على دكة الرواة
نقد
إبراهيم أحمد
وجدت رجلين غطى الشيب رأسيهما يتشاجران، والناس تمنع كل واحد منهما الوصول للآخر، هؤلاء الناس الذين يظهرون الشهامة وفي داخلهم يودون لو يفتك أحدهما بالآخر، ظل الرجلان يتناوشان بالكلام، فقال أحدهم: أنت واكل حق أخويا مش هسيب حق أخويا وسيل من هذا القبيل بصوت مرتفع،
فقلت للرفيقي الجالس معي على دكة الرواة: ترى أي الحقوق أكل هذا الرجل؟
فقال رفيقي على دكة الرواة: الظاهر أنها مشكلة ورث
وهنا نفعتني الكلية التي درست فيها، فأحيانا تحدد الألفاظ والتراكيب في بعض السياقات الإحالات المرجعية لوجودها؛
فقلت للرفيقي على دكة الرواة: ليست مشكلة ورث وإلا لقال له: أنت واكل حق مراتي أو واكل حق أختك وليس منطقيا أن يدافع عن ورث زوجة أخيه، فلسنا في مجتمع مثالي إلى هذه الدرجة، فقال رفيقي على دكة الرواة: إذا هي مشكلة شراكة أو أرض، وفي أثناء هذا التحليل على دكة الرواة استطاع الرجلان تجاوز المحجزين وسدد كل منهما اللكمات للآخر، وبعد أن فض الاشتباك، أصر رفيقي أن يكون راويا مشاركا وأن يترك دكة الرواة المحايدين، فذهب للرجل الذي كان يقول أنت واكل حق أخويا وطلب مزيدا من التوضيح وهنا تحولنا جميعا إلى مروي علينا وصار الرجل الراوي وقال: أخويا كان متجوز واحدة ومات ومراته بقيت أرملة وبعدين جه ابن ال……… ده اتجوزها وإذا بالناس يبدون صدمتهم ويعيبون على الرجل الذي تزوج الأرملة ويقولون للرجل أوعى تسيب حق أخوك مجاملين له ولم ينطق أحد بالحق، أما أنا فظللت ساكتا مظهرا التأثر الخارجي والتعاطف وفي داخلي أقول ما بال هؤلاء الناس يظنون المرأة متاعا من الممتلكات أو مجرد سلعة، في أي المجتمعات نحن؟!
تلك روايتي للحدث ومنظوري وربما زملائي على دكة الرواة لهم منظورات أخرى