سيد حسني سيد يكتب : تَسْرِيب
تَسْرِيب
اذْهَبْ وَرَبُّكَ قَاتِلَا إِنَّا عَلَى
أَمَلٍ سَيُنْجِبُنَا هُنَا هَا قَاعِدُونْ
اذْهَبْ فَإِنَّ صَلَاتَنَا خَانَتْ إِلَاهًا
ظَلَّ يَنْصرُنَا كَأَنَّا مُؤْمِنُونْ
نَحْيَا عَلَى أَرْضٍ تُرِيقُ شُعُوبَهَا
يَأْسًا وَأَحْكَمُ مَا بِهَا هَذَا الْجُنُونْ
نَمْشِي عَلَى مَاءٍ لِنَبْلُغَ كَوكَبًا
وَيَؤُمُّنَا الْبَحْرُ فَنَحْيَا غَارِقِينْ
لَا نَصْرَ يُدْهِشُنَا.. النَّشِيدُ وَرَايَةٌ
غَسَلَا هَزَائِمَنَا بِدَمْعِ الْمُثْكَلِينْ
لَا أَرْضَ تُنْجِبُنَا سَنُولَدُ صُدْفَةً
حِينَ نَرَى الصَّحْرَاءَ حُبْلَى بِالطِّيُونْ
الرَّبُّ بَايَعَنَا وَخَانَ رَسُولَنَا
شَعْبٌ تَعَلَّمَ أَنْ يَعِيشَ لِكَي يَخُونْ
هَذِي بِلَادٌ فِي العيونِ دُمُوعُهَا
وَنَدَى سَحَابَتِهَا تَضِيقُ بِهِ الْعيونْ
هَذِي بِلَادٌ فِي النُّخَاعِ حَرِيقُهَا
هُنَّا عَلَيهَا ثَمْ نَأْبَى أَنْ تَهُونْ
هَذِي بِلَادٌ لا تَشُقُّ جُيُوبَهَا
إِلَّا عَلَى مَنْ بَاعَهَا فِي كُلِّ حِينْ
هَذِي بِلَادٌ لَمْ أَشَأْهَا… رُبَّمَا
مَا لَمْ أَشَأْهُ وُلِدْتُ كَي مِنْهُ أَكُونْ
فَاذْهَبْ وَرُبُّكَ قَاتِلَا فَأَنَا النَّخِيلُ
عَلَوتُ ثُمَّ أَبَادَنِي مَاءٌ وَطِينْ
وَأَنَا السَّرَابُ رَأَيتُنِي مُتَنَاثِرًا
وَتَقُودُنِي كُلُّ الظُّنُونِ إِلَى ظُنُونْ
وَأَنَا التُّرَابُ يَسِيرُ إِثْرَ مَتَاهَةٍ
فِيهَا نَظَلُّ وَإِنْ وَصَلْنَا تَائِهينْ
وَأَنَا الْمَسِيرُ تَكَسَّرَتْ قَدَمِي وَلَمْ
أَلْمَحْ سِوَى وَطَنٍ تُحَرِّرُهُ السجونْ
وَأَنَا رَبِيبُ الطَّمْيِ يَتْلُو مِحْنَتِي
شَدْوٌ يُذَبِّحُ طَيرَهُ للصَّامِتِينْ
وَأَنَا ابْنُ غُصْنٍ خَائِنٍ للرِّيحِ إِنْ
يُنْجِبْ لَهُ الوردُ النَّسِيمَ فَلَا يَلينْ
وَأَنَا ابْنُ رُسْلٍ أَطْفَأوُا اللهَ وَسَارُوا
فِي رَمَادِ النُّور وَالْحَلَكِ الْمُبِينْ
فَاذْهَبْ فَإِنَّ إِلَاهَنَا هَذَا الْهَوَى
وَهْوَ الْمُطَاعُ الْخَالِدُ الْفَذُّ الأَمِينْ