أن يضرب عصاه بالنيل فصار النهر دما” فاشتد بفرعون ومن اتبعه العطش حتى أشرفوا على الهلاك وتكرر سؤال فرعون لموسى بأن يدعو لرفع هذا البلاء على أن يضمن لموسى إيمانهم فدعا موسى الله فكشف عنهم الله تعالى هذا البلاء فلم يؤمنوا أيضا
وهكذا أخلف فرعون ومن اتبعه وعوده بالإيمان مع موسى فكان من المغرقين.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: