عرائس خــيال الظــل
فن

الدكتور علاء الدين حافظ
خيال الظل أحد أنماط الفرجة الشعبىة حيث يتوسل بالصورة والضوء والحركة والكلمة والنغم معاً ويحتاج إلى مكان محكم يمكن أن يركز الضوء فيه على التمثيل ، ويتسم بنوع من المرونة فى الحركة تجعله صالحا للعرض فى فناء الدار بحيث تفرغ شحنة الشعورعند المتلقين لهذا الأدب بطريقة تخيلية، أى أنه أدب تمثيلى يهدف إلى التسلية والترفيه0
حاول الباحثون تتبع فن خيال الظل لمعرفة نشأته وتحديدها وأنحصرت بين الهند والصين ثم
أنتشربواسطة المغول فى إتجاهات مختلفة وصولا الى الشرق ، وأسهمت الطبقة الوسطى فى العصر الذهبى الأسلامى فى إثرائها وأستقرت فى القاهرة0
وأقترن خيال الظل فى مصر بالكحال ” أبن دانيال الموصلى” ولد 646هـ – 1238 م، وتعلم الحديث والتفسير والعلوم والآداب بالموصل حتى بلغ التاسعة عشر،ثم رحل إلى مصر التى كانت تتمتع بالأستقرار السياسى والأجتماعى تحت حكم ” الظاهر بيبرس “حتى أصبحت القاهرة ملاذاً لعدد كبير من المفكرين والعلماء الذين فروا من طغيان حكم المغول فى العراق0
إن أهمية ابن دانيال لا تعود إلى قصائده التى أرتجلها أو نظمها من مواقف متعددة كغيره من الشعراء، بل تعود إلى أدبه التمثيلى الذى توسل بفن خيال الظل ليعكس البيئة المصرية فى عصره،فحاكاها بالتمثيل غيرالمباشر وحافظ على لغتها ،ومن أعماله ثلاث تمثيليات محفوظة فى دارالكتب المصرية (الأمير وصال – عجيب وغريب – المتيم والضائع اليتيم )0
وأشتهرت عروض خيال الظل على إنها من فنون الشارع، إلا أنها عرفت البيت المخصص للعروض التى تقدمها ويصف د/عبد الحميد يونس” مكان عرض خيال الظل “أنه بيتا مربع بروافد من الخشب مكسوه بالخيش من الجهات الثلاث ويسدل علي الوجه الرابع شاشة بيضاء وراءها مصباح كبير من مصابيح الزيت وكانت تتحرك بين المصباح والشاشة رسوم من الجلد تتحرك على قضبان فتظهر ظلالها على الشاشة أمام الجمهور، ويذكر أن أثنين فقط هما اللذان يقومان بتحريك تلك الرسوم يعاونهما أثنان آخران ويتبادل الأربعة الإنشاد والحديث0
ومن المؤكد أن فن صناعة العرائس الظلية يتطلب درجة كبيرة من الإتقان والمهارة لتنفيذها، فكانت تشكل من رقائق مسطحة من الجلد أو الخشب أو الورق المقوى لتمثل قطاعا جانبيا أو أماميا للجسم حسب متطلبات العرض والمناظر والعرائس بتشكيلاتها وملابسها وألوانها وما يقع عليها من الضوء هى الأبعاد التشكيلية للصورة المرئية لعروض الفرجة الشعبية0