شيريهان الطيب تكتب : وحيٌ على كتفِ المعنى ..  

وحيٌ على كتفِ المعنى .. 

تعبتُ، جَفَّفتِ الصحراءُ صبَّاري
ونظرةٌ منكَ كَمْ تَكفِي لإِزْهارِي

أريدُكَ الآن موسيقى على وتري
أريدُكَ، الرجفةَ الأولى على الغارِ

أريدُكَ المشهدَ المخفيَّ من لغةٍ
ترواغُ الوقتَ_لم تؤمن بأسوارِ

دخلتُ كهفَ المعاني ظلَّ يهمسُ لي
أنْ اقرئي، تَلِجِ الأنهارُ في النارِ

قرأتُ فيكَ حكايا الماء، يا سفراً
من التراتيلِ ضمتْ صدرَ أوتاري

لُقِّنتُ أسمائيَ الأولى_ اشتعلتُ بها_
خبأتُ في شجر التأويل أسراري

ألقتنيَ الرِيحُ في مرآتها قلقاً
نادانيَ الضوءُ: يا تمثاليَ العاري

وَغصَّ حنجرتي الموال مُرتديًا
صدًى لصوتيَ حتى بُحَّ مزماري

أتقنتُ فلسفةَ المنديل_ حين بكتْ
عينُ السماواتُ _ واستلهمتُ فخّاري

لأنَّ طينيَ مسحورٌ ، تُعَلِّقُني
يدُ المجازاتِ أطيافاً لأنهارٍ

لأنَّ مِشنقةَ الفقدانِ تجذِّبُني
وثَمَّ حشدٌ من الأوجاعِ بي سارِ

رأيت في قلقِ الشبّاكِ ذاكرةً
من الحنين، تعرِّي كل أستارِ

ونمتُ أرسمُ للأحلامِ خارطةً
و للعصافيرِ بيتاً فوقَ أشجاري

رسمتُ وجهَ بساتينٍ مؤجلةٍ،
وهل سيخضرُّ حقلُ دون أمطارِ؟

أمعنتُ في الرملِ وجهاً شاحبا لغدٍ
أوحى لَهُ الماءُ :أنَّ العُشبَ آثاري

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: