فاصل لامتنان

بقلم: د. نهى مختار محمد

كان ينبغي أن أكتب عن الشاعر الفلسطيني الكبير إبراهيم نصر الله، ليكتمل الجزء الثاني من المقالات التي أكتبها عنه، لكنني فكرت قليلا في أكتب مرة كتابة أكثر حرية، لماذا لا أكتب عن شيء من تجربتي في هذه المجلة العزيزة، مستلهمة من ملف إبداعات الشباب التي أشرف كثيرا وأسعد بنشره وأفتخر بأبناء الألسن من الأقسام العلمية كافة الذين يضيئون المجلة بكتاباتهم الجميلة الحرة المحلقة شعرا وسردا؟ لماذا لا أترك لقلمي أن يكتب مرة شيئا عن نفسه دون القلم الناقد الذي يتناول أعمال المبدعين وبخاصة الشعراء.

مع تحديات الواقع والإحباطات التي تقابلنا وأشياء أخرى، ومع أسئلة كثيرة تدور في الذهن ترهقه وتشتته وتثقله، تجد نفسك غير قادر على فتح جهاز الحاسوب الخاص بك لتكتب حرفا، وتسأل نفسك ما جدوى ما أقدمه، هل يهتم أحد به، هل يضيف إلى من حولي لحظة جميلة، أو معلومة قيمة، أو فكرة، أو إلهاما، أو تعبيرا جميلا؟

تسألُك الجميلة الملقبة بالشمس عن مقالك الجديد، وتطلب منك إرسال الملف pdf لتتكمن من قراءته بصورة واضحة مع كوب القهوة أو الشاي الذي اعتادت أن يصاحبها أثناء قراءة مقالي ليكون طقسا شهريا جميلا بالنسبة إليها، وطقسا أجمل بالنسبة لي، تُخبرني الشمس بعدها أن المقال لا يخلو من العيوب التي أبرزها أنه انتهى سريعا، أي أنه قصير.

حينما أنشر مقالي وأجد التعليقات التي أخذ أصحابها من أوقاتهم ومن فكرهم وعاطفتهم ولو القليل جدا ليعبروا عن إعجاب، أو تقدير، أو تشجيع، أو يقتبسون جملة أعجبتهم في المقال، أو يجدون أنفسهم في سطر كتبته، كل هؤلاء هم الوقود والطاقة التي تحملني وتحفزني وتُعيد لي الشعور بقيمة ما أكتب، لعلني كنت أخاطب نفسي حين كتبت على صفحتي منذ أيام على (فيس بوك):

اكتُب مقالا

بلون الغراب..

بلون المطر

حين يمُرّ على

سَحاب القاهره

فيمتلئ بالغبار

وبالأتربه

اكتب مقالا بلون الشجن

بصوت الموج

على شاطئ الموت

حين يبتلع

الشَّباب والهَمّ

بمَوجَة واحده

اكتب مقالا

غريب كالدموع

عميق كالشعور

رفيع (كالدولار)

بعيد كوجهي

كثير.. ثقيل

كالأسئله

ربما كان هذا تحفيزا لنفسي لأكتب حتى لو كان مقالا بلون الليل كالذي أصفه في هذه السطور الشعرية البسيطة، ولعلني خرجت من هذا السواد بهذا الفاصل الذي أقدمه لكم كرسالة امتنان لكل شخص يقرأ كلماتي ويمنحني كلمات جميلة وألقابا جديدة مميزة وطريفة وفريدة ترسم الابتسامة على روحي فأستمر في الكتابة دون أن أسائل نفسي أسئلة باهتة بلون البنايات القديمة الفارغة من البشر.

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: