علي عمران يكتب : غـــزالٌ
عــلى ربوَةِ العِــشْقِ بيـن البلابلْ
تعَـرَّى غـــزالٌ، وفَــكَّ الجـــدائِلْ
فأشعَـــلَـتِ الشّــــمسُ قِـــنديلَها
لتُبصِرَ سِحــــرَ العُـيونِ الكواحِلْ
وقامـــتْ تُقبِّلُ طــــرفَ الــرِّداءِ
وكعــبَ الحِــذاءِ، وكُــمَّ الغـلائِلْ
فأزهَـــــرَ تلٌّ، وأعشَـــبَ سَــــهلٌ
وأثمَـــــرَ نَخــلٌ، وأورَقَ ســاحِلْ
وأصــبَحَ خِـدرُ الحــبيبِ خــميلًا
ويا سَعــدَ مَـنْ تصطفيهِ الخمائِلْ
عـــلى كُلِّ تَلٍّ يحـــــومُ الحَـمَامُ
وفـــي كُلِّ رُكْنٍ تجُـولُ الجدَاوِلْ
سَقَــاكِ الحَيَا يا مــضارِبَ لــيلَى
فلا الخيمُ يبْلَى ولا الرَّكبُ راحِلْ
ولا الطَّبعُ صعبٌ ولا النبعُ عطبٌ
ولا الربعُ جَدبٌ، ولا النجعُ قاحِلْ
وليلَى تسـوقُ الخِرافَ صـــبَاحًا
وفــي الليلِ تمْـشِي وراءَ الأيائِلْ
خلَوْنا مـعًا ساعةً فــــي الأصيلِ
وما أروعَ الحُبَّ وقــتَ الأصائِلْ
خلعــتُ الحُـلَى، والأسَاوِرَ عـنَها
نزعتُ عـنِ السَّاقِ قيدَ الخلاخِلْ
قضَينا الهــوَى بــينَ ضَـمٍّ، ولثمٍ
ونَظْــمٍ تنقَّـلَ عــــبرَ القــــوافِـلْ
عصَــــــرنا معًا خـمرَةَ القُــبُلاتِ
قطَفنا الكـريزَ، حصَـدنَا السَّنابِلْ
وغـرَّدَ سِـــربُ الغــمامِ… فـردَّتْ
على شَــدوِهِ الشَّـــاعِريِّ العنادِلْ
إذا قــدَّرَ الدَّهــرُ ظَعــنَ الحـبيبِ
فلا أمطـــرتْكِ السَّــــما يا منازِلْ