ضَحِيَّةٌ – (ق.ق.ج)

عاشور زكي وهبة
عندما جئتُ بهما إلى منزلي منذ عامٍ كان رضيعًا مع أمّه؛ أشفقتُ على مبيتهما بالعراء؛ أسكنتهما في غرفة مستقلة بالطابق العلويّ ينعمان بسطحه الفسيح. ما أن يسمع وقع خطواتي صاعدًا الدرج حاملًا لهما الزَّاد حتَّى يستقبلني متقافزًا صائحًا. أطعمه بيديَّ؛ تنظر لي الأمُّ بامتنان؛ أصفف له شعره الأسمر الجميل؛ يُغْمض عينيه العسليتين متلذذًا ملتصقًا بي كأبيه الَّذي لم يرهُ. سعدتُ فقد ازداد شحمًا و لحمًا؛ بعد صلاة العيد، فَرِحَ الأبناءُ و أنا أمسكهُ بيديَّ مبسملًا مع سكِّين الجزَّار الحادة تذبحهُ و دمعة يتيمة تنساب منهُ ترمقني بحنان بالغٍ.