سنغافورة والتعليم

مراد حسين

جمهورية سنغافورة هي دولة تقع على جزيرة في جنوب شرق أسيا عند الطرف الجنوبى من شبه جزيرة الملايو يفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر رياو الإندونيسية مضيق سنغافورة تعتبر سنغافورة رابع أهم مركز مالى في العالم ومدينة عالمية تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي .ويعد مرفأ سنغافورة خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط

تاريخ سنغافورة

شب الحريق في سنغافورة في القرن الثانى الميلادي بأيدي البرتغاليين ،وتدمرت البلاد لقرنين متتاليين خضعت سنغافورة ،في القرن التاسع عشر الميلادي للاستعمار البريطاني عام ١٩٥٧م اتحدت  سنغافورة مع ماليزيا في عام ١٩٥٩م    ،ثم أنفصلت عنها في ١٩٦٥م وسميت جمهورية سنغافورة

التعليم في سنغافورة :-

يعتبر النظام التعليمي في سنغافورة واحداً من أفضل أنظمة التعليم في العالم كما تعد التجربة السنغافورية في التربية والتعليم من التجارب الرائدة التي تستحق الوقوف عندها

عملت سنغافورة على جعل نظامها التعليمي أكثر مرونة واستجابة لاختيارات الطلبة حيث يتمثل الهدف من ذلك في منح الطلبة اختيارات أوسع تتلاءم مع كفاءاتهم من ذلك وطاقتهم فعندما يكونون قادرين على اختيار ماذا وكيف يتعلمون ،فإنهم يستطيعون استغلال وتوظيف طاقاتهم بأفضل شكل ممكن ويعد القطاع التعليمي السنغافوري وحداً من أهم مقومات النهضة السنغافورية ،فقد تمكنت البلاد من النهوض بقطاع التعليم ؛استناداً إلى مبدأ النظام التعليمي في سنغافورة الذى ينص على أن كل طفل أو طفلة يملك أو تملك مواهب بطريقة خاصة والمبنى على تجمع الأطفال ذوى القدرات المتماثلة معاً ،مما يجعل من النظام التعليمي نظامًا فعالاً ، وذلك عن طريق توجيه الأطفال للمجال الذى يناسب مهاراتهم وقدراتهم لتعزيزها

فالحفاظ على تطور البلاد لا يكون إلا بإنشاء نظام تعليمي متكامل ،يتم من خلاله توفير الموارد البشرية التي تحتاجها الدولة  وقد تحقق ذلك بالفعل ؛ فقد حظى نظام التعليم في سنغافورة بمرتبة متقدمة عالمياً وتمكنت الجهات المختصة من مواجهة التعددية اللغوية والعرقية من خلال جعل اللغة الإنجليزية اللغة التعليمية الرسمية

الاستثمار في المعلمين أيضاً وبسبب حرصها على أن تكون رواتب مهنة التدريس أعلى من المتوسط الوطني للأجور نجح النظام التعليمي في سنغافورة في جذب أفضل الخريجين للعمل به حينما يتعلق الأمر بانتقاء وتطوير أفضل المواهب تأتى سنغافورة من دون شك في المقدمة. ،وتحاول تحقيق أقصى استفادة من ذلك النهج من خلال إلزام متلقى المنح الدراسية الحكومية بالخدمة في القطاع العام لمدة لا تقل عن سنتين مقابل كل سنة دراسية وبنفس القدر من الاهتمام تفتخر سنغافورة بجميع مؤساستها التعليمية ولكن يمكن القول أن درة تاج ذلك النظام هي مئات المدارس المحلية ومعاهد التعليم الفني التي توفر تعليماً عالي الجودة للجميع  والقائمون على النظام التعليمى في سنغافورة متطلعون دائماً إلى الأمام ،وهذا ما يظهر تبنيهم للغة الإنجليزية كلغة ثانية بالإضافة إلى اللغة الأم (الملايو )وتركيزهم على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومدفوعة بحاجة المجتمع متعدد الأعراق للغة مشتركة اختارت سنغافورة اللغة الإنجليزية

ومما لاشك فيه أن القيم الأخلاقية كان لها دور كبير في نهضة سنغافورة كالمرونة والواقعية والنزاهة ،والترفع عن الأنانية ،والنظر إلى الأسرة على أنها المرتكز الأول للمجتمع ،وبث قيم التميز والتفرد والفخر بالذات لدى الافراد بانتمائهم  إلى سنغافورة المتطورة والمتعددة ثقافياً ،وتعزيز الهوية الوطنية ،والمشاركة بالاحتفالات الجماعية إحياء لذكرى المناسبات الوطنية وتعزيز الانتماء للوطن من خلال التذكير بالإنجازات المحققة في المجالات الفنية ،والرياضية والاقتصادية كما تسعى سنغافورة إلى تقوية العلاقات بين الوافدين والمهاجرين ،والتعامل مع منظومة الأعلام مع منحها الحرية الكاملة في نقل الأخبار في ظل سيادة القانون فكل ذلك وغيره ساهم بشكل كبير في نهضة سنغافورة إلى الأمام

ومما لاشك فيه أن رئيس الوزراء السنغافوري (لي كوان يو ) كان له دور بارز في النهضة التعليمية في سنغافورة التي كانت  تعانى من مشاكل عديدة كالفقر وارتفاع نسبة البطالة وانخفاض دخل الفرد وتلوث البيئة ،وإزالة الغابات ومشكلة الأمية ،إضافة إلى المشاكل العرقية ،أدرك رئيس الوزراء السنغافوري (لي كوان يو )أنه لن يتمكن من الحفاظ على تقدم بلاده وتطورها بدون إنشاء نظام تعليمي متكامل وها هي اليوم تجنى ثمرة ما فعله (لي كوان يو )

فمؤتمر جودة التعليم العالى الصادر عن المنتدى الاقتصادي في دافوس عام ٢٠١٥م

وضع سنغافورة في المرتبة الأولى على مستوى التعليم العالى من حيث الجودة

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: